العرب في بريطانيا | 8 محطات أنفاق في لندن استخدمت كملاجئ ضخمة ضد ال...

1445 شوال 10 | 19 أبريل 2024

8 محطات أنفاق في لندن استخدمت كملاجئ ضخمة ضد الغارات الجوية

8 محطات أنفاق في لندن تُستَخدَم كملاجئ ضخمة ضد الغارات الجوية
فريق التحرير March 15, 2022

في أيار/ مايو عام 1915 عندما وقعت أول غارة جوية على لندن خلال الحرب العالمية الأولى، استُخدِمت شبكة قطارات الأنفاق لتوفير المأوى لسكان لندن خلال القصف، وأصبحت تحمل اسم “الملجأ” على مدار الثلاثين عامًا التالية.

 

احتمى سكان لندن من الغارات الألمانية في الأنفاق، ما قلّل عدد الضحايا بشكل كبير. وبحلول الحرب العالمية الثانية كانت السلطات المحلية حريصة على تعزيز الإمكانات الوقائية في شبكة الأنفاق مرة أخرى.

 

 

كما كُلِّفت هيئة “London Transport” أيضًا ببناء ملاجئ مخصصة على مستوى ثماني محطات أنفاق، والتي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.

 

 

لماذا أُنشِئت؟

 

8 محطات أنفاق في لندن تُستَخدَم كملاجئ ضخمة ضد الغارات الجوية
8 محطات أنفاق في لندن تُستَخدَم كملاجئ ضخمة ضد الغارات الجوية (Libraries NI)

 

 

توقَّعت لندن عام 1939 – قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية – التعرُّض إلى غارات جوية فاتَّخذت الاحتياطات اللازمة؛ لتقليل الخسائر البشرية، وذلك من خلال إجلاء 1.25 مليون شخص في آب/ أغسطس، وأيلول/ سبتمبر من ذلك العام.

 

 

في البداية كانت السلطات المحلية مترددة في استخدام الأنفاق كمأوى مرة أخرى؛ خشية أن يؤدي ذلك إلى إضعاف الروح المعنوية للسكان. ولكن عندما شُنّت الغارة عام 1940 مسفرة عن سقوط 430 شخصًا في ليلة واحدة، اندفع الناس إلى أنفاق القطارات، وكتبت إحدى الصحف في ذلك الوقت: “لقد تولى سكان لندن القيادة اليوم … ذهب الرجال والنساء والأطفال مباشرة إلى أكثر الأماكن أمانًا؛ محطات قطارات الأنفاق”.

 

 

ومن أجل استيعاب المدنيين كلَّفت الحكومة “London Transport” ببناء ملاجئ عميقة تحت عشرة محطات إلا أنها أَنشأَت ثمانية فقط. وبعد الانتهاء من الأعمال في عام 1942 ظلت الحكومة مترددة قليلًا في استخدامها كمأوى للسكان؛ تحسُّبًا لتكاليف الصيانة. وقد استُغِلَّت بعض الملاجئ في استخدامات أخرى كتحويلها إلى ثكنات عسكرية أو سكن للقوات. في حين جعلت الغارات الجوية الألمانية على لندن عام 1944 باستخدام القنابل الجوية “V1” وصواريخ “V2” السلطات تفتح خمسة ملاجئ للسكان، وهي: “Belsiz park”، و”Camden Town”، و”Stockwell”، و”Clapham North”، و”Clapham South”

 

ولسوء الحظ جاء قرار الفتح متأخِّرًا؛ لأن الغارة حينها كانت قد وقعت قبل إجلاء السكان.

 

 

أين تقع؟

 

8 محطات أنفاق في لندن تُستَخدَم كملاجئ ضخمة ضد الغارات الجوية
8 محطات أنفاق في لندن تُستَخدَم كملاجئ ضخمة ضد الغارات الجوية (Image: Phil McElhinney/Getty Images)

 

 

أُنشِئت الملاجئ – بين عامَي 1941 و1942 – في “Belsiz park”، و”Camden Town”، و”Chancery Lane”، و”Goodge Street”، و”Stockwell”، و”Clapham North”، و”Clapham”، و”Clapham Common South” بقدرة استيعاب 8 آلاف شخص لكل واحد منها، وكان مخططًا أن يكون هناك خمسة ملاجئ في شمال النهر، وخمسة أخرى في جنوبه.

 

 

وخطّط أيضًا لإنشاء ملاجئ في “St Paul’s” و”Oval”، ولكن المشروعَين توقَّفا عند بدء عملية البناء.

 

 

وفوق الأرض كانت ممرات الملاجئ محمية ببنايات أسطوانية من الطوب تُعرف باسم “علب الحبوب”، وهي مصمّمة لمنع القنابل من السقوط تحت الأرض، ولا تزال مداخل السلالم الحلزونية التي تؤدي إلى الأنفاق أدناه مرئية حتى اليوم كما هو الحال مع ممر “Stockwell’s” الذي أصبح نصبًا تذكاريًّا.

 

 

وكانت الملاجئ مكوّنة من نفقَين متوازيَين بعمق 30 مترًا تحت الأرض، وبطول يتجاوز 400 متر، كما أنها كانت مزودة بالكهرباء من مصدَرين منفصلَين؛ تفاديًا للانقطاعات في حال تعطُّل أحدهما، إضافة إلى التهوية عن طريق إخراج الهواء الملوّث عبر الأنابيب المعدنية الموجودة في السقف وتحت الأرض، في حين تضخّ مروحة الهواء عبر عمود تهوية على ارتفاع 30 قدمًا.

 

 

كيف كان شكلها من الداخل؟

 

مقارنةً مع محطات مترو الأنفاق العادية التي لا تزال تستخدم كمأوى هي الأخرى، فإن الملاجئ العميقة تعمل بنظام أكثر تناسقًا؛ حيث توفرت على مكائن بيع للتذاكر، ومطاعم، ومراحيض، وأَسِرّة بطابقَين، ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى إدارتها من قِبل فرقة احتياطات الغارات الجوية.

 

 

ولإبقاء روح الملتجئين المعنوية عالية رُتِّبت حفلات موسيقية وألعاب في تلك المحطات؛ حيث كتبت الصحفية أليسون بارنز في ذلك الوقت قائلة: “لا تتخيل أنها كانت حياة كئيبة في الأسفل. هناك مسافرون وهناك حفلات، ومكتبات لإعارة الكتب، وصحف مسائية. والأفضل من ذلك كله النوم الهادئ ليلًا”.

 

 

ماذا حدث لها؟ 

 

8 محطات أنفاق في لندن تُستَخدَم كملاجئ ضخمة ضد الغارات الجوية
8 محطات أنفاق في لندن تُستَخدَم كملاجئ ضخمة ضد الغارات الجوية (Growing Underground)

 

وبعد نهاية الحرب تغيرت طبيعة استخدامات تلك الملاجيء الملاجئ؛ فتحول بعضها إلى مساكن مؤقتة للأقلية الجامايكية التي جاءت إلى إنجلترا عام 1948، واستُخدِم بعضها الآخر للجيش أو كمرافق للتخزين. وفي عام 1951 استُخدِمت كفنادق رخيصة لمهرجان بريطانيا الثقافي الخاص برفع معنويات البلاد بعد الحرب.

 

 

هذا ويُعَدُّ ملجأ “Clapham North” اليوم أول مزرعة حضرية تحت الأرض في العالم، تُزرَع فيه الخضراوات صغيرة الحجم، وهو مفتوح للناس من أجل الجولات التي يديرها متحف لندن للنقل. في حين أن باقي الملاجئ مملوكة لشركة “Transport for London”، ولا تزال تُستخدَم للتخزين.

 

 

المصدر: MyLondon  

 


اقرأ المزيد: 

 

ماذا سيحدث لو واجهت لندن هجوما نوويا؟! 

مَنْح لقب “سير” لتوني بلير بتجاهل لماضيه في حرب العراق