وزير الأعمال البريطاني ردا على اعتصامات بيئية : لن نوقف منتجات الغاز والنفط
أعلن وزير الأعمال البريطاني أن حكومة المملكة المتحدة لن توقف إنتاج النفط والغاز المحلي بعد تنفيذ ناشطين مدافعين عن البيئة احتجاجاً مدنيًّا في الوزارة.
وردّ الوزير كواسي كوراتينغ على العلماء المؤيدين لجماعة”Extinction Rebellion” المناهضة لتلوث المناخ، ودعاهم إلى الالتزام باستراتيجية الوزارة فيما يخص قطاع الصناعة وإنتاج الطاقة.
وأكدت مجموعة من العلماء المؤيدين لجماعة “Extinction Rebellion” التي نظمت المظاهرة، أنهم يحتجون على السياسات غير المسؤولة والخطيرة التي تتبعها الحكومة في إنتاج أنواع جديدة من الوقود الأحفوري”.
كيف رد وزير الأعمال البريطاني على مطالب المحتجّين؟
وأضاف العلماء قائلين: “إن زيادة إنتاج الوقود الأحفوري تتعارض مع تحقيق الأهداف المتفق عليها دوليًّا بخصوص المناخ”.
وفي هذا السياق وجّه وزير الأعمال رسالة إلى ناشطي البيئة عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا: “لا يمكننا أن نوقف إنتاج النفط والغاز المحلي، ولن نفعل ذلك!”.
وأضاف الوزير قائلًا: “إن إيقاف إنتاج هذه المواد سيهدد الصناعة، ويشكل خطرًا على أمن الطاقة، ويؤدي إلى خسارة كثير من الوظائف، كما سينتج عنه زيادة في الطلب على واردات الطاقة الأجنبية”.
وقال علماء البيئة: إن الاحتجاج كان جزءًا من الحملة التي نفذتها جماعة “Extinction Rebellion” المهتمة بقضايا المناخ.
وأضافت المجموعة أن من المقرر استمرار الاحتجاجات حتى توافق الحكومة على تنفيذ مطالب الجماعة الموالية للبيئة، والتي تنص على التخلي عن استخدام الوقود الأحفوري في الصناعات والبِنى التحتية”.
وزعمت الجماعة الموالية للبيئة أن الاحتجاجات وصلت إلى المقر الرئيس لشركة “شل” العملاقة المتخصصة بإنتاج النفط في لندن.
الاحتجاجات تصل لشركة “شل”
واعتصم الناشطون في مكتب الاستقبال، وأصروا على مقابلة الرئيس التنفيذي للشركة بن فان بيردن.
وقال المتحدث باسم “شل”: “اتفقنا على أننا بحاجة إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات العاجلة بشأن تغير المناخ، وتمتلك شركة (شل) هدفًا واضحًا يتمثل في التخلص من الانبعاثات الكربونية بصفة كاملة بحلول عام 2050”.
وأضاف المتحدث باسم “شل”: “نحن نخطط كذلك لاستثمار حوالي 20 – 25 مليار باوند داخل نظام الطاقة في المملكة المتحدة خلال العقد المقبل، وسيكون ما نسبته 75 في المئة من هذ الاستثمارات صديقة للبيئة، وخالية من الانبعاثات الكربونية؛ كالاعتماد على طاقة الرياح والهيدروجين.
“نحترم حقوق الناس في التعبير عن وجهة نظرهم، ونرحب بأي مشاركة بنّاءة في استراتيجيتنا التي تهدف إلى الاعتماد على الطاقة البديلة. ولكننا نطالب بعدم تخويف موظفينا، أو تعريض سلامتهم للخطر”. (Valium)
وأوضحت جماعة “Extiction Rebellion” أنها تطالب مراكز دفع التأمين بعدم تلقي مبالغ التأمين الخاصة بمشاريع الوقود الأحفوري.
وقال المتحدث باسم سوق “Lloyd’s” الخاصة بالتأمينات: “نؤيد المشاركة الآمنة والبنّاءة في تحسين المناخ، ونواصل العمل والدعم للاعتماد على وسائل الطاقة البديلة”.
وفي هذا الصدد أصدر العلماء المؤيدون لجماعة “Extinction Rebellion” والعاملون في الوزارة بيانًا مفاده: “عملت الحرب في أوكرانيا إلى جانب ارتفاع أسعار المعيشة على مضاعفة أسعار الطاقة في العالم، ولكن ذلك لا يبرر إعفاء الحكومة من واجباتها تجاه المناخ”.
استخدام الوقود الأحفوري لا يخدم المصلحة العامة
وطالب العلماء جميع حكومات العالم بإنهاء الاعتماد على استثمارات الوقود الأحفوري.
وقالت إميلي كوكس إحدى المشاركات في الاحتجاج، وهي عالمة اجتماع متخصصة في السلوك العام تجاه المناخ والطاقة: “نوجّه نداءنا إلى وزارة الأعمال والطاقة؛ فهي وحدها المسؤولة عن الاختيار بين إنتاج الوقود الأحفوري أو العيش في كوكب أفضل!”.
“لقد اختارت الوزارة إنتاج الوقود الأحفوري، وهذا لا يخدم المصلحة العامة.
“إن الغالبية العظمى من سكان المملكة المتحدة يطالبون الحكومة بالابتعاد عن الوقود الأحفوري، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بدلًا منه”.
“ويفضل الناس كذلك تطبيق مزيد من الإجراءات لتوفير الطاقة، مثل الاعتماد على مواد العزل الحراري في بناء البيوت؛ للتقليل من استخدام الغاز والوقود”.
“ولكن الحكومة لا تستمع لاقتراحاتنا، وبدلًا من ذلك تقدِّم المساعدات والإعفاءات الضريبية لشركات إنتاج الوقود الأحفوري”.
وقال المتحدث باسم وزارة الأعمال والطاقة: “نحن نعمل تدريجيًّا على خفض الاعتماد على النفط والغاز، إلا أننا إذا أوقفنا الاعتماد على مصادر الطاقة الحالية فإننا سنضع أمن الطاقة على شفير الهاوية”.
“وسيهدد ذلك الوظائف، ويعرّض الصناعات البريطانية لخطر حقيقي، وهذا لن يؤدي إلى نقص الاعتماد على الواردات الخارجية؛ بل سيزيد من الطلب على الطاقة!”.
“تعتمد استراتيجيتنا الطويلة الأمد على زيادة الاعتماد على مصادر المتجددة والرخيصة، والابتعاد تدريجياً عن إنتاج الوقود الأحفوري الباهظ الثمن”.
اقرأ أيضاً :
دعوات للتظاهر في مختلف المدن البريطانية احتجاجا على ارتفاع فواتير الطاقة
الرابط المختصر هنا ⬇