يهودي مناصر لفلسطين.. من هو زاك بولانسكي زعيم حزب الخضر الجديد؟

انتخب حزب الخضر البريطاني عضو جمعية لندن البالغ من العمر 42 عامًا زاك بولانسكي زعيمًا له لمدة عامين، بعد فوزه بأغلبية كاسحة في الانتخابات الداخلية للحزب.
بولانسكي، الممثل السابق والمعالج بالتنويم المغناطيسي، شغل منصب نائب زعيم الحزب منذ عام 2022، وتمكّن من التفوق على كلٍّ من الزعيم السابق أدريان رامزي، وعضوة البرلمان عن الحزب إيلي تشونز، عبر طرحه الذي أكد فيه أنه قادر على أن يحقق لحزب الخضر ما حققه نايجل فاراج لحزب ريفورم وسابقًا لحزب الاستقلال البريطاني (Ukip).
رحلة بولانسكي من معاداة السامية إلى قيادة حزب الخضر
وصف بولانسكي نهجه السياسي بـ”الشعبوية البيئية”، وهو الخطاب الذي جذب أعضاء الحزب، ليحقق فوزًا ساحقًا بحصوله على 20,411 صوتًا، مقابل 3,705 أصوات فقط لحملة تشونز ورامزي المشتركة.
وُلد بولانسكي عام 1982 في عائلة يهودية تحت اسم ديفيد بولدن، وهو اسم تبنته العائلة بعد انتقالها إلى بريطانيا هربًا من معاداة السامية. وعندما بلغ 18 عامًا، اختار أن يستعيد اسم عائلته الأصلي “بولانسكي”، اعتزازًا بجذوره.
من الديمقراطيين الأحرار إلى الخضر.. صعود بولانسكي السياسي
نشأ بولانسكي في ستوك بورت وسالفورد، وكانت بداياته السياسية داخل حزب الديمقراطيين الأحرار، حيث ترشح لمجلس كامدن عام 2015.
لكن اسمه بدأ يبرز بعد مقاطعته لزعيم حزب العمال آنذاك جيرمي كوربين ، بسبب موقفه المتردد من حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي، لينتقل لاحقًا إلى حزب الخضر عام 2017.
وفي عام 2019، خسر بولانسكي محاولته لدخول البرلمان حين ترشح عن مقعد “مدن وستمنستر ولندن”. غير أنه تمكن في عام 2021 من الفوز بعضوية جمعية لندن، ثم تولى منصب نائب زعيم الحزب بعد ذلك بعام.
بولانسكي يجمع بين خطاب بيئي ودعم واضح لفلسطين والمهاجرين
ركز بولانسكي في حملته الأخيرة على تقديم أسلوب مواجهة أكثر حدة في قضايا مثل التغير المناخي، إلى جانب ملفات شائكة في “الحروب الثقافية” .
كما برز بمواقفه الواضحة ضد “إسرائيل” في حربها على غزة، مؤكدًا دعمه للقضية الفلسطينية. وفي خطوة وُصفت بالاستفزازية لجدل “القوارب الصغيرة”، نشر مقطعًا من ميناء دوفر دعا فيه إلى الترحيب بالمهاجرين.
بولانسكي يوسع الخضر ويجذب معارضي ستارمر
تشير تقارير إلى أن ترشحه أدى إلى زيادة عضوية الحزب بنسبة 8%، حيث انضم كثيرون من المنشقين عن حزب العمال تعبيرًا عن غضبهم من سياسات زعيم الحزب كير ستارمر فيما يتعلق بخفض الرعاية الاجتماعية والأزمة في الشرق الأوسط.
بولانسكي أوضح أنه يسعى كزعيم لتوسيع أجندة الحزب لتشمل قضايا اليسار عمومًا، وليس فقط ملف التغير المناخي، بل وأبدى استعدادًا للتعاون مع حزب كوربن الجديد.
خلف السياسة.. تجارب بولانسكي في المسرح والتنويم المغناطيسي
خارج السياسة، خاض بولانسكي تجارب مختلفة، إذ عمل مع فرقة المسرح DifferencEngine في عروض مسرحية غامرة مثل The Hollow Hotel و The People’s Revolt في برج لندن، وتجربة Peaky Blinders المسرحية.
كما عمل بولانسكي في مجال التنويم المغناطيسي، حيث ظهر اسمه عام 2013 في تقرير صحفي تناول إحدى الجلسات التي أجراها ضمن عمله في هذا المجال. وقد أوضح لاحقًا أن ما ورد في التقرير لم يعكس حقيقة الموقف بدقة، قبل أن يعتذر عن مشاركته فيه بعد سنوات.
صعود شخصية مثل زاك بولانسكي، اليهودي المعلن عن دعمه لفلسطين والمعروف بجرأته في الملفات الجدلية، يعكس تحولات لافتة داخل الحياة السياسية البريطانية، خصوصًا في ظل تراجع ثقة كثير من الناخبين بسياسات حزب العمال الحاكم.
إن تنامي الخطاب البيئي المتقاطع مع قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الأقليات قد يفتح أمام حزب الخضر آفاقًا جديدة. لكن نجاح بولانسكي سيعتمد على مدى قدرته على تحويل هذه “الشعبوية البيئية” إلى برنامج عملي مؤثر داخل الساحة السياسية.
ويبقى السؤال مطروحًا أمام القارئ: هل سيتمكن بولانسكي فعلًا من كسر المعادلة التقليدية بين حزب العمال والمحافظين، ومنح الخضر مساحة أوسع في المشهد السياسي البريطاني؟
المصدر : The independent
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇