العرب في بريطانيا | وانتهت العطلة الصيفية - العرب في بريطانيا - AUK

1445 شوال 9 | 18 أبريل 2024

وانتهت العطلة الصيفية

وانتهت العطلة الصيفية
ريم عصام العتيبي September 11, 2022

من أجمل نعم الله علينا وجودنا بين أهل ورفقة يحبوننا ونحبهم بالغريزة، نتقاسم معهم وإياهم محطات الحياة من أفراح وأتراح؛ فهم الذين يقفون معنا في كل المواقف، يساندوننا ونساندهم دون كللٍ ولا ملل، يُشعِرك وجودك في بلدك وبين أهلك بالأمان  وبمجرد التفكير بوداعهم تضعف.

نكره الوداع ومراسمه، وما إن تهبط الطائرة قادمة للوطن حتى يسأل القلب الروح: كيف سنودعهم ؟! نستقبلهم بدموع الفرح ونودعهم بألم الاشتياق.

وها قد قُرعت طبول العودة وانتهت العطلة الصيفية وتسارعت دقات قلوبنا وتضاربت مشاعرنا. رغم الفوضى والسهر، ورغم قلة النوم والتعب -هذه الأمور التي أخلَّت بنظام اليوم كله- فإننا نعشق فوضى الإجازة ونشتاق إليها قبل فراقها.

 

نستقبلهم بدموع الفرح ونودعهم بألم الاشتياق.
نستقبلهم بدموع الفرح ونودعهم بألم الاشتياق. (Unsplash)

 

مع أننا نختار البعد بأنفسنا ونحن نعلم أن عائلتنا هي كنز العمر الذي لا يُجْنى مرتين، ونعلم بأننا سنفتقد أمورًا كثيرة، ونحن مدينون لهم بأرواحنا فإننا نرحل؛ أجبرتنا الحياة على أن نبتعد بأجسادنا  لكنكم  بأرواحنا وأفئدتنا تسكنون…

اعلموا أننا نشتاق لكم قبل أن تُقلع الطائرة وأنكم الداعمون والمحبون  لنا. سنمسك زمام قلوبنا ولن نضعف لأجلكم، سنُبقي رؤوسكم مرفوعة بنا، فكما تحبوننا سنبقى نطلب من الله أن يحفظكم … نعود للغربة كُرهًا، لكنها حياة اختارها الله تعالى لنا وعلينا شكره؛ ففيها مصلحة أبنائنا من دراسة وعمل، نتمنى أن يُصلح الله بلادنا حتى لا نُجبَر على الرحيل.

نسأل الله العلي القدير أن يُصْلح بلادنا حتى لا نُحرَم من لحظات تُسْرَق من أعمارنا دون أن نشعر، يمضي بنا قطار العمر وقد ضاعت منا لحظات لن تعود ولن يعوضها الزمن أبدًا.

 

قُرعت طبول العودة وانتهت الإجازة وتسارعت دقات قلوبنا وتضاربت مشاعرنا.
قُرعت طبول العودة وانتهت الإجازة وتسارعت دقات قلوبنا وتضاربت مشاعرنا. (Unsplash)

 

انتهت العطلة الصيفية وبدأ القلب يتألم لاقتراب موعد العودة

نطلب من الله الأجر والثبات، نطلب منه عز وجل أن يحفظنا وأولادنا وديننا وأن يقدِّرنا على زيارة الأهل دائمًا وأن نعيش معهم عوض تلك السنين أجمل الأيام.

العطلة الصيفية مصدر لشحن الطاقة التي تقوِّي المغترب فيستمد الحنان من أهلة وأوطانه. نطلب من الله العلي القدير أن يقدِّر كل مغترب على زيارة أهله ووطنه، نطلب من الله عز وجل أن يرزق كل مغترب فرحة لقاء أهله وحبهم وأن نُعلِّم اولادنا على حبهم، أن نعلمهم بأن الأهل نعمة من نعم الله، نزرع فيهم أدب الارتباط الدائم بهم، لا تجعلوا الغربة تسلب منكم أجمل المشاعر، لا تدعوها تغلِّف بالبعد قلوبكم وقلوب أولادكم بالقسوة؛ فالتعود على الغياب من أبشع ما وقع فيه بعض المغتربين؛ نجد منهم من أخذته مشاغل الحياة ليغرق بالبعد وتمضي به السنون تلو السنون فيتعود على البعد. خصِّصوا لأهلكم حصة من حياتكم فهم يستحقون والله أوصانا بهم.

 

انتهت الإجازة وبدأ القلب بالألم لمجرد اقتراب موعد العودة
انتهت الإجازة وبدأ القلب بالألم لمجرد اقتراب موعد العودة (Unsplash)

 

لولا ظروف الحياة لما ابتعدنا، لكن لنجعل لبعدنا حدودًا لا نتجاوزها فيقسو القلب وتضيع المشاعر وتتشتت. نعم انتهت الإجازة وبدأ القلب بالألم لمجرد اقتراب موعد العودة، لكنها حياة كُتِبت علينا، اخترناها مجبرين فعلينا التعود عليها حتى نحيا دون ألم، علينا أن نشكر الله الذي كتب لنا وقدَّر لنا زيارتهم رغم قسوة الفراق، لكن الامتنان لله برؤيتهم سالمين، الامتنان لله بأننا أمضينا أيامًا جميلة برفقتهم وبأنهم بخير، وهذا بحمد الله  يُخفِّف علينا ألم فراقهم.

 

حفظ الله الأهل والأحباب… حفظ الله الأوطان .. حفظ الله تلك الوجوه التي لو ابتعدنا عنها بأجسادنا تبقى أرواحنا تسكن فيها وقلوبنا تنبض بحبها، مهما تغربنا فبالله ومن أجل الله ومن الله نحبهم.

 


اقرأ المزيد من مقالاتنا

أريد أن أصبح ” سبّاكًا”

نبحث عن عروس لابننا المغترب!

نحن الرياح ونحن البحر والسفن