أكثر من 200 منظمة تنتقد خطط شابانا محمود ضد اللاجئين
في تصاعد لافت لنبرة الاعتراض الشعبي، وجّهت منظمات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة انتقادات حادة إلى وزيرة الداخلية شابانا محمود، وحذّرت هذه المنظمات، التي يزيد عددها على 200، من أن خطط محمود الجديدة لنظام اللجوء قد “تكون عاملًا يعزز الانقسام” داخل المجتمع البريطاني. وجاء هذا التحرك بعد أسابيع من إعلان سياسات حكومية تستهدف تشديد التعامل مع طلبات اللجوء وتقليص الامتيازات المتاحة للاجئين.
تشديدات حكومية تُثير الجدل

كانت وزيرة الداخلية قد أعلنت الشهر الماضي مجموعة إجراءات تستهدف الحد مما وصفته بـ”الطلبات الزائفة” ومنع عبور المهاجرين للقنال الإنجليزي بالقوارب الصغيرة، من بينها إنهاء الحماية الدائمة للاجئين، وتسريع إجراءات ترحيل الأسر المرفوضة طلباتها، وإلغاء الالتزام القانوني بدعم طالبي اللجوء غير المقتدرين ماليًّا. كما تُنهي التغييرات رسميًّا الحق التلقائي في لمّ شمل عائلات اللاجئين، وهو الحق الذي عُلّق بالفعل منذ سبتمبر الماضي.
رسالة مفتوحة: “هذه السياسات لا تمثلنا”

وفي رسالة مفتوحة اطلعت عليها صحيفة “الغارديان”، أعلنت 225 منظمة، من جمعيات خيرية وفنية ودينية ومبادرات محلية وشركات، رفضها القاطع لهذه الخطط، مؤكدة أنها لا تعكس قيم المجتمع البريطاني. وجاء في الرسالة:
“نفخر في جميع أنحاء البلاد بإظهار الدفء والإنسانية للاجئين… نعلم أن هذه السياسات القاسية لا تمثلنا، ولا تمثل مجتمعاتنا، ولا هُويتنا كدولة”.
وأشار الموقّعون إلى أن اللغة التي يستخدمها بعض السياسيين مؤخرًا تزيد من انقسام المجتمع، مؤكدين أن اللاجئين، إذا توفرت لهم الفرصة، يساهمون بشكل إيجابي في المجتمعات التي تستقبلهم. كما انتقدوا ما وصفوه بـ”نهج القسوة بدل التعاطف” تجاه أشخاص فرّوا من الحروب والاضطهاد ويعانون صدمات نفسية شديدة.
تراجع في استقبال اللاجئين

وأشارت البيانات الحكومية إلى انخفاض عدد اللاجئين الذين سمح لهم بالاستقرار في المملكة المتحدة ضمن برامج الأمم المتحدة بنسبة 26 في المئة، ما يعكس توجهًا أكثر تشددًا في سياسات الهجرة.
ومن المقرر أن يشارك عدد من الموقّعين في مظاهرة أمام مقر وزارة الداخلية، تسبق فعاليات “معًا من أجل اللاجئين” المنتشرة في مدن المملكة المتحدة الأسبوع المقبل، وتشمل أسواقًا مجتمعية وأنشطة فنية وطعامًا وورش عمل، في فعالية تنظم بالتعاون مع تحالف “معًا مع اللاجئين”.
وفي هذا السياق قالت ميندا بورغوس-لوكس من التحالف: “نشهد يوميًّا شجاعة الناجين من الحروب، والتعاطف الحقيقي الذي يجدونه في مجتمعاتنا. محاولات اليمين المتطرف نشر الخوف لا تعكس الواقع الذي نعيشه”.
موقف الحكومة

بالمقابل قال رئيس الوزراء كير ستارمر: “ليس من الرحمة السماح باستمرار تجارة تهريب البشر التي تطيل أمد الهجرة غير الشرعية”.
أما وزيرة الداخلية محمود فقالت: إن نظام اللجوء “صُمم لعصر مختلف”، ولم يعد مناسبًا لتعقيدات الوقت الحالي، مؤكدة ضرورة “تحديثه لإدارة الضغوط الحالية على الحدود البريطانية”.
هذا وترى منصة (AUK) أن الجدل الدائر يعكس الحاجة الملحّة لسياسات لجوء متوازنة تجمع بين حماية الحدود وضمان حقوق الإنسان. ورغم تفهم المخاوف الحكومية بشأن الهجرة غير النظامية، تؤكد المنصة أن أي إصلاح يجب ألا يأتي على حساب الفئات الضعيفة. وتنبّه (AUK) على أهمية تعزيز الشراكة بين الحكومة والمجتمعات المحلية؛ للبحث عن حلول عادلة وإنسانية، والابتعاد عن الخطاب الذي قد يساهم في تأجيج الانقسام داخل المجتمع البريطاني المتعدد الثقافات.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
