توقعات بتضارب يوم العيد بين مدن بريطانيا
بدأ شهر رمضان في الـ23 من آذار/مارس، ومن المقرر أن ينتهي الخميس الـ20 من نيسان/إبريل أو الجمعة الـ21 من نيسان/إبريل، ويكون العيد في اليوم التالي لأحد هذين التاريخين.
ونظرًا إلى أن التقويم الإسلامي يعتمد على الدورة القمرية، فيمكن أن يكون شهر رمضان 29 يومًا أو 30 يومًا، ويعتمد ذلك على رؤية الهلال الجديد. ويثير الجزم بموعد محدد للعيد جدلًا واسع النطاق في الفترة التي تسبق العيد، وفي العادة لا يُجزَم بتاريخ العيد إلا مع اقتراب نهاية شهر رمضان.
يوم العيد بين مدن بريطانيا
حذر خبير فلكي في بيرمنغهام من اختلاف يوم العيد بين مدن بريطانيا، ولا سيما أنه يصادف الأول من شهر شوال، وكما هو الحال مع جميع التواريخ الإسلامية، فإن تحديد يوم العيد يعتمد على رؤية هلال الشهر الجديد.
وبهذا الصدد علَّق الفقيه الداعية محمد عياش الكبيسي على هذه المسألة قائلًا:
“سيتولّد هلال شوّال بمشيئة الله تعالى يوم الخميس الساعة الـ٧:١٢ صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، وسيبقى بعد غياب الشمس بحدود عشرين دقيقة، وهذا يعني عدم إمكانية رؤيته في منطقتنا.
وعليه فالذين يأخذون بالعلم ولا يشترطون الرؤية كتركيا ودول البلقان وأغلب المراكز الإسلامية في الغرب فإن العيد عندهم الجمعة يقينًا.
وأما الذين لا يأخذون بالعلم وإنما يأخذون بالرؤية فقط فسيختلفون بحسَب اختلاف مواقعهم الجغرافية -شرقًا وغربًا- وبحسَب درجة التلوّث البيئي والضوئي. وربما تحدث بلبلة -فقهية- إذا شهد شهود برؤية الهلال في دولة لا يمكّنها موقعها الجغرافي من رؤية هذا الهلال.
أما الملحوظة المنهجية فتتصل بمنشور لنا سابق عن “مسائل الخلاف”، فالذي يرى أن رؤية الهلال أمر مقصود لذاته وهو غير معقول الغاية (وإنما هو علة تعبدية للصوم أو الإفطار)، فهذا يَعتبِر الأخذ بالعلم منافيًا للسنّة ولمعنى التعبّد أصلًا، وهذا يشبه قولهم بوجوب إخراج الطعام من تمر أو شعير ونحوهما بالنسبة لصدقة الفطر وتحريم القيمة.
أما الذي يرى أن الرؤية معقولة المعنى والغاية، وأنها أداة للعلم بوجود الهلال، وأن الشهر القمري عبارة عن دورة فلكية معلومة يمكن تحديدها اليوم بمنتهى الدقة بواسطة أدوات علمية أدق بكثير من الرؤية البصرية، فهؤلاء لا يشترطون الرؤية؛ لأنهم لا يرونها أمرًا تعبديًّا، بل مثلها مثل قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60]، فمع أن القرآن أمر صراحة بإعداد الخيول للقتال، فإن تطبيق الأمر اليوم إنما يكون بإعداد الدبابات وليس الخيول.
وهذا الرأي يستند أيضًا إلى أن القرآن الكريم قد علَّق الصوم بشهر رمضان، وليس بالرؤية، وإنما وردت الرؤية في السنّة لأنها كانت هي الأداة الوحيدة لمعرفة الشهر، أما اليوم فإذا أدركنا بالعلم اليقيني أول الشهر وآخره فكيف نتمسك بالوسيلة ونترك الغاية؟!
في تقديري أن المسألة مسألة وقت، وقد لمست من أكثر الدول تشددًا في رفض “الحساب الفلكي” ميلًا واضحًا هذه السنوات للأخذ به، خاصة في حالة “النفي”، بمعنى: أنه إذا شهد الشهود يوم التحري على رؤية هلالٍ يقول عنه علم الفلك إنه غير موجود فتُرَدّ شهادتهم؛ لأنها شهادة زور، وهذا تطوّر كبير وهام، مع أن ظاهر الأحاديث يوجب الأخذ بشهادتهم.
المهم -إخواني وأخواتي- أن لا نتضايق من هذه الخلافات؛ فهي أمور طبيعية ولها أسبابها الطبيعية، وأنا أحث -هنا- أهل العلم أن يبذلوا مزيدًا من الاجتهاد الجاد لحل هذه الإشكالات، أما عامة المسلمين فليس أمامهم سوى الامتثال للمؤسسات الرسمية في بلادهم درءًا للفتنة والبلبلة.
والله يجمع المسلمين على ما يحبه سبحانه ويرضاه.”
ومن ناحية أخرى، يُذكَر أن القائمين على منظمة “منهاج القرآن” في مانشستر قالوا: إنهم سيحتفلون بعيد الفطر 2023 يوم الجمعة 21 إبريل. وذكروا أن الـ14 من إبريل سيكون آخر جمعة في شهر رمضان.
منهاج القرآن هي منظمة إسلامية عالمية، ولها فروع في جميع أنحاء الشمال الغربي ويوركشاير. وفي الوقت الحاضر فرع مانشستر هو الذي أصدر الإعلان فقط.
ومما ينبغي الإشارة إليه أن حكومة المملكة المتحدة اتخذت خطوة هذا العام لنشر تحديث للمهتمين برؤية الهلال الجديد. ووفقًا للبيانات: “لحظة ولادة القمر الجديد ستكون الخميس 20 إبريل 2023، عند الساعة الـ04:13 بالتوقيت العالمي أو الـ05:13 بتوقيت جرينتش”.
“وبالنسبة إلى من يتحرى الهلال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمملكة المتحدة، فيجب أن تكون رؤية الهلال سهلة وممكنة بالعين المجردة يوم الجمعة 21 إبريل والسبت 22 أبريل والأحد 23 إبريل”.
اقرأ أيضا
فعاليات عيد الفطر 2023 في مدن بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
