وزير إسرائيلي يصف ستارمر بـ”الفلسطيني” بعد انتقاده دعوة تومي روبنسون
أثار وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي موجة من الجدل في الأوساط السياسية البريطانية والإسرائيلية بعدما وصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنه “فلسطيني”، وذلك ردًّا على انتقاد ستارمر لدعوته الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون إلى زيارة إسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر.
بدأت الأزمة يوم الجمعة، حين أعلن شيكلي دعوة روبنسون -المعروف بخطابه المعادي للمسلمين- إلى زيارة إسرائيل، بعد يوم واحد فقط من هجوم على كنيس يهودي في مدينة مانشستر شمال إنجلترا أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.
ووصف الوزير الإسرائيلي روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي-لينون، بأنه “قائد شجاع يقف في الخطوط الأمامية ضد الإسلام المتطرف”، ما أثار استنكارًا واسع النطاق في بريطانيا، ولا سيما من رئيس الوزراء كير ستارمر الذي قال: إن روبنسون “لا يمثل الغالبية المحترمة والمتسامحة والوطنية في هذا البلد”.
شيكلي يهاجم ستارمر
ولم يتأخر رد شيكلي، إذ كتب في منشور على منصة إكس: “لم أكن لأتمنى بركة عطلة أفضل من إدانة من “الفلسطيني” كير ستارمر، مضيفًا: “شكرًا كير، نحن فخورون باستضافة تومي روبنسون، وإن لم يعجبك ذلك، فهذه علامة على أن الأمر حقًّا مهم”.
ورأى مراقبون أن استخدام شيكلي للفظ “فلسطيني” كان بمثابة إهانة سياسية متعمدة، تعكس حجم التوتر في المواقف الإسرائيلية تجاه أي انتقاد لليمين المتطرف أو لسياسات تل أبيب.
ويُعَدّ تومي روبنسون من أبرز وجوه اليمين المتطرف في بريطانيا، وقد أسس في العقدين الماضيين حركة الشارع العنيفة (English Defence League) التي اشتهرت بخطابها المعادي للمسلمين والمهاجرين، وبإشاعة المخاوف من “أسلمة بريطانيا”.
ويملك روبنسون سجلًّا طويلًا من الإدانات، شملت شجارات في مباريات كرة القدم، والسفر بجواز سفر مزور، والاحتيال العقاري، وحيازة المخدرات، والسلوك التهديدي، وانتهاك أوامر قضائية.
وفي عام 2021، خسر دعوى تشهير رفعها ضده فتى سوري بعدما بثّ روبنسون فيديو اتهمه فيه زورًا بالاعتداء على زملائه.
ورغم مواقفه السابقة المعادية للسامية، أعلن روبنسون أنه سيزور إسرائيل في الـ13 من تشرين الأول/أكتوبر بدعوة رسمية من الحكومة الإسرائيلية التي ستتحمل نفقات رحلته، مؤكّدًا أنه سيلتقي مسؤولين حكوميين وسيزور الكنيست وأراضي “يهودا والسامرة”، وهو المصطلح الذي يستخدمه اليمين الإسرائيلي للإشارة إلى الضفة الغربية المحتلة.
غضب في الأوساط اليهودية البريطانية
وقوبلت دعوة روبنسون بانتقادات شديدة من مؤسسات يهودية بريطانية بارزة، مثل مجلس المندوبين اليهود (BoD) والمجلس القيادي اليهودي، اللذين وصفا الناشط اليميني بأنه “بلطجي يمثل الأسوأ في بريطانيا”، مؤكدين أن وجوده في إسرائيل “يُقوّض الجهود الحقيقية لمحاربة التطرف الإسلامي وتعزيز التماسك المجتمعي”.
ورد شيكلي باتهام مجلس المندوبين بأنه “منحاز لليسار المؤيد للفلسطينيين”، مضيفًا: “بعد ساعات من مقتل يهود في مانشستر، بدلًا من المطالبة بالحماية، سارع المجلس لالتقاط الصور مع رئيس الوزراء”.
وفي سياق متصل، تعرّض رئيس الوزراء البريطاني نفسه لانتقادات داخلية بعد أن دعا الطلاب إلى عدم المشاركة في التظاهرات المؤيدة لفلسطين التي تصادف الذكرى الثانية لهجوم الـ7 من أكتوبر. واعتبر ستارمر أن المشاركة في تلك الاحتجاجات ستكون “غير بريطانية” وتشكل “عدم احترام لليهود البريطانيين”.
من جانبها أعلنت وزيرة الداخلية شابانا محمود أن الشرطة ستحصل على صلاحيات جديدة لنقل المتظاهرين في حال تكرار “الاضطرابات”، فيما وصفت منظمة العفو الدولية في بريطانيا الخطوة بأنها “سخيفة” وربما تكون “محاولة انتهازية للظهور بمظهر الحزم”.
ترى منصة العرب في بريطانيا أن استخدام مسؤول حكومي إسرائيلي لوصف “فلسطيني” كإهانة يُظهر مدى عمق العنصرية السياسية المتغلغلة في خطاب بعض أركان الحكومة الإسرائيلية، ويعكس في الوقت ذاته التناقض الصارخ في تعامل الغرب مع خطاب الكراهية حين يصدر من حلفائه.
كما تؤكد المنصة أن تطبيع العلاقات مع شخصيات يمينية متطرفة مثل تومي روبنسون لا يهدد فقط التماسك المجتمعي في بريطانيا، بل يفتح الباب أمام شرعنة الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين داخل أوروبا وخارجها، في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالِبة بالمحاسبة والعدالة في غزة وفلسطين المحتلة.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
11°C
