6 ملايين أسرة بريطانية تعجز عن تدفئة منازلها هذا الشتاء
في ظل استمرار أزمة الطاقة وارتفاع تكاليف المعيشة، تكافح 6 ملايين أسرة بريطانية لتدفئة منازلها هذا الشتاء. تُعد هذه الأزمة جزءًا من مشكلة أوسع لفقر الوقود الذي يؤثر على صحة ورفاهية ملايين المواطنين، ويزيد من العبء الاقتصادي على العائلات والقطاع الصحي على حد سواء.
يعاني ملايين الأشخاص من فقر الوقود الذي يُعرّف بعدم قدرة الأسر على تحمل تكاليف تدفئة منازلها بشكل كافٍ. ومع بقاء أسعار الطاقة أعلى بنسبة 50% من مستويات ما قبل الأزمة، أصبحت المنازل الباردة وغير الصحية مصدر قلق متزايد. يضر فقر الوقود بالصحة البدنية والنفسية، ويُسهم في تفاقم الأمراض التنفسية والقلبية.
كفاءة الطاقة وتأثيرها البيئي
تُعتبر كفاءة الطاقة عاملاً رئيسيًا في التخفيف من أزمة فقر الوقود. المنازل في المملكة المتحدة هي من بين الأقل كفاءة في أوروبا، حيث تساهم بنحو 14% من انبعاثات الغازات الدفيئة في البلاد. يؤدي انخفاض كفاءة الطاقة إلى زيادة استهلاك الوقود وارتفاع الفواتير.
الوضع في أنحاء المملكة المتحدة
- ويلز: تواجه بعضًا من أقدم المنازل في أوروبا، ما يجعل تكاليف التدفئة مرتفعة. أفاد 50% من البالغين بأنهم يخططون لتقليل استهلاك الطاقة هذا الشتاء، بينما قال 27% إنهم تناولوا وجبات باردة لتجنب استخدام الأفران.
- اسكتلندا: يعاني 900,000 أسرة من فقر الوقود، حيث تُكلف التبعات الصحية لهذا الوضع هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أكثر من 80 مليون باوند سنويًا.
- إنجلترا: يُقدر عدد الأسر التي تعيش في فقر الوقود بـ3.7 مليون، مع فجوة مالية تصل إلى 417 باوند في المتوسط لتخفيف الأعباء. المنازل ذات التصنيف الأدنى لكفاءة الطاقة (EPC F-G) تواجه فجوة تصل إلى 1,831 باوند مقارنة بـ328 باوند للمنازل الأكثر كفاءة.
- أيرلندا الشمالية: يعتمد معظم السكان على التدفئة بالزيت، وتشير التقديرات إلى أن 41% من الأسر تعاني من فقر الوقود. كما أفاد 56% من المستأجرين في القطاع الخاص بأن صحتهم أو صحة أحد أفراد أسرهم تأثرت بارتفاع تكاليف الطاقة.
الحلول والبرامج المتاحة
تُقدم الحكومات المحلية والمبادرات الوطنية حلولًا لتخفيف العبء عن الأسر، منها:
- إنجلترا: صندوق دعم الأسر (Household Support Fund) الموزع عبر المجالس المحلية.
- ويلز: صندوق المساعدة الطارئة.
- اسكتلندا: صندوق الرعاية الاجتماعية الاسكتلندي.
- أيرلندا الشمالية: برنامج Affordable Warmth لتحسين كفاءة الطاقة.
كما يمكن للأسر الضعيفة التسجيل في سجل الخدمات ذات الأولوية (Priority Services Register)، الذي يضمن تقديم الدعم اللازم للمحتاجين.
أهمية تحسين كفاءة المنازل
تشير البيانات إلى أن تحسين كفاءة الطاقة يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في الفواتير. على سبيل المثال، قد يدفع منزل بتصنيف EPC A حوالي 507 باوند سنويًا، بينما يدفع منزل بتصنيف EPC C أكثر من 1,657 باوند. وتشمل الإجراءات البسيطة التي يمكن للأسر اتباعها:
- خفض درجة حرارة الترموستات بمقدار درجة واحدة لتوفير يصل إلى 90 باوند سنويًا.
- إغلاق الستائر ليلًا للحفاظ على الحرارة.
- استخدام عدادات ذكية لمراقبة استهلاك الطاقة.
بينما توفر المبادرات المحلية والإجراءات الفردية حلولًا فورية، يبقى الحل الشامل هو الاستثمار في تحسين كفاءة المنازل على المدى الطويل. مع استمرار أزمة الطاقة، يحتاج قطاع الإسكان إلى خطط أكثر جرأة لضمان دفء وأمان المنازل لجميع الأسر البريطانية.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇