هل تبدأ بريطانيا بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم؟
أثار الانهيار المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا جدلًا واسعًا حول مستقبل اللاجئين السوريين في بريطانيا. ومع استمرار حالة الغموض السياسي في دمشق، قررت الحكومة البريطانية، على غرار العديد من الدول الأوروبية، تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، مما أثار تساؤلات حول إمكانية إعادة اللاجئين إلى وطنهم.
لماذا عُلِّقت طلبات اللجوء؟
أعلنت وزارة الداخلية البريطانية عن تعليق النظر في نحو 6,500 طلب لجوء مقدم من سوريين، مبررةً القرار بحالة عدم الاستقرار السائدة في سوريا. وقالت وزيرة شؤون الحدود واللجوء، أنجيلا إيجل، إن سقوط نظام الأسد خلق غموضًا يجعل من الصعب تقييم طلبات اللجوء بشكل عادل حاليًا.
وأشارت إلى أن بريطانيا تتابع عن كثب تطورات القيادة الجديدة في سوريا، لا سيما مع تولي تحالف المعارضة الذي أطاح بالأسد، والذي يضم جماعات مثل “هيئة تحرير الشام”، التي لا زالت تعتبر “مثيرة للجدل” في بريطانيا.
هل سيُجبر السوريون على العودة؟
أكدت إيجل أن بريطانيا لن تفرض حاليًا أي عودة قسرية على اللاجئين السوريين، بسبب عدم استقرار الأوضاع في سوريا. وأوضحت أن اللاجئين الذين يختارون العودة طوعًا، كما هو الحال في دول مثل تركيا ولبنان والأردن، يمكنهم ذلك، لكن بريطانيا لا تفرض أي عمليات ترحيل قسرية في الوقت الراهن.
ومع ذلك، يعيش السوريون في بريطانيا قلقًا بشأن مستقبلهم، خاصة في ظل استمرار التدخلات العسكرية والصراعات في وطنهم، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية.
مستقبل اللاجئين السوريين في بريطانيا
يُعتبر نظام اللجوء البريطاني قائمًا على حماية الفارين من الاضطهاد، إلا أن سقوط الأسد أثار جدلًا حول استمرار هذه الحماية. وصرح وزير العدل في الظل، روبرت جينريك، بأن سقوط النظام قد يجعل العديد من طلبات اللجوء “غير مبررة”، مشيرًا إلى إمكانية فتح نقاش حول عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
من ناحية أخرى، حذر منتقدون من أن سوريا لا تزال مكانًا خطيرًا، مع استمرار العنف وانتشار الجماعات المتطرفة. وأشاروا إلى أن الغموض السياسي الحالي يجعل من الصعب اعتبار سوريا بلدًا آمنًا لعودة اللاجئين.
ما الذي ينتظر اللاجئين السوريين؟
حتى الآن، يظل اللاجئون السوريون في بريطانيا محميين من العودة القسرية. وتعتزم وزارة الداخلية البريطانية إعادة تقييم الوضع بمجرد أن تتضح معالم المشهد السياسي في سوريا. ومع ذلك، فإن أي قرار بترحيل اللاجئين سيواجه معارضة شديدة، نظرًا للمخاطر الإنسانية والسياسية التي قد تترتب عليه.
يبقى التزام بريطانيا بواجباتها الدولية عنصرًا رئيسيًا في تقرير مصير اللاجئين السوريين. وفي حين أن تعليق طلبات اللجوء يشير إلى نهج حذر، إلا أن الجدل حول هذه القضية لا يزال مستمرًا، في انتظار تطورات المشهد السوري.
المصدر: ديلي إكسبريس
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇