بعد أسبوع من الإعلان عنه.. 18 بالمئة من البريطانيين مستعدون لانتخاب حزب جديد بقيادة جيريمي كوربين

مع تصاعد الحديث عن تأسيس حزب يساري جديد في بريطانيا بقيادة السياسي المخضرم جيريمي كوربين، كشفت نتائج استطلاع جديد أن نحو واحد من كل ستة بريطانيين (18 في المئة) منفتح على دعم هذا المشروع في حال خوضه انتخابات مستقبلية.
وكانت النائبة السابقة عن حزب العمال زارا سلطانة قد أعلنت الأسبوع الماضي عن نيتها تأسيس حزب يساري جديد بقيادة كوربين. ومع أن الزعيم السابق لحزب العمال لم يؤكد انضمامه رسميًّا، فقد أشار إلى أن النقاشات بشأن الحزب الجديد ما تزال جارية، ما يعزز احتمالات ظهوره قريبًا على الساحة السياسية.
الإقبال المحتمل على حزب كوربين الجديد
بحسَب الاستطلاع، يظل الإقبال على الحزب المرتقب أقل من مستويات الدعم التي تحظى بها الأحزاب التقليدية؛ إذ أبدى 30 في المئة من المشاركين استعدادهم للتصويت لحزب العمال، و28 في المئة لكل من الديمقراطيين الأحرار، وحزب الإصلاح، وحزب الخضر، في حين أبدى 24 في المئة استعدادهم لدعم حزب المحافظين.
غير أن أبرز داعمي المشروع الجديد جاءوا من بين مؤيدي حزب الخضر، حيث أعرب 58 في المئة من ناخبيه في الانتخابات العامة الأخيرة عن انفتاحهم على التصويت لحزب يقوده كوربين. كما أبدى 31 في المئة من ناخبي حزب العمال، و21 في المئة من ناخبي الديمقراطيين الأحرار، الاستعداد نفسه.
عقبات المنافسة
ورغم هذا الزخم، يواجه الحزب الجديد مشكلة، وهي أن التفكير في التصويت لا يعني بالضرورة الإدلاء به. فالعديد من المؤيدين المحتملين منفتحون أيضًا على أحزاب أخرى. فعلى سبيل المثال، لا تزيد نسبة من يعتبرون حزب كوربين خيارهم الوحيد على 2 في المئة من عموم البريطانيين، في حين تمنح نسبة 6 في المئة من الجمهور هذا الحزب المرتقب أفضلية على غيره من الأحزاب.
ومن بين ناخبي الخضر في العام الماضي، قال 15 في المئة منهم إنهم يفضلون الحزب الجديد على أي حزب آخر، وكذلك فعل 9 في المئة من ناخبي حزب العمال، و4 في المئة من ناخبي الديمقراطيين الأحرار. ومع ذلك، فإن معظم المؤيدين المحتملين للحزب الجديد (91 في المئة) يواصلون إبداء استعدادهم للتصويت لأحزاب تقليدية أخرى، في مقدمتها حزب الخضر بنسبة 70 في المئة.
التركيبة الديموغرافية لمؤيدي الحزب
تشير البيانات إلى أن الحزب الجديد يحظى بشعبية أكبر بين فئة الشباب؛ حيث قال 36 في المئة من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا: إنهم مستعدون للتفكير في التصويت له، لكن هذه النسبة تنخفض مع التقدم في العمر لتصل إلى 10 في المئة فقط بين من تزيد أعمارهم على 65 عامًا.
كما تبرز العاصمة لندن بوصفها أحد معاقل الدعم المحتملة، إذ أبدى 29 في المئة من سكانها استعدادهم للتصويت لحزب كوربين، مقابل نسب تتراوح بين 15 و19 في المئة في بقية مناطق بريطانيا.
ولعل من اللافت أن الحزب الجديد قد يلقى صدى أكبر لدى أبناء الطبقة المتوسطة (21 في المئة) مقارنةً بأبناء الطبقة العاملة (16 في المئة)، مع أن كوربين لطالما ركّز في خطاباته على الدفاع عن حقوق العمال.
تتابع منصة “العرب في بريطانيا” باهتمام تطورات المشهد السياسي في المملكة المتحدة، خصوصًا ما يتعلق بالحراك اليساري الذي أعاد جيريمي كوربين إلى دائرة الضوء. ومع أن تأسيس الحزب الجديد لا يزال في طور النقاش، فإن مؤشرات الانفتاح الشعبي على المشروع تعكس حالة من التململ السياسي وغياب الرضا عن أداء الأحزاب الكبرى. وترى المنصة أن مستقبل هذا الحزب سيتوقف على قدرته في جذب أصوات غير تقليدية، وتقديم بدائل ملموسة لقضايا الشباب، والمساواة الاجتماعية، والموقف من القضايا الدولية، وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة، وهي ملفات سيكون لها أثر حاسم في رسم خريطة الانتخابات المقبلة.
المصدر: YouGov
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇