القضاء البريطاني يجبر وزير الداخلية على الاعتذار للطالبة آمنة الأشقر
اضطر وزير الداخلية البريطاني إلى تقديم اعتذار للطالبة الفلسطينية آمنة الأشقر؛ بسبب الأخطاء الجسيمة في تعامل الوزارة مع طلبها للحصول على تأشيرة طالب.
وقد رفضت وزارة الداخلية البريطانية تأشيرة الطالبة آمنة، وهي لاجئة فلسطينية بلا جنسية حاصلة على درجة الماجستير في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS) بفضل منحة تشيفنينج من وزارة الخارجية في أغسطس 2019، وعادت إلى لبنان وقدمت طلبًا للحصول على تأشيرة لمتابعة دراسة الدكتوراه في كلية لندن للاقتصاد في أغسطس 2022.
ولكن وزارة الداخلية البريطانية رفضت الطلب زاعمة أن وجود الأشقر في المملكة المتحدة “لا يخدم المصلحة العامة” دون تقديم توضيحات إضافية.
وعلى إثر حكم المحكمة العليا، انتُقِدت الوزارة بشدة بسبب قرارها “السيئ والصادم والمشين” برفض طلب آمنة الأشقر للحصول على التأشيرة.
وأعربت الأشقر، التي نشأت في مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، عن شعورها بأن “حياتها كادت تنهار” بسبب هذه التجربة القاسية.
وزارة الداخلية تعتذر إلى الطالبة آمنة الأشقر
طعنت آمنة في قرار وزارة الداخلية عبر مراجعة قضائية، لكن تبين لاحقًا أن برافرمان كوزيرة للداخلية قد أصدرت تصديقًا على رفض التأشيرة، مما يعني أن الطعن القانوني كان ينبغي أن يُقدم أمام لجنة الاستئنافات الخاصة بالهجرة.
لفت القاضي إلى “المأزق الخطير” الذي واجهه جيمس كليفرلي، وزير الداخلية الحالي، نتيجة الفشل في إعلام المحكمة بقرار التصديق. وقررت المحكمة عدم اتخاذ إجراءات لازدراء المحكمة لعدم الضرورة أو التناسب.
وقررت المحكمة عدم الشروع في إجراءات ازدراء المحكمة، معتبرة أن ذلك “غير ضروري في هذه القضية”. وعبرت آمنة الأشقر عن شعورها بالظلم عندما اكتشفت أن برافرمان قد وافقت على القرار، ما زاد من تعقيد الأمور.
وأعربت آمنة الأشقر عن حيرتها وذهولها إزاء رفض وزارة الداخلية البريطانية لتأشيرتها، قائلة: “باعتباري فلسطينية كنت في حيرة وذهول شديدين بسبب حدوث ذلك. لم أستطع أن أفكر في أي سبب لرفضي سوى كوني لاجئة فلسطينية من لبنان، فلماذا يفعل شخص ما شيئًا كهذا دون إبداء السبب؟”.
تأثير قرار الرفض على الطالبة آمنة الأشقر
وأشار محامي الأشقر، ألكسندر هوغ من شركة (Gold Jennings Solicitors) إلى “التناقض الأساسي” في قلب قرار الرفض، مبينًا: “من ناحية، لدينا مكتب الخارجية والكومنولث والتنمية يمنح آمنة منحة شيفنينغ، التي تعتبر على موقعهم الإلكتروني مخصصة لـ’القادة الصاعدين’… ومن ناحية أخرى، نجد أن وزارة الداخلية ترفض منح آمنة التأشيرة بدعوى أن وجودها في المملكة المتحدة لن يخدم المصلحة العامة دون تقديم أي سبب”.
أعلن كليفرلي استعداده لإعادة النظر في طلب تأشيرة آمنة.
ردًا على هذه الادعاءات، صرح متحدث باسم وزارة الداخلية بأن “السياسة الحكومية طويلة الأمد تقضي بعدم التعليق بشكل روتيني على الحالات الفردية”.
ومن جهتها أكدت آمنة الأشقر، التي تعمل حاليًّا مساعدة باحث في قطر، على رغبتها الشديدة بالحصول على التأشيرة ومتابعة دراسة الدكتوراه في كلية لندن للاقتصاد. وأضافت: “آمل حقًّا أن أحصل على التأشيرة وألتحق بكلية لندن للاقتصاد، أريد أن أبدأ دراسة الدكتوراه. وأريد أن أعرف: لماذا حدث هذا؟ لقد حصلت على منحة تشيفنينج، وليس عدلًا ألا أحصل على تأشيرة دراسة الدكتوراه دون أن أعرف السبب”.
تجسد قصة آمنة الأشقر نضال العديد من الطلاب الدوليين واللاجئين الذين يسعون لتحقيق أحلامهم التعليمية في مواجهة العقبات البيروقراطية والقرارات الحكومية الصارمة. مع اعتذار وزير الداخلية وإعلان استعداده لإعادة النظر في طلب تأشيرتها، تظل آمال آمنة معلقة على قرار جديد قد يفتح لها أبواب الفرص لتحقيق طموحها الأكاديمي في المملكة المتحدة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇