تعرف إلى 5 منتجات رئيسية تأثرت بارتفاع الأسعار بمعدلات غير مسبوقة
اجتمعت عدة عوامل – كقضايا سلاسل التوريد، والحرب في أوكرانيا، وتحديات التوظيف، وزيادة الأجور – في خلق أزمة غلاء المعيشة، واستمرارها في بريطانيا التي كانت تتعافى من مخلفات الجائحة، ما أثر على أسعار منتجات عديدة.
وفيما يلي خمسة منتجات رئيسة تأثرت بارتفاع الأسعار على نحو غير مسبوق:
1. البنزين والديزل
يرتبط سعر البنزين والديزل بأسعار النفط الخام. وشهدت أسعار الوقود ارتفاعًا قبل الحرب في أوكرانيا؛ حيث عانى الموردون في تلبية الطلب المتزايد بعد رفع قيود الإغلاق.
ثم جاء الغزو الروسي فزاد الطين بلة بعد مقاطعة الدول الغربية النفط الروسي؛ حيث أعلنت الولايات المتحدة فرض حظر كامل على واردات النفط الروسية، في الوقت الذي ستلغي فيه المملكة المتحدة تلك الواردات تدريجيًّا بحلول نهاية العام، ويحاول الاتحاد الأوروبي كذلك تقليل اعتماده عليها.
ومع أن المملكة المتحدة تستورد 6 في المئة فقط من نفطها الخام من روسيا، إلا أنها تستخدم النفط الروسي في صناعة 18 في المئة من الديزل الذي ارتفع متوسط سعره بنسبة 18 في المئة منذ بداية شباط/ فبراير، في حين ارتفع متوسط سعر الوقود الخالي من الرصاص بنسبة 11 في المئة.
2. فواتير الطاقة
أدى الارتفاع الكبير في الطلب العالمي على الطاقة بعد تخفيف قيود كورونا إلى ارتفاع أسعار الغاز. ونظرًا لأن روسيا هي المُصدِّر الأكبر للغاز الطبيعي في العالم، فقد أدى غزوها لأوكرانيا إلى ارتفاع الأسعار أيضًا.
ومرة أخرى تحصل المملكة المتحدة على حصة صغيرة من غاز روسيا، ولكنها تبقى تحت تأثير تقلُّب الأسعار العالمية.
وارتفعت فواتير الطاقة بدرجة أكبر بعد تسقيف أسعار الطاقة؛ حيث يمكن للموردين في إنجلترا وويلز واسكتلندا أن يفرضوا رسومًا على المنازل بزيادة معدلها 700£ سنويًّا في بداية نيسان/ إبريل.
وفي الوقت نفسه تتأثر الشركات والمتاجر أيضًا بارتفاع أسعار الطاقة، وهي غير محمية بتسقيف الأسعار.
وقال بول وايت الذي يمتلك مطعم البيتزا 6 / CUT في “Eccles” مانشستر الكبرى: إن مطعمه كان ينفق 500£ إضافية في الأسبوع على فواتير الطاقة، إلى جانب ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية.
وقال لبي بي سي: “نحتاج إلى توفير مبلغ إضافي قدره 1.400£ في الأسبوع؛ لتغطية تكاليف الأسابيع الماضية”.
وأضاف كذلك أنه سيتعين عليه رفع الأسعار، ويتطلع إلى فرض رسوم إضافية على كل زبون تتراوح ما بين 1£ و50£؛ لتغطية نفقاته المتزايدة.
3. الأثاث
لم تُستثنَ صناعة الأثاث من ارتفاع الأسعار؛ بسبب ارتفاع تكلفة المواد الخام، وتكاليف الشحن، وتعطل سلسلة التوريد.
وقالت شركة إمدادات البناء تيمكو “Timco” لبي بي سي: إنها كانت تدفع حوالي 1000 دولار (739 باوندًا) مقابل حاوية شحن واحدة، ولكنها تضطر الآن إلى دفع “ما يزيد عن 10.000 دولار!”.
وقالت جمعية مصنعي الأثاث البريطانية: إن تكلفة المواد – ومن ذلك الأخشاب الصلبة والأقمشة – تتزايد بسرعة، وحذرت من أن الوضع “تصاعد بدرجة كبيرة في الأسابيع الأخيرة”.
وأضافت الجمعية أن ارتفاع تكاليف الطاقة والوقود والعمالة أثر أيضًا في هذه الصناعة؛ حيث نقل بعض تجار التجزئة هذه التكاليف المتزايدة للزبائن.
وفي نهاية العام الماضي قالت شركة أثاث “Ikea” العملاقة: إنها رفعت متوسط سعر المنتجات في متاجرها في المملكة المتحدة بنسبة 10 في المئة؛ بسبب ارتفاع تكاليف سلسلة التوريد.
4. الزيت والدهون
ارتفع سعر الزيوت والدهون الغذائية بنسبة 7.2 في المئة في شهر آذار/ مارس وحده، وهذا الارتفاع يُعَدّ أعلى مما كان عليه قبل عام بما يعادل الربع، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني.
وبما أن أوكرانيا وروسيا تنتجان معظم زيت عباد الشمس في العالم، فقد أدت الحرب إلى تعطيل الصادرات وارتفاع الأسعار.
وحذرت أكبر شركة لتعبئة زيوت الطهو لمتاجر المملكة المتحدة من أن إمداداتها من زيت عباد الشمس قد نفدت بالفعل.
ونتيجة لذلك تحول بعض مصنعي المواد الغذائية إلى مكونات بديلة؛ كزيت بذور اللفت المعروف في بريطانيا، والذي شهد ارتفاعًا في الأسعار هو الآخر.
وقال توم لوك مؤسس شركة “British Snack Company” التي تصنع رقائق البطاطس المطبوخة يدويًّا: إن شركته تحولت إلى زيت بذور اللفت لصنع منتجاتها.
“هناك تدافع على الزيت لا يصدق! والجميع يفعل نفس الشيء. ولأن الحصول على زيت عباد الشمس في الوقت الحالي صار أمرًا شبه مستحيل، فإن زيت بذور اللفت يصلح بديلًا له، ولكن يصعب الحصول عليه لتزايد الطلب عليه!”.
5. الحليب ومشتقاته
تضرر إنتاج الحليب ومشتقاته في بريطانيا كذلك بعد الحرب في روسيا؛ لكون الأخيرة من أكبر مصدري الأسمدة في العالم.
وتقول شركة “Arla Foods” أكبر شركة ألبان في المملكة المتحدة: إن تكاليف الأعلاف والوقود والأسمدة قد “ارتفعت بشدة”؛ بسبب الأزمة في أوكرانيا.
وقال ديفيد كريستنسن – مُنتِج الألبان في “Arla” والمقيم في أوكسفوردشاير – لبي بي سي: إن فاتورة الأسمدة الخاصة به قفزت من 350£ إلى 900£ للطن الواحد، وزادت تكلفة الوقود إلى أكثر من الضعف.
وفي هذا السياق قالت شركة “Arla”: إن مزارعي الألبان سيحتاجون إلى دفع المزيد؛ لتغطية التكاليف المتصاعدة، وسيترتب على ذلك ارتفاع أسعار المنتجات في متاجر البقالة.
هذا وقد ارتفع سعر الحليب الطازج بنسبة 1.7 في المئة في آذار/ مارس، ليصبح أغلى بنسبة 13.2 في المئة عما كان عليه قبل عام.
اقرأ أيضا:
جونسون يعلن عزم حكومته توفير ربع احتياج بريطانيا للكهرباء من الطاقة النووية
أيهما أكثر تكلفة أفران الغاز أم الكهرباء ؟
كوربين يطالب جونسون بتأميم شركة عبّارات تابعة لموانئ دبي إذا فشل التفاوض معها
الرابط المختصر هنا ⬇