ما سبب الارتفاع الكبير في هجمات الكلاب في بريطانيا؟

فريق التحرير July 6, 2023

سجلت هجمات الكلاب في إنجلترا وويلز زيادة بنسبة 34 في المئة العام الماضي، وفي هذا السياق قالت مؤسسة البريد البريطانية: إن حوادث هجوم الكلاب على عمال البريد ارتفعت بنسبة 15 في المئة.

أزمة المعيشة وزيادة هجمات الكلاب

*كيف ساهمت أزمة المعيشة في زيادة هجمات الكلاب في بريطانيا؟*

وتُعزَى الزيادة في هجمات الكلاب خلال الفترة الماضية إلى الظروف المعيشية السيئة وقواعد الإغلاق أثناء وباء كورونا، إذ أسهم كل ذلك في نشوء بيئة غير مناسبة للكلاب، ما أدى إلى زيادة سلوكها العدواني.

ومن أبرز هجمات الكلاب المسجلة في الآونة الأخيرة وفاة الجدة لوسيل داونر، التي عضّها كلبان في حديقة منزلها، إضافة إلى وفاة الطفل جاك ليس البالغ من العمر 10 سنوات نتيجة هجوم الكلاب عليه.

ويرى المختصون في سلوك الكلاب أن أزمة المعيشة في بريطانيا إلى جانب إجراءات التباعد الاجتماعي في فترة الوباء أسهمت في زيادة السلوك العدواني للكلاب، حيث تراجعت القدرات المالية لمربي الكلاب، فحال ذلك دون معالجة السلوك العدواني الذي أظهرته الكلاب.

وبهذا الصدد قالت بوني برينكا المتخصصة في سلوك الحيوانات: “إن اختيار أنواع وسلالات معينة من الكلاب ليس له أي تأثير في حوادث العضّ والهجمات التي تحصل؛ لأن سلالات الكلاب الصغيرة قد تُظهِر الشراسة نفسها الموجودة عند السلالات الكبيرة في الحجم، رغم الاعتقاد السائد بأن السلالات الصغيرة في الحجم تميل لأن تكون أكثر لطفًا”.

“وبالنظر إلى قوة السلالات الكبيرة وحجمها فهي قادرة على التسبب بإصابات أكثر خطورة، وهذا ما تُظهِره سجلات المستشفيات عادة، إضافة إلى أننا لا نسمع كثيرًا عن الهجمات العدوانية لسلالات الكلاب الصغيرة التي يندر أن تُنشَر عنها أي مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

سلالات (XL Bullies) الأكثر عدوانيّة في بريطانيا

قوانين وسلالات الكلاب المحظورة في بريطانيا — *سلالات (XL Bullies) ليست مدرجة ضمن السلالات الرسمية في نوادي تربية الكلاب البريطانية والأمريكية*

وأضافت: “إن معظم الهجمات المميتة للكلاب في بريطانيا كانت تعود لسلالات الـ(XL Bully)، ورغم ذلك فإن هذه السلالات لم تُسجَّل كسلالة مستقلة بحد ذاتها سواء في نوادي تربية الكلاب الأمريكية أو البريطانية”.

“وتُطلَق تسمية (XL Bullies) على الكلاب التي لا تنطبق عليها المعايير المعتادة للسلالات المعروفة، والتي لم تُحدَّد صفاتها في الأبحاث، وفي الغالب تكون هذه الكلاب هجينة”.

هذا ووصفت بوني الزيادة في عضات الكلاب في بريطانيا بالمقلقة، وأشارت إلى أن الأطباء البيطريين يرصدون ازديادًا في عدد الكلاب التي تُظهِر سلوكًا عدوانيًّا.

وقالت بوني: “إن ما يقوله الأطباء البيطريون يدل على أن الوضع السلوكي للكلاب هو الذي يؤدي إلى هذه الهجمات”.

وأضافت: “إن أزمة المعيشة وفترة الإغلاق أثناء الوباء أوجدتا ظروفًا مواتية لتطور السلوك العدواني للكلاب، ويفتقر مربو الكلاب إلى الحلول المطلوبة لمعالجة سلوك كلابهم”.

“إن الكلاب التي وُلِدت أثناء فترة الإغلاق غير مستعدة بعد للتكيف مع المحيط بعد انحسار الوباء، ويؤكد الأطباء البيطريون أن العديد من مربي الكلاب غير قادرين على تحمل تكاليف علاج كلابهم، فيُرجِئ بعضهم زيارة الطبيب البيطري لهذا السبب”.

وتابعت: “على الرغم من ازدياد السلوك العدواني بين الكلاب فإن واحدًا من كل عشرة مربين فقط لجأ إلى مدرب كلاب أو خبير في السلوك العام الماضي، بنسبة تعادل أربعة أضعاف عدد المربين الذين يرسلون كلابهم إلى أماكن التنظيف”.

“إن عدم قدرة المربين على تدريب كلابهم لدى المختصين، يعني أن بعض السلوكيات السلبية للكلاب ستتطور لتصبح عدوانية”.

وأكدت الخبيرة في سلوك الكلاب إنغريد هاسكال الفرضية القائلة إن فترة الإغلاق أثناء انتشار الوباء أدت إلى عدم تدريب الكلاب كما ينبغي، ولا سيما أن بعض مربي الكلاب من قليلي الخبرة تبنوا الجراء دون أن يتمكنوا من حضور جلسات التدريب.

وقالت إنغريد: “لقد ازداد اقتناء الكلاب أثناء انتشار الوباء، إذ اشترى العديد من الناس جراءً لأنهم كانوا يشعرون بالملل”.

“إنها معادلة بسيطة: كلما ازداد عدد الكلاب ازدادت الهجمات وحالات العض، ولا سيما أن كثيرًا من الناس تبنوا كلابهم دون أدنى معرفة بالظروف المناسبة لتربية الكلاب. ونظرًا إلى القيود التي فرضها الوباء لم تَعُد الكلاب تختلط بالمحيط الخارجي، ما يعني أن كثيرًا منها لم يَعتَد الغرباء، فأدى ذلك إلى إثارة خوفها وسلوكها العدواني”.

“إن معظم حوادث العض كانت مرتبطة بالخوف، إذ تهاجم الكلاب في العادة عمال البريد؛ لأنها تشعر بالتهديد عند اقتراب الغرباء”.