كيف سيؤثر هبوط الباوند على رهنك العقاري ومعاشك التقاعدي والتخطيط لإجازتك؟
خلَّف هبوط الباوند البريطاني الأسبوع الماضي تبعات غير مباشرة على الرهون العقارية والمعاشات التقاعدية والتخطيط للإجازات.
وقد بلغ هبوط الباوند مستوى قياسيًّا منذ إعلان وزير الخزانة كوارسي كوارتنج سياسة الميزانية المصغرة يوم الجمعة 23 أيلول/سبتمبر، وارتفعت العملات الأخرى مقابل الباوند.
وقد عاودت قيمة الباوند الارتفاع بعد إعلان الحكومة إلغاء التخفيض الضريبي الذي يُعفي أصحاب المداخيل المرتفعة من دفع ضريبة 45 بنسًا عن كل باوند.
مع ذلك فإن قيمة الباوند ما زالت أقل مما كانت عليه قبل شهرين من الآن.
وأما فيما يخص العائلات التي تخطط لقضاء العطلة في الخارج فسترتفع تكلفة شراء الوجبات والإقامة في الفنادق.
وقد تواجه بريطانيا عواقب وخيمة بسبب هبوط الباوند؛ إذ إن رفع الفائدة سيؤدي إلى تجميد البنوك للقروض العقارية، وسيزيد الضغط على صندوق المعاشات التقاعدية.
وقد تدخَّل بنك إنجلترا عبر شراء السندات الحكومية في محاولة لخلق نوع من الاستقرار في السوق، لكن عدم تثبيت سعر الباوند حتى تاريخ 3 تشرين الثاني/نوفمبر، وانتظار الخطة المالية المتوسطة الأجل للحكومة التي سيبدأ تطبيقها في 23 تشرين الثاني/نوفمبر، كل ذلك سيؤدي إلى أسابيع من الفوضى الاقتصادية بالنسبة إلى الأسر البريطانية.
وإليكم قائمة بالقطاعات التي ستتأثر نتيجة هبوط الباوند :
ما التبعات التي يخلفها ارتفاع أسعار الفائدة؟
إن هبوط الباوند سيؤدي إلى ارتفاع التضخم الذي بلغ الآن 9.9 في المئة، وسيتعين على المستوردين شراء البضائع الأجنبية بأسعار أغلى؛ نظرًا إلى تراجع قيمة العملة المحلية، ولعل أبرز المنتجات التي تستوردها المملكة المتحدة من الخارج هي النفط.
وسترفع الشركات أسعار البضائع الأجنبية، ومن ثَمَّ سيواجه المستهلكون آثار التضخم.
ويسعى بنك إنجلترا للسيطرة على التضخم عبر رفع أسعار الفائدة التي تدفعها البنوك عند الاقتراض من بنك إنجلترا.
وسيؤدي ارتفاع الفائدة إلى زيادة أسعار الرهن العقاري، وتكاليف بطاقات الائتمان وأقساط دفع القروض، ما سيقلل من الإنفاق العام ومن قدرة الناس على الاقتراض، ومن ثَمَّ فإن تراجع الطلب على الخدمات والبضائع سيؤدي إلى انخفاض سعرها.
وقد ارتفعت نسبة الفائدة مؤخرًا بنحو 2.25 في المئة، وسيعلن بنك إنجلترا رفع أسعار الفائدة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر إن لم يكن قبل ذلك.
كما أن نسبة الفوائد على المدخرات في البنوك الأخرى في الغالب تكون أعلى من النسبة التي يقرها البنك المركزي، وفي حال تجاوز معدل التضخم نسبة الفائدة فإن المدخرات ستخسر قيمتها.
ما الذي سيحدث لقروض الرهن العقاري؟
جمدت البنوك وشركات القروض العديد من صفقات الرهن العقاري منذ أن أعلنت الحكومة عن سياسة الميزانية المصغرة يوم الجمعة 23 أيلول/سبتمبر.
ومع ذلك فإن سماسرة الرهن العقاري يستطيعون التواصل مع بعض شركات القروض للتوصل إلى صفقات رهن عقاري مُرضية، علمًا أن العديد من شركات الرهن العقاري لا تتعامل مباشرة مع الزبائن.
ولن يكون تأثير هبوط الباوند كبيرًا في أولئك الراغبين في الحصول على رهن عقاري.
ومن الأفضل لأصحاب العقارات أن يفكروا في تعديل نوع الرهن العقاري الذي حصلوا عليه، إذ تبدو الرهون العقارية ذات الفائدة الثابتة أكثر استقرارًا وأقل تكلفة من القروض العقارية ذات الفوائد المتغيرة، وبلا ريب فإن سماسرة الرهن العقاري يملكون الخبرة الكافية للتوصل إلى صفقة مُرضية.
ويجب أن تتضمن مستندات الرهن العقاري معلومات حول نوع الرهن وما إذا كانت نسبة الفائدة ثابتة، ومدة الإبقاء على نسبة الفائدة، ويمكن الحصول على كل هذه المعلومات عبر الاتصال بالشركة المانحة للقروض.
ماذا سيحصل إذا لم يكن الشخص قادرًا على سداد قروض وأقساط الرهن العقاري؟
لا بد من التحدث في الأمر مع شركة القروض التي ستتيح العديد من الخيارات التي سيكون منها: منح فترة راحة للمقترض وإعفاء مؤقت من الأقساط، أو إطالة مدة صفقة الرهن العقار بحيث يمكن تخفيض الدفعات المالية الشهرية، وإطالة المدة بين الدفعة والأخرى.
لا ترغب شركات القروض في فرض مزيد من الأزمات المالية على المقترضين، وتحاول الشركات استخدام جميع الحدود الممكنة قبل التفكير في استعادة العقار.
لكن من المهم التواصل مع شركة القروض في حال التأخر عن سداد القروض أو غياب القدرة على سدادها؛ لأن إهمال ذلك قد يحرم المقترض من الاقتراض مرة أخرى في المستقبل.
وفي حال إفلاس الشركات المانحة لرواتب التقاعد فإن نظام تعويض الخدمات المالية يتولى مهمة توزيع الرواتب على المتقاعدين.
ماذا عن تأثير هبوط الباوند في تكاليف العطلة؟
سيؤدي انخفاض الباوند إلى ارتفاع أسعار المنتجات خارج بريطانيا التي يؤدى ثمنها بالعملات الأجنبية.
لكن تكاليف الرحلات الجوية والحجز الفندقي لن تتغير كثيرًا.
ولا بد من مراجعة رسوم البنك عند استخدام بطاقة الائتمان في الخارج، ومن الأفضل الاشتراك في خدمات البنوك التي تسمح بشراء المنتجات الأجنبية دون فرض رسوم إضافية عليها.
هل ستتأثر الرواتب التقاعدية بهبوط الباوند؟
تزايدت المخاوف مؤخرًا من تأثير هبوط الباوند في المعاشات التقاعدية، لكن التأثير قد لا يطول جميع المتقاعدين، ويمكن اتخاذ مجموعة من التدابير لحماية قيمة الرواتب من الانخفاض في حال حصول خطأ ما.
وبالنسبة إلى المعاشات التقاعدية الثابتة التي يحصل عليها المتقاعدون بصفة منتظمة، فإن صندوق حماية المعاشات التقاعدية هو من يقدمها في الغالب.
وفي حال إفلاس صندوق المعاشات التقاعدية الخاص بالموظف فإن صندوق حماية المعاشات التقاعدية سيدفع 90 في المئة من المعاش و100 في المئة إذا كان الموظف قد وصل إلى سن التقاعد الحكومي.
أما أولئك الذين يحصلون على رواتبهم التقاعدية من مدير العمل بصفة مباشرة -دون وجود أي ضمانات للتعويض- فقد كان تأثير هبوط الباوند في هذه الفئة ملحوظًا.
لكن لا داعي للذعر؛ لأن المعاشات التقاعدية تستثمر على المدى الطويل، ولديها القدرة على تجاوز التقلبات المفاجئة للسوق.
وعند الاقتراب من سن التقاعد أو الوصول إليه فلا بد من تجنب الإسراف والمصاريف المرتفعة؛ لأن الرواتب التقاعدية قد تخسر جزءًا من قيمتها الشرائية في ظل ارتفاع التضخم وهبوط الباوند.
اقرأ أيضاً :
خمسة أسباب تجعل هبوط الباوند مسألة بالغة الأهمية
الرابط المختصر هنا ⬇
