نواب في حزب المحافظين يهددون بالتمرد على ليز تراس بسبب الميزانية المصغرة
تحاول رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس جاهدةً إقناع نواب في حزب المحافظين بدعم ميزانيتها المصغرة المثيرة للجدل، ولكن البعض يهدد بتمرد شامل وسط مخاوف من أن يُنظر إلى الحزب مرة أخرى على أنه “الحزب السيئ”!
ليز تراس تواجه تمردًا من نواب في حزب المحافظين
وتواجه ليز تراس موجة من الغضب الذي يلقي بظلاله على مؤتمر حزب المحافظين السنويّ بعد أن دافعت عن خططها لخفض معدل ضريبة الدخل العالي وخفض الإنفاق العام.
وكان مايكل جوف أول من انتقد خطط تروس الاقتصادية، حيث قال: إن حزب المحافظين ليس مسؤولًا عن تمويل التخفيضات الضريبية من الاقتراض أو تقليص ميزانية الرعاية الاجتماعية، محذّرًا تراس من أنها تخاطر بالتصويت على الميزانية المصغرة إذا مضت قدمًا في خططها.
ولكن وزير الخزانة كواسي كوارتنج سيؤكد يوم الإثنين 3 أكتوبر إصرار تراس على خططها الاقتصادية الجديدة على الرغم من الاضطرابات التي أحدثتها الميزانية المصغرة في الأسواق المالية.
إذ أدى الإعلان عن هذه الميزانية إلى انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، ما دفع صندوق النقد الدولي إلى دعوة الحكومة البريطانية إلى التراجع عن بعض السياسات إلى جانب إصدار بنك إنجلترا مذكرة يحذّر فيها الحكومة من أنه سوف يستمر في رفع سعر الفائدة مهما كلّف الثمن بغرض عودة نسبة التضخم إلى ما بين 2 و3 في المئة.
هذا وسَعت رئيسة الوزراء إلى تهدئة الغضب بشأن خططها الاقتصادية، ولكنها عادت بعد ذلك لتؤكد بحزم في مقابلة لها على قناة بي بي سي يوم الأحد أن خططها الضريبية “الصائبة” ستعيد النمو الاقتصادي إلى بريطانيا التي تواجه تضخمًا غير مسبوق منذ عقود.
واعترفت تراس في المقابلة أنه كان ينبغي لها إعداد خطتها إعدادًا أفضل، وتعهدت بالحفاظ على جودة الخدمات العامة ومواجهة أزمة الطاقة من أجل تحقيق النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
ليز تراس تواجه سلسلة من الانتقادات داخل حزبها!
وبعد أقل من شهر على تولي المنصب واجهت ليز تراس سلسلة من الانتقادات داخل حزب المحافظين بشأن إجراءات تشمل: إلغاء الحد الأقصى لمكافآت المصرفيين ومنح إعفاءات ضريبية تبلغ قيمتها نحو 45 مليار باوند بغرض تحفيز الاقتصاد.
كما أعرب أحد كبار الشخصيات في حزب المحافظين عن مخاوفه من أن يُنظر إلى الحزب على أنه “الحزب السيئ”؛ وذلك في تصريح له في مؤتمر حزب المحافظين السنوي الذي يُعقد في مقر حزب المحافظين في برمنغهام الذي تجمعت أمامه حشود من المتظاهرين الغاضبين؛ احتجاجًا على الميزانية المصغرة.
كما أشار وزير ويلز السير روبرت باكلاند إلى عدم ارتياحه بشأن التخفيضات الضريبية التي تفيد الأثرياء، وطالب حكومة تراس بإعادة النظر في خطتها ودعم الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
ومن جهة أخرى حذّر النائب عن حزب المحافظين داميان جرين من أن الحزب سيخسر الانتخابات القادمة إذا لم يُغيّر سياساته وإذا استمر بتصوير نفسه على أنه حزب الأغنياء، في حين انتقد وزير النقل السابق غرانت شابس خطط تراس مطالبًا بأن يشمل الدعم الحكومي جميع فئات المجتمع في ظل الأزمة المعيشية التي تعصف بالبلاد.
ومن المقرر أن تُجري الحكومة البريطانية تصويتًا على التخفيضات الضريبية في آذار/مارس بعد ميزانية الربيع. ولكن التشريع الفوري الوحيد المطلوب هو حول الرسوم الضريبية وإلغاء زيادة التأمين الوطني التي سيدعمها نواب حزب المحافظين. (Xanax)
هذا وسيلقي وزير الخزانة كواسي كوارتنج خطابًا خلال مؤتمر حزب المحافظين يوم الإثنين حيث من المتوقع أن يقول: “يجب أن نواجه حقيقة أن اقتصادنا لم ينمُ بما فيه الكفاية لفترة طويلة جدًّا، وأننا بأمسّ الحاجة إلى نهج جديد يُركّز على تجنّب الركود الاقتصادي. هذه هي الطريقة الحقيقية الوحيدة لتقديم أجور أعلى ومزيد من الوظائف والإيرادات لتمويل الخدمات العامة وتحقيق الاستدامة المالية على المدى الطويل… أنا واثق من أن خطتنا هي الخطة الصحيحة”.
جدير بالذكر أن هناك حلَّين للخروج من هذه الأزمة: استمرار البنك المركزي في زيادة سعر الفائدة لرفع قيمة العملة وخفض معدلات التضخم، أو تراجع الحكومة ووزارة الخزانة عن خطتهما الاقتصادية الجديدة وحتى الآن هذا الأمر مستبعد!
ليز تراس تدافع عن الميزانية المصغرة وسط تمرد نواب في حزب المحافظين (يوتيوب: سكاي نيوز)
اقرأ أيضًا:
الميزانية المصغرة: كيف سيؤثر انخفاض الباوند مقابل الدولار على أسعار السلع والوقود في بريطانيا؟
الميزانية المصغرة أبرز نقاط الخطة الاقتصادية الجديدة تحت رئاسة تراس
بنك إنجلترا يصدر بيانا ينتقد فيه قرارات حكومة ليز تراس التي أدت لانخفاض قيمة الباوند
الرابط المختصر هنا ⬇