يواصل إعصار ميليسا (Melissa)، المصنّف كأقوى إعصار في العالم هذا العام، اجتياحه لمنطقة البحر الكاريبي برياح عاتية تجاوزت 185 ميلًا في الساعة، ما أدى إلى خسائر بشرية وأضرار واسعة في جامايكا وهايتي وجمهورية الدومينيكان. وبينما تستعد المنطقة لمزيد من الفيضانات والانهيارات الأرضية، كشف مكتب الأرصاد الجوية البريطاني (Met Office) عن احتمالية تأثر الطقس في بريطانيا ببقايا هذا الإعصار خلال الأيام المقبلة.
إعصار من الفئة الخامسة يضرب جامايكا

قالت هيئة الأرصاد الوطنية الأمريكية إن ميليسا يُعد أقوى إعصار تشهده المنطقة منذ بدء السجلات عام 1851، إذ يتمركز حاليًا على بعد نحو 45 ميلًا جنوب شرق مدينة نيغريل في جامايكا، ويتحرك ببطء نحو الشمال الشرقي بسرعة 7 أميال في الساعة.
وأوضحت أن الإعصار يجلب معه رياحًا مدمرة وأمطارًا غزيرة قد تصل إلى 40 بوصة في بعض المناطق، مما يزيد خطر الانهيارات الأرضية والفيضانات الكارثية.
وأعلنت السلطات الجامايكية إغلاق المدارس والمطارات وإخلاء المناطق المنخفضة، في حين انقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 240 ألف منزل وشركة. كما أكدت الحكومة مقتل ثلاثة أشخاص في جامايكا، وأربعة آخرين في كل من هايتي وجمهورية الدومينيكان.
تحذيرات من أمواج عاتية وفيضانات
تُظهر الصور القادمة من العاصمة كينغستون أمواجًا تضرب الواجهة البحرية بعنف، وأشجار نخيل تنحني تحت وطأة الرياح القوية. وحذّرت السلطات السكان من مغادرة منازلهم ودعتهم إلى الاحتماء في الملاجئ، في وقت توقعت فيه أن يمتد تأثير الإعصار إلى كوبا وجزر كايمان والبهاما وبرمودا خلال الأيام المقبلة.
رغم أن ميليسا يضرب الآن منطقة الكاريبي، قال مكتب الأرصاد البريطاني إن بقايا الإعصار قد تؤثر بشكل غير مباشر على الطقس في بريطانيا الأسبوع المقبل بعد أن يفقد خصائصه المدارية فوق شمال الأطلسي.
وجاء في بيان المكتب: “من المتوقع أن يفقد إعصار ميليسا طبيعته المدارية خلال الأيام القادمة ويتحوّل إلى منخفض جوي في شمال الأطلسي. وهناك احتمال ضئيل بأن تؤثر بقاياه على طقس المملكة المتحدة، إلا أن الصورة ستتضح بشكل أكبر مع اقتراب الوقت.”
وأكد المكتب أنه لا يتوقع ظروفًا جوية شديدة أو اضطرابات كبيرة، لكنه أوضح أن النظام الجوي الناتج عن ميليسا
“قد يساهم في استمرار الطقس غير المستقر المصحوب بالأمطار والرياح الذي تشهده البلاد حاليًا.”
طقس متقلب في الأيام القادمة

وفقًا لتحديثات مكتب الأرصاد، ستشهد بريطانيا طقسًا متغيرًا خلال الأيام المقبلة:
- الثلاثاء: أمطار متفرقة في شمال البلاد، مع طقس جاف ومشمس نسبيًا جنوبًا.
- الأربعاء: فترات من الشمس تتخللها زخات مطر.
- الخميس: بداية باردة يليها طقس ممطر وعاصف في الجنوب الغربي.
وفي الفترة ما بين 1 و10 نوفمبر، يُتوقع استمرار المنخفضات الجوية المسببة للأمطار والرياح القوية، خاصة في المناطق الغربية.
الأعاصير المدارية وتأثيرها على أوروبا
ورغم أن الأعاصير لا يمكن أن تتكوّن فوق المياه الباردة المحيطة ببريطانيا، فإنها قد تصل إليها على شكل منخفضات جوية بعد أن تفقد طاقتها المدارية.
ويُعد إعصار أوفيليا (Ophelia) الذي ضرب بريطانيا وأيرلندا عام 2017 أحد أبرز الأمثلة، إذ جلب رياحًا بلغت سرعتها 90 ميلًا في الساعة.
وتحذيرات مكتب الأرصاد بشأن إعصار ميليسا تذكير واضح بتأثير التغير المناخي المتسارع على أنماط الطقس العالمية.
فحتى الأعاصير البعيدة عن القارة الأوروبية لم تعد بلا أثر على طقسها، ما يستدعي مزيدًا من الاستعدادات والتخطيط لمواجهة الظواهر الجوية القصوى التي تتزايد عامًا بعد عام.
المصدر: uk.news.yahoo
إقرأ أيضًا:
