هيئة الصحة NHS في حالة تأهب مع تفشي الإنفلونزا واستمرار إضراب الأطباء
تصاعدت حالة التأهب في هيئة الصحة الوطنية (NHS) في بريطانيا بعد صدور بيانات حديثة حول نشاط الإنفلونزا والأمراض التنفسية، في وقت يواصل فيه الأطباء المقيمون إضرابهم للمرة الخامسة عشرة منذ بداية 2023.
وأظهرت البيانات تراجع معدلات العدوى في جميع مناطق إنجلترا، في حين سجلت اسكتلندا ارتفاعًا ملحوظًا في وفيات الإنفلونزا.
انخفاض الإصابات في إنجلترا وسط ارتفاع الوفيات في اسكتلندا
أظهرت أحدث بيانات هيئة الصحة في بريطانيا (UKHSA) انخفاض معدلات العدوى في جميع مناطق إنجلترا، بما فيها شمال البلاد التي لا تزال تسجل أعلى المعدلات مقارنة ببقية المناطق، ما قد يشير إلى تحسن موسم الإنفلونزا.
وأوضحت الهيئة أن معدل الإيجابية للإنفلونزا بقي ثابتًا عند 20.7% أسبوعيًا مقارنة بـ 21.0% في الأسبوع السابق، مع بدء انخفاض معدلات الإيجابية في الأيام الأخيرة. كما استقر معدل دخول المستشفيات بسبب الإنفلونزا عند 10.32 لكل 100 ألف شخص، فيما حافظت معدلات الدخول إلى وحدات العناية المركزة ووحدات الرعاية عالية المستوى على ثباتها.
وفي ما يخص كوفيد-19، بين التقرير استقرار النشاط على مستويات أساسية، بينما أظهر فيروس RSV اتجاهات متباينة مع مستويات تداول متوسطة.
على الجانب الآخر، سجلت اسكتلندا ارتفاعًا ملحوظًا في وفيات الإنفلونزا، إذ بلغ عدد الوفيات 67 حالة الأسبوع الماضي مقابل 30 حالة في الأسبوع السابق، فيما ذكرت شهادات الوفاة أن الإنفلونزا كانت مذكورة في 76 حالة مقارنة بـ37 حالة في الأسبوع السابق، وفق السجلات الوطنية الاسكتلندية.
تباين أعداد المرضى بين شمال الغرب وبقية إنجلترا
شهدت مستشفيات شمال غرب إنجلترا انخفاضًا بنسبة 4% عن الأسبوع السابق.
في المقابل، سجلت جنوب غرب البلاد أكبر ارتفاع، إذ قفزت الحالات من 139 إلى 195 حالة بنسبة 40%. كما ارتفعت أعداد المرضى في شرق إنجلترا من 207 إلى 287 حالة، بما يعادل زيادة بنسبة 39%.
وسجلت جنوب شرق إنجلترا ارتفاعًا بنسبة 33%، والشمال الشرقي ويوركشاير بنسبة 21%، ولندن 18%، بينما بلغت نسبة الزيادة في ميدلاندز 13%.
الأطباء المقيمون يواصلون الإضراب وسط خلاف حول الرواتب وفرص التدريب
يواصل الأطباء المقيمون إضرابهم احتجاجًا على تآكل الرواتب نتيجة التضخم، وغياب فرص التدريب الكافية. وقد أوقفت حكومة حزب العمال الإضرابات مؤقتًا بعد التوصل إلى اتفاق بشأن الرواتب في سبتمبر 2024، قبل أن تُستأنف مرة أخرى في تموز/يوليو الحالي.
وأكدت الجمعية الطبية البريطانية (BMA) أن الحكومة بحاجة إلى تقديم عرض واقعي وجاد يعالج أزمة الوظائف، ويعيد الثقة في برامج التدريب، ويضمن استمرار مسار واضح لاستعادة الرواتب بدلًا من تراجعها.
وقالت الطبيبة هاسينا وزير، رئيسة لجنة الأطباء الإقليميين في ساوث ثايمز: “بدلًا من حملات التضليل ضد الأطباء أو تخويف الجمهور، يجب على وزير الصحة تقديم عرض حقيقي يعالج أزمة الوظائف، ويستعيد الثقة في برامج التدريب، ويضمن مسارًا واضحًا لاستعادة الرواتب.”
وأضافت: “مطالبنا معقولة تمامًا. النزاع يتعلق بالوظائف والأجور بعد سنوات من تآكل الرواتب الفعلية، وزيادة المنافسة على فرص التدريب، وتنامي انعدام الأمان الوظيفي للأطباء الذين يسعون لتقديم خدماتهم للمرضى. من الطبيعي أن تتوقع الحكومة، التي تدّعي تقديرها لقوى NHS، أن تتعامل مع هذه القضايا بجدية.”
وكانت الحكومة قد انتقدت الإضراب، حيث اتهم الوزير ويس ستريتينج الجمعية الطبية البريطانية بـ”تجاهل صادم لسلامة المرضى”.
تلفت الظروف الحالية في NHS، مع صدور بيانات الإنفلونزا واستمرار إضراب الأطباء المقيمين، إلى ضرورة التعامل بحذر مع التحديات الصحية المقبلة. من المهم أن تُعالج القضايا المتعلقة بالرواتب وفرص التدريب بشكل يوازن بين حقوق الأطباء وضمان استقرار الخدمات الصحية، بما يساعد على استمرار تقديم رعاية صحية فعّالة وآمنة لجميع المواطنين في بريطانيا.
المصدر : سكاي نيوز
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
