هل يتمكن البريطانيون قريبًا من استخدام بوابات الجوازات الإلكترونية الأوروبية؟
في خطوة قد تُسهم في تسهيل السفر عبر الحدود، أكدت الحكومة البريطانية سعيها إلى إبرام اتفاق يسمح لحاملي جوازات السفر البريطانية باستخدام بوابات الجوازات الإلكترونية في مطارات الاتحاد الأوروبي. ووفقًا لما ذكره وزير العلاقات الأوروبية نِك توماس-سيموندز، فإن المفاوضات بشأن هذا الموضوع قد دخلت “الساعات الأخيرة” قبيل قمة بريطانية-أوروبية في لندن.
حوافز لتخفيف الطوابير عند الحدود
يعتبر توماس-سيموندز أن تقليل الوقت الذي يقضيه المسافرون في طوابير الحدود هدفًا منطقيًا ومهمًا، مؤكدًا أنه يسعى جاهدًا لتحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن. وقال الوزير في مقابلة مع بي بي سي (BBC): “من المنطقي أن يكون لدى الناس وقت أكثر للاستمتاع، سواء في العطل أو رحلات العمل، بدلاً من أن يبقوا عالقين في الطوابير”. وأكد على أن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي، لكن “لا شيء مُتفق عليه حتى يتم الاتفاق على كل شيء”.
التحديات حول القواعد الأوروبية: القلق من أن تصبح المملكة المتحدة “تابعة للقواعد”
إلى جانب المناقشات حول بوابات الجوازات الإلكترونية، تثير بعض القضايا الأخرى قلقًا بين السياسيين البريطانيين، مثل اتفاق المملكة المتحدة على معايير الاتحاد الأوروبي. فقد عبّر النائب المحافظ أليكس بورغارت عن قلقه من أن هذا الاتفاق قد يجعل المملكة المتحدة “تابعة للقواعد”، وهو الأمر الذي كان جزءًا من الأسباب الرئيسية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال بورغارت: “إذا تم الاتفاق على ذلك، فإن ذلك سيعني التنازل عن جزء من السيادة البريطانية”.
وفي هذا السياق، شدد بورغارت على ضرورة أن تكون الحكومة واضحة بشأن المفاوضات الخاصة بتوافق المملكة المتحدة مع القواعد الأوروبية، لا سيما في مجالات مثل الغذاء والتجارة. وأشار إلى أن الحكومة لم تُستبعد فكرة “التوافق الديناميكي”، الذي يتيح للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة الحفاظ على معايير تنظيمية مماثلة رغم أن المملكة المتحدة لن تكون جزءًا من القرارات المستقبلية.
اتفاقيات محتملة في مجالات أخرى: التجارة، الأمن، والهجرة
من المتوقع أن يشمل الاتفاق المرتقب بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي العديد من القضايا الأخرى، بما في ذلك إمكانية منح المملكة المتحدة وصولًا إلى صندوق دفاعي أوروبي بقيمة 150 مليار يورو، وهو ما قد يساهم في دعم الشركات الدفاعية البريطانية. كذلك، قد يتضمن الاتفاق تخفيف الإجراءات البيروقراطية في مجال التجارة، بما في ذلك تحسين الصادرات والواردات، وتسهيل المعاملات الخاصة بالمواد الغذائية.
كما يجري التفاوض على برنامج تنقل شبابي بين المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وهو أمر يراه الوزير توماس-سيموندز بمثابة “برنامج ذكي ومراقب” ولا يعتبره “حرية تنقل”. ويُتوقع أن تكون هناك ضوابط صارمة على الأعداد ومدة الإقامة، رغم أن الوزير لم يصرح بشكل رسمي عن التفاصيل المتعلقة بهذا البرنامج.
رؤى المعارضة: تشكيك في عدم استغلال الفرصة بشكل كامل
من جانب آخر، عبّر النائب عن حزب الديمقراطيين الليبراليين كالوم ميلر عن قلقه إزاء ما وصفه بعدم استغلال الحكومة البريطانية للفرصة الحالية لتحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وقال ميلر إن بريطانيا بحاجة إلى اتخاذ خطوات أكثر طموحًا، مثل السعي نحو الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يوفر اليقين اللازم للشركات البريطانية.
وفي المقابل، أعرب زعيم حزب الإصلاح نايجل فاراج عن معارضته لأي اتفاق قد يشمل برنامج التنقل الشبابي أو تمديد حقوق الصيد للاتحاد الأوروبي في المياه البريطانية، معتبرًا أن ذلك يشكل خيانة لبريكست.
الخطوات المقبلة: قمة تاريخية وتأكيدات حكومية
من المقرر أن تعقد المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي أول قمة ثنائية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العاصمة لندن يوم الاثنين المقبل. ويُتوقع أن تُسفر هذه القمة عن اتفاقات هامة في مجالات التجارة، والدفاع، والهجرة. رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وصف هذه القمة بأنها “لحظة مهمة جدًا”، مشيرًا إلى أنها تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين العلاقات بين الجانبين.
وفي الختام، ستظل المناقشات بشأن إمكانية استخدام البريطانيين للبوابات الإلكترونية الأوروبية جزءًا من محادثات أوسع تشمل العديد من القضايا المهمة الأخرى، على أمل أن يتمكن المواطنون البريطانيون قريبًا من المرور عبر الحدود الأوروبية بسلاسة أكبر.
المصدر: بي بي سي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
22°C
