وسائل التواصل الاجتماعي: دورها في تصاعد العنف بالمجتمع البريطاني

في السنوات الأخيرة، أسهمت منصات التواصل الاجتماعي بتأجيج الكراهية والعنف والعنصرية في بريطانيا. وبرزت هذه الظاهرة بوضوح في أعمال الشغب التي ارتكبها اليمين المتطرف ضد المسلمين والمهاجرين خلال الصيف الماضي.
وفي سياق تحقيقها حول تأثير خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي على ارتفاع معدلات العنف في بريطانيا، نشرت صحيفة الغارديان شهادات لعدد من الشباب، أوضحت أن محتوى المنصات والخوارزميات المستخدمة غالبًا ما يزيد من حدة العنف في الشارع البريطاني.
وسائل التواصل الاجتماعي تغذي العنف في بريطانيا
تقول ريانا مونتاك، وهي فتاة تبلغ من العمر 18 عامًا من برمنغهام: “كنت أتابع مناقشة حادة على حسابي في منصة “إكس“، وفجأة تحولت المشادة الكلامية إلى عراك عنيف، حيث جرى تحطيم الكراسي على الرؤوس، مع سقوط أشخاص على الأرض“.
وتضيف مونتاك أن حسابًا باسم (Gang_Hits) على منصة “إكس” ينشر باستمرار مقاطع تحتوي على مشاهد عنيفة، مثل إطلاق النار، والضرب المبرح ودهس الأشخاص بالسيارات. وأشارت إلى أن هذا الحساب يستغل الخوارزميات للترويج لمحتواه، ليصل بسهولة إلى الشباب.
وأوضحت مونتاك أنها اعتادت مشاهدة العنف على منصتَي إنستغرام وسناب شات أيضًا. وتابعت: “في البداية كنت أشعر بالصدمة عند رؤية شخص يتعرض للطعن، لكن مع الوقت أصبحت هذه المشاهد عادية، ولم تعد تثير أي مشاعر داخلي.
العنف الإلكتروني وتأثيره على الشارع البريطاني
من جهته، قال إينيكو سانت كلير هيوز، شاب يبلغ من العمر 19 عامًا: إن عصابات في بريطانيا تصور عمليات مطاردة عنيفة ثم تنشرها على منصة إنستغرام. وأضاف: “عندما يكتشف الضحية أن مقطع الفيديو أصبح متداولًا، وأنه موضوع سخرية في الدردشات الجماعية، يحاول الانتقام في اليوم التالي ويوثّق انتقامه لينشره، في محاولة لاستعادة كرامته.”
وأشار هيوز إلى أن هذه المقاطع تضع الشباب في حالة خوف دائم، ما يدفع بعضهم إلى حمل أسلحة كالسكاكين لحماية أنفسهم من أي عنف محتمل.
وفي السياق ذاته، ذكر جميل تشارلز، البالغ من العمر 18 عامًا، أن مقاطع العنف التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما تؤدي إلى تصعيد الصراعات. وقال: “قد يتصالح شخصان بعد شجار، لكن انتشار فيديو الشجار وظهور أحدهمابمظهر الخاسر يدفعه إلى السعي للانتقام لاستعادة كبريائه“.
أما رينا ريد، وهي فتاة تبلغ من العمر 18 عامًا، فأشارت إلى أن بعض أصدقائها، بمن فيهم أطفال وفتيات، بدأوا بحمل السكاكين خوفًا من النزاعات التي يشاهدونها على منصات مثل سناب شات. وأكدت أنها تحولت لاستخدام تيك توك لأنه يفرض قيودًا أكثر صرامة على المحتوى، ويركز على المحتوى التعليمي.
بدوره، دعا أوشون هنري، البالغ من العمر 19 عامًا، منصات التواصل الاجتماعي إلى فرض قيود صارمة على المحتوى السلبي، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة المحتوى الذي يحرض على العنف والعنصرية والإجرام.
وتسلّط هذه الشهادات الضوء على الدور الخطير الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تغذية العنف، ما يتطلب تدخلًا عاجلًا من المنصات التكنولوجية والحكومة البريطانية لوضع آليات أكثر صرامة لحماية المجتمعات، خاصة الشباب، من تأثيرات المحتوى السلبي.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇