هل أصبحت الدراجات الكهربائية الحل لمواجهة ارتفاع تكاليف الوقود؟
أصبحت أزمة غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الوقود الشغل الشاغل للبريطانيين وموضوع أحاديثهم اليومية، حيث يتطلع معظمهم إلى بدائل لوسائل النقل التي تعمل بالوقود خاصة في فصل الصيف الذي يساعد استقرار الطقس فيه على استخدام وسائل نقل أخرى. فهل أصبحت الدراجات الكهربائية الحل الأمثل لمواجهة هذه الأزمة؟
منذ ظهور الجائحة والإغلاقات التي أعقبتها، أصبحت الدراجات الكهربائية خيارًا شائعًا بين البريطانيين ؛ حيث تظهر الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني أنه في عام 2020 تنقّل البريطانيون بمتوسط 20 رحلة للفرد باستخدام الدراجات، بزيادة 26 في المئة مقارنة بعام 2019.
ما زال ركوب وسائل النقل الصديقة للبيئة والأقل تكلفة مخيفا بعض الشيء خصوصا لمن لم يتعود على ركوبها والتنقل بها إلى المرتفعات أو إلى العمل يوميا.
بالنسبة لتلك الفئة، أصبحت الدراجات الكهربائية البديل الأمثل لمواجهة الخوف من ركوب الدراجات من جهة، ومواجهة تكاليف النقل التقليدية التي لا تنفك عن الارتفاع من جهة أخرى.
وفي هذا السياق وجد بحث أجرته شركة التأمين “Aviva” في نوفمبر عام 2021 أن 15 في المئة من البريطانيين البالغين في المملكة المتحدة يستخدمون الدراجة الإلكترونية بشكل منتظم، ما يثبت انتشارها بشكل خاص بين من تقل أعمارهم عن 35 عامًا.
لا يقتصر الأمر على تنقلك بمحرك يعمل ببطارية تصل سرعتها إلى 15 ميلاً في الساعة، بل إن هذه الدراجات الكهربائية سلسة القيادة وخصوصا عند التقاطعات وصعود التلال ، كما أنها غير مجهدة بدنيا حسب الأبحاث التي أجريت في النرويج ونشرت في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني.
وجدت دراسة أخرى أجرتها جامعة أكسفورد بروكس (Oxfordd Brookes University) أن كلاً من راكبي الدراجات الهوائية ومستخدمي الدراجات الكهربائية أفادوا بتحسن صحتهم النفسية والعقلية، الأمر الذي فسر الباحثون سببه بزيادة النشاط البدني والاندماج أكثر في البيئة مشيرين إلى أن الدراجات الكهربائية فعالة أكثر من الدراجات الهوائية.
ومن جهة أخرى أظهرت الأبحاث أنه مع تزايد استخدام الدراجات الكهربائية فمن المرجح أن يستخدمها البريطانيون في رحلات لم يحلموا بها على متن الدراجات العادية.
وجد كريس شيري ، أستاذ الهندسة المدنية والبيئية في جامعة تينيسي (the University of Tennessee)، أن الدراجات الكهربائية تُستخدم بشكل متزايد في التنقل إلى المتاجر لا سيما في ظروف غير مناسبة لركوب الدراجات العادية مثل الانحدارات الشديدة أو خلال الطقس الرطب.
وأوضح قائلا: “يشعر الناس بمزيد من الأمان على الدراجات الكهربائية لأنهم يستطيعون مواكبة حركة المرور بسهولة أكبر”.
في نوكسفيل بولاية تينيسي خلصت دراسة فحصت مخطط مشاركة الدراجات إلى أن 11 في المئة من رحلات الدراجات الكهربائية حلت محل التنقل بالسيارات، مع عدم تسجيل رقم يذكر لمشاركة الدراجات الهوائية.
وكان ذلك مماثلا لتجربة مشاركة الدراجات الكهربائية في برايتون البريطانية، والتي خفضت الأميال التي قطعها المشاركون في التنقلات بالسيارة بنسبة 20 في المئة.
هل أصبحت الدراجات الكهربائية البديل الأمثل للسيارات ووسائل النقل العام؟
قد يكون سعر الدراجات الكهربائية دافعا للتردد في شرائها، حيث تتراوح أسعار أفضل الموديلات من 500£ إلى ما يزيد عن 5000£ إذ يحتوي كل نموذج على خصائص عديدة ومتنوعة بدءا من سرعة المحرك ومدى سهولة التنقل في التلال والراحة التي توفرها هذه المركبة لصاحبها.
ورغم غلاء أسعارها، يمكن للدراجات الكهربائية توفير مبالغ كبيرة من المال على تنقلاتك بوسائل النقل العام مع ضرورة اختيار الطراز الأفضل بما يناسب الطرق والتضاريس التي ستقطعها، فعلى سبيل المثال تتطلب المناطق المسطحة شراء طراز أحادي الترس والذي يكون عادة أخف وزنا وأرخص سعرا.
وإذا كانت تكلفة الدراجة الكهربائية تبدو باهظة ، فهناك خيار آخر يتمثل في مجموعات تحويل معدات الدراجة الكهربائية، مثل ما تصنعه “Swytch”؛ وهي دراجات خفيفة الوزن تتألف من عجلة أمامية ومحرك محور وبطارية مثبتة على المقود ومستشعر دواسة.
تكلف شحنة واحدة لبطارية ليثيوم نموذجية بسعة 36 فولط لقطع ما يقرب 60 ميلا، حوالي 15 بنسًا بناءً على أسعار الطاقة الحالية حيث تبلغ تكلفة كل شحنة كيلو واط/ الساعة 0.28 باوند لبطارية سعتها 0.522 كيلو واط/ الساعة. وتعد تكلفة صيانة الدراجة الكهربائية رخيصة نسبيًا حيث لا تتجاوز 50 باوند سنويًا في المتوسط.
اقرأ المزيد:
ارتفاع أعداد مستخدمي الدراجات في غلاسكو بنسبة 300% خلال ثلاث سنوات
إقبال كبير على استخدام الدراجات بعد ارتفاع أسعار الوقود في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇