بالأدلة.. تقرير جديد يكشف تحيز وسائل الإعلام البريطانية لمصلحة “إسرائيل”
حذر تقرير جديد صادر عن مركز الرصد الإعلامي من التحيز الواضح لوسائل الإعلام البريطانية للروايات التي تقدمها إسرائيل بشأن ما يجري في غزة، مع تجاهل شبه كامل لوجهات النظر الفلسطينية.
ونشر مركز الرصد الإعلامي التقرير بعد أن أجرى دراسة على المحتوى الخاص بـ180 ألف مقطع مصور، و26 ألف مقال منشور عبر مختلف وسائل الإعلام في بريطانيا، وبخاصة خلال الشهر الأول من اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وسائل الإعلام البريطانية تظهر تعاطفًا واصحًا مع إسرائيل
وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام البريطانية كثيرًا ما تركز في تغطيتها على وجهات النظر الإسرائيلية، وتستخدم اللغة العاطفية لوصف ما تسميه بالضحايا الإسرائيليين، في ظل التهميش والتجاهل المتعمد لمعاناة الفلسطينيين.
ووفقًا لما ورد في التقرير فإن الإعلام البريطاني لا يوجه أي انتقادات لممثلي إسرائيل وتصريحاتهم التي تستهدف تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.
وكشف التقرير أن الإعلام البريطاني يُفرد منصاته ومحطاته للمسؤولين الإسرائيليين، الذين يُدلون بتصريحات تحض على الإبادة الجماعية.
وسبق أن وصف المسؤولون الإسرائيليون الفلسطينيين بالحيوانات البشرية، وأظهروا تشفيهم من الفلسطينيين قائلين: إن أطفال فلسطين هم من جلبوا الويل لأنفسهم!
وأشار التقرير إلى أنه يجب على وسائل الإعلام الالتزام بالمعايير المهنية، والامتناع عن نشر التصريحات التي تستهدف تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم.
وفي العادة تتبنى وسائل الإعلام وجهة النظر التي تحمّل سكان غزة مسؤولية هجوم الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، بذريعة أنهم منحوا أصواتهم لحماس في الانتخابات التي جرت قبل عقدين من الزمن، علمًا أن معظم الشهداء الذين طالتهم آلة القتل الإسرائيلية هم من الأطفال والشباب، ممن كانوا صغارًا في السن ولم يشاركوا في تلك الانتخابات!
تحريف الحقائق حول قطاع غزة !
وبحسَب التقرير فإن الإعلام البريطاني يصف الإسرائيليين بضحايا الحرب أكثر بـ11 مرة من تصويره لضحايا الحرب الفلسطينيين.
وتستخدم معظم وسائل الإعلام البريطاني خطابًا مشابهًا لوصف ما يزعم بأنه ضحايا العنف الفلسطيني، وترى وسائل الإعلام هذه أن معظم الفلسطينيين يموتون في ظروف غامضة!
ويبدو أن معظم وسائل الإعلام البريطانية تجاهلت حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وهو ما تنص عليه اتفاقية جنيف.
وتصور وسائل الإعلام البريطانية حركة النضال الفلسطيني ومقاومة الاحتلال على أنها حركة معادية للسامية، زاعمة أن هذه الحركات تتبنى أدبيات إسلامية معادية لليهود.
جدير بالذكر أن الاتهام بمعاداة السامية لا يقتصر على الفلسطينيين فقط، وإنما يشمل جميع المسلمين.
وتتعمد وسائل الإعلام البريطانية تجاهل الأسباب الرئيسة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتركز معظمها على عملية الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، بوصفه سببًا رئيسًا للصراع في فلسطين، دون توضيح الأسباب الجذرية لما يجري في قطاع غزة.
وإلى جانب تجاهل وسائل الإعلام البريطانية الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فإن هذه الوسائل بالكاد تتحدث عن العنف الذي يمارسه المستوطنون الصهاينة في الضفة الغربية، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 234 فلسطينيًّا، من بينهم أطفال، علمًا أن أعمال العنف هذه بدأت قبل هجوم الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر.
هل فشلت وسائل الإعلام البريطانية في التزام المعايير المهنية ؟
ويبدو أن وسائل الإعلام البريطانية تستخدم لغة مختلفة للحديث عن أعداد القتلى في كلا الجانبين، رغم الارتفاع الكبير في عدد الشهداء الفلسطينيين.
على سبيل المثال: نشرت صحيفة التايمز في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 الآتي: “يصادف اليوم مضي شهر كامل على هجوم حركة حماس، التي قتلت 1400 شخص واختطفت 240 آخرين، وشنت حربًا على إسرائيل، أدت إلى مقتل 10300 فلسطيني كما قيل”.
وخلص التقرير إلى أن صحيفة التايمز في خبرها هذا شككت في أعداد ضحايا الحرب الفلسطينيين، لكنها بدت متيقنة جدًّا من أعداد القتلى الإسرائيليين، وسرعان ما عدلت الصحيفة أعداد الشهداء الفلسطينيين لتصل إلى 1139، ما يشير إلى عدم تحقق الصحيفة من أعداد الشهداء قبل نشر الخبر.
وطالب التقرير الصادر عن مركز الرصد الإعلامي باعتماد خطاب موضوعي ومتوازن، عند تغطية الحرب الدائرة في قطاع غزة، لا سيما بعد استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين، ومواجهة العديد منهم خطر المجاعة.
المصدر: ميدل إيست مونيتور
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇