هل نحن أمام حزب العمال الحقيقي أم نسخة مصغرة من المحافظين تحت قيادة ستارمر؟!
تتفاقم أزمة تكلفة المعيشة في المملكة المتحدة، ما يثير أسئلة عن جدوى سياسات الحزبَين الرئيسَين -حزب المحافظين وحزب العمال- في التعامل معها.
وإن كانت الأزمة في السابق مؤقتةً وبحاجة إلى قرارات سريعة وعاجلة، فقد أصبحت الآن الوضعَ الطبيعي الجديد؛ بسبب تلكُّؤ السياسيين وتقاعسهم عن إيجاد حل لها، بحسَب وصف صحيفة الغارديان.
سياسات حزب المحافظين
وخلال مؤتمر حزب المحافظين الأسبوع الماضي، بدا أن رئيس الوزراء يُغفِل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وانحصرت اهتماماته في قضايا لا شأن لها بالوضع الاقتصادي الصعب الذي يواجهه أناس كثيرون.
وتزيد الحكومة أوضاع مَن يعانون من الفقر وضيق المعيشة سوءًا، إذ تصر على تجاهلهم أو تجاهل مشكلاتهم.
وتعني أزمة تكلفة المعيشة اليوم عدم القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والمأوى ورعاية الأطفال.
فأدى ذلك إلى جعل بنوك الطعام جزءًا أساسًا من نظام دعم المعيشة في البلاد، وصارت شيئًا فشيئًا تحل محل دور الدولة في تقديم الرعاية الاجتماعية.
وبهذا الصدد تشير الصحيفة إلى أن بنوك الطعام ليست كافية وحدها، ويتعين على الناس اللجوء إلى “بنوك دعم الدفء” و”بنوك دعم الأطفال” للبقاء على قيد الحياة!
وفي الوقت الحالي، يتركز اهتمام الحكومة على الأسباب الخارجية للأزمة، مثل: اضطرابات سلسلة التوريد وارتفاع تكاليف الطاقة، دون أخذ الأسباب الهيكلية بعين الاعتبار، التي تشمل: ارتفاع معدل التضخم واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
وأوضحت الغارديان في تحليلها للوضع أن جزءًا من سياسات الحكومة قد أسهم بتفاقم الأزمة، مثل: قرارات تقليص خدمات الرعاية الاجتماعية في السنوات الأخيرة، وتأخير مدفوعات الائتمان الشامل الأولية، ووضع شروط لحصول الأطفال على الوجبات المدرسية المجانية.
خطة حزب العمال
وبالمقابل، لم يُظهِر حزب العمال أي خطة ملموسة لمواجهة أزمة تكلفة المعيشة، ما يهدد بانخفاض شعبيته خلال الانتخابات العامة المُقبلة.
وبهذا الخصوص يقول خبراء سياسيون: يجب على حزب العمال أن تكون لديه أولويات واضحة وحلٌّ عملي للمشكلات التي يعاني منها الناس يوميًّا.
وأشار الخبراء إلى أنه يجب على حزب العمال أن يتصدى لهذه الأزمة بإصلاحات جذرية في نظام الرعاية الاجتماعية، وزيادة الضرائب على الثروة لتمويل هذه الإصلاحات، وتحسين الأجور والظروف في سوق العمل.
يُذكَر أن أزمة تكلفة المعيشة ليست مجرد مشكلة اقتصادية عابرة، وإنما هي أزمة هيكلية تحتاج إلى تدابير جذرية.
هذا وتحذر الصحيفة في نهاية التقرير من أن الحزبَين الرئيسَين إذا لم يستجيبا لهذه الأزمة كما ينبغي، فإنهما سيفقدان ثقة الناس والدعم في الانتخابات المقبلة.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
خريجو AUK
17°C
