هل تراعي فرق كرة القدم الأوروبية اللاعبين المسلمين خلال رمضان؟

مع حلول شهر رمضان، يواجه العديد من لاعبي كرة القدم المسلمين في أوروبا تحديات بدنية وغذائية تؤثر على مستويات أدائهم خلال الموسم.
وفي بعض الدول، التي لا يشكل فيها المسلمون أقلية، مثل إنجلترا، بدأت اتحادات اللاعبين، كـ رابطة اللاعبين المحترفين (PFA)، في تقديم ورش عمل توعوية للأندية قبل بداية رمضان، تهدف إلى مساعدة المدربين على فهم احتياجات اللاعبين الصائمين وتعديل جداول التدريب بما يتناسب مع حالتهم البدنية.
وفي هذا الصدد، يؤكد البروفيسور الدكتور فينسنت غوتّبارج، أن هناك ثلاثة محاور أساسية لضمان تعافي اللاعبين الصائمين والحفاظ على لياقتهم البدنية: التغذية، وشرب الماء، والنوم.
1. التغذية: معدل الطاقة خلال الصيام
هذا ويحتاج اللاعبون المحترفون عادةً إلى ثلاث وجبات متكاملة يوميًا للحفاظ على أدائهم البدني، لكن مع الصيام، يقتصر الغذاء على وجبتين فقط، إحداهما قبل الفجر والأخرى بعد غروب الشمس.
وينصح الخبراء بأن تكون وجبة السحور غنية بالكربوهيدرات، مثل البطاطس والأرز، لتوفير الطاقة بقية اليوم، بينما يفضل أن تكون وجبة الإفطار منخفضة المؤشر الجلايسيمي للحفاظ على استقرار مستويات الطاقة.
كما يشددون على ضرورة استشارة طبيب النادي قبل تناول أي مكملات غذائية.
2. شرب الماء: الحفاظ على معدل الماء في الجسم
ويعد فقدان السوائل أحد أكبر التحديات التي يواجهها اللاعبون الصائمون، خاصة في الأيام التي تشهد تدريبات مكثفة.
ويوصي الأطباء بزيادة استهلاك الماء بين الإفطار والسحور لتعويض نقص السوائل خلال النهار.
وللحد من فقدان الماء عبر التعرق، يمكن استخدام المناشف الباردة، المضمضة بالماء، وحمامات الماء البارد بعد التمارين.
كما يُنصح بالابتعاد عن المشروبات المدرة للبول مثل القهوة والشاي للحفاظ على مستوى الماء في الجسم.
3. النوم: التكيف مع الساعة البيولوجية الجديدة
كما يواجه اللاعبون اضطرابات مواعيد النوم خلال رمضان، وهو ما قد يؤثر على أدائهم في المباريات.
ويوضح غوتّبارج أن الحرمان من النوم، إلى جانب الصيام، قد يضعف قدرة اللاعبين على استعادة نشاطهم بسرعة بعد المباريات أو الحصص التدريبية المكثفة.
وعلى الرغم من أن الصيام لا يمنح اللاعبين ميزة إضافية لأداء اللاعبين على المستوى البدني، لكنه قد يؤدي دورًا إيجابيًا من الناحية النفسية والروحية وبالتالي تقديم مستويات مميزة، خاصة مع الأثر المعنوي الكبير لشهر رمضان في تعزيز التركيز والانضباط الذاتي.
أما فيما يخص تأثير رمضان على الإصابات، فلا توجد دراسات طبية حاسمة تؤكد ارتفاع نسبة الإصابات بين اللاعبين الصائمين، إذ أظهرت دراستان أجريتا في قطر وتونس نتائج متباينة حول هذا الأمر.
هل تتكيف أندية كرة القدم الأوروبية مع احتياجات اللاعبين المسلمين؟
ورغم إدراك اللاعبين لأهمية ضبط عاداتهم الغذائية والبدنية خلال رمضان، فإن الدور الأكبر يقع على عاتق الأندية والمدربين في توفير بيئة مرنة تساعدهم على التكيف مع الصيام.
وفي هذا السياق، يشير غوتّبارج إلى ضرورة تعديل مواعيد التدريبات للاعبين الصائمين، بحيث تُنظَم الجلسات التدريبية إما بعد السحور بثلاث ساعات لإعطاء الجسم فرصة للهضم، أو في المساء بعد الإفطار.
ويحذّر الخبراء من أن التدريبات عالية الكثافة خلال فترة ما بعد الظهر، قد تؤثر سلبًا على الأداء وتزيد من مخاطر الإصابات، عندما يكون اللاعب قد أمضى ساعات طويلة دون طعام أو شراب.
المصدر: Fifpro
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇