هل قصفت إسرائيل أطباء بريطانيين في غزة بأسلحة بلادهم؟

في الـ18 من يناير قصفت القوات الإسرائيلية مجمعًا سكنيًّا في غزة يضم فريق الطوارئ الطبي لمنظمة المساعدة الطبية للفلسطينيين (MAP)، وهي مؤسسة خيرية بريطانية، إضافة إلى لجنة الإنقاذ الدولية -ومقرها الولايات المتحدة- التي يديرها وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند.
وكان المجمع فيما يسمى “المنطقة الآمنة” في المواصي، وهي شريط ضيق يطل على البحر الأبيض المتوسط، إذ نصحت القوات الإسرائيلية زهاء مليوني مدني فلسطيني بالانتقال إليها. وقد أصيب أربعة أطباء بريطانيين في الغارة الجوية، إلى جانب موظفي (MAP) وحارس شخصي، ووصفت (MAP) الهجوم بأنه “شبه مميت”؛ لكونه تسبب بأضرار جسيمة للمبنى، وتطلب انسحاب الأعضاء الدوليين الستة.
قصف أطباء بريطانيين في غزة!

وفي أعقاب الهجوم، أبلغت أليسيا كيرنز، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية المختارة، البرلمان بأن مجمع (MAP) تعرض لقصف جوي من طائرة (F-16)، وأكدت ذلك الرئيسة التنفيذية للمؤسسة ميلاني وارد.
تجدر الإشارة إلى أن طائرات (F-16) الإسرائيلية، التي استُخدِمت لقصف غزة على مدى العقدين الماضيين تُصنَع في بريطانيا . وذكرت شركة (BAE Systems) مؤخرًا أنها صنعت مُعَدات شاشات العرض الرئيسة للطائرة (HUD)، التي توفر معلومات للطيارين أثناء طيرانهم.
ووفقًا للحملة المناهضة لتجارة الأسلحة (CAAT)، توفر شركة (GKN Aerospace Services Limited) -ومقرها المملكة المتحدة أيضًا- أنظمة ومُعَدات لطائرات (F-16).
وفي السياق ذاته أشارت منظمة العفو الدولية في ديسمبر 2023 إلى رفض الوزراء وقف عمليات نقل الأسلحة البريطانية والمُعَدات العسكرية المرتبطة بها إلى إسرائيل، ويشمل ذلك المُعَدات التي أرسلت إلى الولايات المتحدة واستُخدِمت في طائرات مقاتلة من طراز (F-16)، التي تُعَد جزءًا أساسيًّا من الترسانة العسكرية الإسرائيلية.
استغلال الثغرات!
وبهذا الشأن انتقد ناشطون حقوقيون استغلال حكومة المملكة المتحدة “ثغرة” في لوائح تصدير الأسلحة، ما يسمح لبريطانيا بتزويد قوات الاحتلال بمُعَدات وقطع لطائرات (F-16) و(F-35) الأمريكية الصنع، على الرغم من استخدامها في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وبعبارة أخرى: هناك احتمال قوي بأن تكون القوات الإسرائيلية استخدمت مُعَدات مقدمة من المملكة المتحدة لقصف العاملين الطبيين البريطانيين!
هذا وقد أقرت الحكومة البريطانية في عام 2009، باستخدام مُعَدات بريطانية الصنع لطائرات (F-16) بشكل شبه مؤكد خلال عملية “الرصاص المصبوب”، عندما قتلت القوات الإسرائيلية زهاء 1400 فلسطيني.
وفي أعقاب الهجوم الإسرائيلي على منشأة (MAP)، قالت وزارة الأعمال والتجارة البريطانية: إنها تبقي تراخيص تصدير الأسلحة قيد المراجعة الدقيقة والمستمرة، ويمكنها «تعديل التراخيص أو تعليقها أو رفضها أو إلغاؤها». وبحسَب ميدل إيست آي، فإن الوزارة لم تذكر ما إذا كان استهداف الـ18 من يناير قد أثر على ترخيص تصدير الأسلحة بصفة خاصة.
المصدر: Declassified
اقرأ أيضًا:
- سوناك يبدي قلقه تجاه وفيات غزة.. بعد إدانة بايدن للقصف العشوائي
- سوناك يهدد بمواصلة قصف اليمن إذا استمرت الهجمات في البحر الأحمر
- سوناك ينشغل بالرد على نتنياهو ويتجاهل المجازر والجوع في غزة!
الرابط المختصر هنا ⬇