العرب في بريطانيا | هذا هو الحل في مواجهة اليمين المتطرف في إنجلترا

1446 ربيع الأول 15 | 19 سبتمبر 2024

هذا هو الحل في مواجهة اليمين المتطرف في إنجلترا

IMG-20240803-WA0049
عدنان حميدان August 3, 2024

الصوت المرتفع لمناصري اليمين المتطرف في إنجلترا ، لا يعكس حجمهم الحقيقي؛ فهم الذين كانوا في 2010 لا يمثلون سوى 12% من الشعب البريطاني – استنادًا إلى نسبة المصوتين لهم في الانتخابات – لم يتجاوزوا 14% في 2024, وقد أقبلوا بقوة على صناديق الاقتراع لانتزاع أكبر عدد ممكن من المقاعد لممثليهم، تلك الانتخابات الأقل في حجم المشاركة منذ أكثر من خمسين عامًا، وعليه ونظرًا لحجم الإقبال الكبير من قبلهم على الانتخابات وعزوف كثير من غيرهم، فإن نسبة ال14% لا تمثلهم بالضرورة، بل هم غالبًا أقل من ذلك بكثير في عموم سكان بريطانيا.

ومع ذلك فإن هذه الظاهرة مقلقة ومزعجة ومسيئة ومستفزة، بما تثيره من شغب وتنفذه من فعاليات تستهدف المساجد والمهاجرين بشكل مقصود، وإن رؤساء المراكز الإسلامية وأئمة المساجد ومن في حكمهم من قيادات المجتمع المسلم يبذلون كثيرًا لتجنب المواجهة معهم أو تحقيق مبتغاهم في استفزاز الشباب المسلم ليدخلوا في صراع مباشر معهم، حتى أن بعض المساجد في مدن مثل ليفربول لغت الدعوة لصلاتي المغرب والعشاء لتجنب المواجهة معهم؛ إثر دعوتهم لحصار المسجد.

أنصار اليمين المتطرف وفي تسريبات سجلت لبعضهم أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة في بريطانيا دعوا لتحويل المساجد لحانات وقتل المهاجرين القادمين عبر القوارب، يصاحب ذلك حملات تحريض مستمر على المسلمين في منصات التواصل الاجتماعي.

تجلت بنشر ممنهج لشائعة إلصاق تهمة الهجوم المروع بالسكين على أطفال في ساوثبورت بالمسلمين، الأمر الذي دفع أنصارهم للخروج بمظاهرات ضد المسلمين، لم تهدأ ولم تنته بعد ثبوت كذب تلك الإشاعة، فكرة الثلج تدحرجت بشكل أكبر مما يمكن للعقلاء أن يسيطروا عليها.

تجاوز المحتجون حصار المساجد والتحريض على المسلمين إلى الدخول في مواجهات مع الشرطة وإصابة عدد من عناصرها، والتعدي على مراكز أمنية وحرق وتخريب ممتلكات ومرافق عامة؛ حيث تجد الجهات الأمنية نفسها في مواجهة مع مجموعات عنصرية كثير منهم في حالة سكر وهيجان وعدم وعي لما يقومون به من تصرفات رعناء.

ولذلك فمن الحكمة أن يتجنب المسلمون والمهاجرون وعموم أبناء وبنات الأقليات في بريطانيا مناطق تجمعاتهم أو الميادين والشوارع التي يدعون بها أنصارهم للاجتماع والتظاهر.

افتتاح أول مسجد في بلدة كومبران في ويلز

وفي المقابل فإن الحكومة البريطانية معنية بالتعامل السريع والحازم معهم للحد من تفاقم حضورهم وتصنيف حركتهم المسماة حركة الدفاع الإنجليزي EDL – آخر الأسماء المستخدمة من قبلهم – على قوائم الإرهاب، وتشريع قوانين تجرّم الإسلاموفوبيا وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفس هدم التنوع الثقافي والتعايش الذي تمتاز به بريطانيا.

حتى لا تنزلق البلاد في غياهب الظلام الذي ينشره أولئك العنصريون، وهنا يأتي الدور حاسمًا ومهمًا على وسائل الإعلام لتعزيز روح التعايش في المجتمع وإبراز الدور الإيجابي الذي يقوم به المهاجرون والمسلمون، وإغلاق المايك دون تلك الأصوات العنصرية الشاذة.

وإلا فإن سائر البلاد ستدفع الثمن غاليًا إذا ارتفع فيها صوت أولئك المتطرفين..

 


اقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

ملتقى العرب في بريطانيا 2024

loader-image
london
London, GB
1:27 am, Sep 19, 2024
temperature icon 16°C
overcast clouds
Humidity 88 %
Pressure 1026 mb
Wind 10 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 0 km
Sunrise Sunrise: 6:42 am
Sunset Sunset: 7:06 pm