العرب في بريطانيا | وصفة مجربة لتنعم براحة البال - العرب في بريطاني...

1445 شوال 7 | 16 أبريل 2024

وصفة مجربة لتنعم براحة البال

راحة البال
عدنان حميدان April 17, 2022

يمكنكم الاستماع إلى هذا المقال صوتياً هنا:

alarabinuk

كلنا يسعى لراحة البال ويبذل الغالي والنفيس لأجل ذلك، ويصدم كثيرا حينما يكون ما نشد فيه الراحة مصدر مزيد من الشقاء والغم، بسبب افتقار المسار في أصله لسلامة الغاية أو الوسيلة أو كليهما معًا.

 

موجبات انعدام الراحة

رجل ينظر لانعكاسه في المرآة
لا بد من التعرّف على عوامل القلق للحد من أثره (بيكسلس)

إن عوامل القلق وانشغال البال وعدم الراحة كثيرة ولكن يصعب علينا أحيانا الاعتراف بوجودها، ومنها:

1. ربط الرزق بالمخلوق لا بالخالق. تجده مستعدا للكذب والنفاق ومعصية الله إرضاء لمديره في العمل أو مسايرته، ظانا أن مديره رازقا وليس أكّالا !الرزق بيد الله لا بيد صاحب العمل ولا أجهزة الدولة ولا أي مخلوق على وجه الأرض.

 

2. الانشغال برضا الناس على حساب رضا رب الناس. ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، وعليه ينقلب ما ظن به راحة لنفسه نقمة عليه ولو بعد حين.

 

3. تقديم ال ” أنا ” على حساب ” نحن ” . (Valium) وهذه من آفات برامج التنمية الذاتية على أهميتها حيث يسعى ليصبح عملاقا كبيرا قويا معتدا بنفسه على حساب تعامله مع من حوله، وحسن خلقه وتواضعه، و ينشغل صباح مساء مهموما بأن يكون أفضل شخص مطلقا، ومع الأيام يخسر من حوله مثلما يخسر نفسه، في هدي نبينا الكريم : المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، راحتك وسعادتك بأن تقدر من حولك وتعمل معهم بروح الفريق.

 

4. عدم التسليم بما قسمه الله. للأسف الشديد يعترض كثيرون على ما قدّره الله لهم من رزق و ينسون حمده وشكره لأنهم في النهاية مع كل ما يعانون أفضل من كثيرين حولهم، كما قال أحدهم ذات مرة : كنت ساخطا لأني لا أملك حذاء حتى وجدت من ليس له قدمان أصلا فحمدت الله تعالى.

 

كيف تكون راحة البال؟

غرفة مظلمة
كيف تكون راحة البال؟ (آنسبلاش)

قال إبراهيم بن أدهم” وهو من كبار الزهاد والمتصوفين :لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم لجالدونا عليه بالسيوف”.

 

قال ابن الجوزي في صيد الخاطر معلِّقاً على كلام ابن أدهم ” :ولقد صَدَقَ ابن أدهم، فإن السلطان إن أكل شيئاً خاف أن يكون قد طُرِحَ له فيه سم، وإن نام خاف أن يغتال، وهو وراء المغاليق لا يمكنه أن يخرج لفرجة، فإن خرج كان منزعجاً من أقرب الخلق إليه،بينما الفقير يرمي نفسه على الطريق في الليل فينام بلا أي تردد ولذة الأمن قد حرمها الأمراء فلذتهم ناقصة وحسابهم زائد عن غيرهم.

 

الجواب في ذلك كله لأجل تلك الراحة والشعور بذلك الأمن أن تنعم بداخلك بحياة طيبة بغض النظر عن فقرك أو غناك وعن تدني شأنك أو علوه، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:67}. وعليه ابتداء يزن المرء نفسه في طريق راحة البال بعدة أمور، منها:

 

  1. إخلاص نيته في شؤون حياته لوجه الله تعالى
  2. تحري الصواب فيما يفعل قدر استطاعته
  3. التسليم بأن المطلوب منا السعي وبذل الجهد أما النتائج فبيد الله
  4. الرضا التام بما يقدره الله تعالى لنا في طريقنا من ابتلاءات مادية أو اجتماعية أو نفسية أو أيا كان شكلها، والثقة أن فيها خيرا دفينا يريده الله تعالى لنا سيظهر أثره ولو بعد حين.
  5. البحث عن الجوانب الجميلة في حياتنا والتركيز عليها والاستمتاع بها و حمد الله تعالى عليها.

 

الخلاصة

في قول المتنبي:

أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها

وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ

 

 


 اقرأ أيضًا:

5 أخطاء خطيرة بحق الدين يقع بها بعض المسلمين في الغرب

من قلب لندن: القدس في قلوبنا

لغتنا أمانة