الغارديان: لهذه الأسباب يجب عدم نقل السفارة البريطانية إلى القدس
أثارت تصريحات رئيسة الوزراء ليز تراس حول نقل السفارة البريطانية إلى القدس سخطاً واسعًا في الأوساط الفلسطينية.
وقد اتخذ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرارًا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ما أثار جدلًا واسعًا عام 2018، وقوبل القرار بموجة انتقادات على مستوى العالم، وكانت الحكومة البريطانية من أبرز المنتقدين للقرار.
واندلعت على إثر ذلك الكثير من الاحتجاجات التي قُتِل فيها عشرات المحتجين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وحذت أربع دول حذو القرار الأمريكي، وهي هندوراس وغواتيمالا وكوسوفو وبارغواي.
ووصف سياسيون خطة ترامب للسلام التي تعترف بكامل القدس (الشرقية والغربية) عاصمة لإسرائيل بالخطة غير العملية على الإطلاق.
نقل السفارة البريطانية إلى القدس سيشكل انتهاكًا واضحًا لقرارات الأمم المتحدة
UN Special Rapporteur in Palestine Francesca Albanese on moving the British embassy to Jerusalem: "Acts altering the character, status, and demography of Jerusalem have no legal effect, are null, void, and must be rescinded." pic.twitter.com/fpqBXzxNkl
— V PALESTINE 🇵🇸 (@V_Palestine20) September 24, 2022
وفي سياق متصل فإن أي قرار ستتخذه رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس بنقل السفارة البريطانية إلى القدس، فإن ذلك سيُشكِّل بلا ريب انتهاكًا للقرارات الدولية، وسيساهم في تأجيج الصراع في فلسطين.
وفي ذلك الوقت لم تغير بريطانيا موقفها بخصوص حل الدولتين؛ لأن نقل السفارات الغربية إلى القدس سيضرب بعرض الحائط أي مقترحات حقيقية لحل الدولتين.
إذ تُعَد القدس الشرقية أرضًا محتلة بموجب القرار الدولي الذي صدر بعد حرب عام 1967، وبموجب القرار فإن القدس الشرقية هي العاصمة المستقبلية لدولة فلسطين.
كما ان نقل السفارات الغربية إلى القدس يعني اعترافًا وتخاذلًا ضمنيًّا مع زحف المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في القدس.
أضف إلى ذلك أن أي قرار يقضي بنقل السفارة البريطانية إلى القدس الشرقية من شأنه أن يزيد الوضع تعقيدًا، إذ ستغلق السلطات الفلسطينية أبوابها في وجه الدبلوماسيين البريطانيين، وسترفض أي حلول سياسية مقترحة، وسيزيد ذلك من الشكوك حول تحيز بريطانيا ضمنيًّا إلى إسرائيل.
وبطبيعة الحال فإن العديد من دول الشرق الأوسط ستقطع علاقاتها ببريطانيا.
وقد جاءت تصريحات رئيسة الوزراء على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد عن دعمه لحل الدولتين، وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يتطرق إلى هذا الموضوع منذ عام 2017، وقد تساهم هذه الاقتراحات في عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل التصعيد الإسرائيلي مؤخرًا واستئناف المفاوضات بشأن حل الدولتين.
لكن يبدو أنه لا توجد أي نية سواء من دولة الاحتلال أو السلطة الفلسطينية للالتزام بالمقترحات الجديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي؛ لأن ما يجري على الأرض يجعل احتمال السلام ضئيلًا للغاية.
ويبدو أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي غير الواقعية كانت تستهدف تهدئة الأجواء المشحونة مع إيران مع اقتراب الانتخابات العامة الإسرائيلية في تشرين الثاني/نوفمبر، وهي الانتخابات الخامسة في إسرائيل في أقل من أربع سنوات.
هل تتحمل ليز تراس تبعات نقل سفارة بريطانيا إلى القدس ؟
ويسعى يائير لاستمالة اليسار الإسرائيلي من أجل التغلب على نتنياهو في الانتخابات القادمة.
وقد تساهم تصريحاته في تحسين العلاقات الإسرائيلية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أشاد بتصريحات يائير، لكن بايدن لم يُظهِر اهتمامًا حقيقيًّا بمستقبل الفلسطينيين.
وكان بايدن قد تعهد بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس بوصفها ممثلة لأمريكا في دولة فلسطين، كما تعهد بتفعيل بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وبدا أن رحلة جو بايدن السريعة إلى القدس وبيت لحم كانت مجرد غطاء لاجتماعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويبدو أن القادة الفلسطينيين يشعرون بالإحباط وخيبة الأمل بعد وصول بايدن الذي لم يلتزم بتعهداته إلى البيت الأبيض، وبالنسبة إليهم فقد تزيد تصريحات تراس الأمور سوءًا.
إذ أثبتت الولاية القصيرة لتراس أنه يمكن تبني بعض السياسات غير العملية التي تفتقر إلى الشعبية والتأييد، وقد تستمر تراس في سياساتها الجامحة التي تتحدى تحذيرات المسؤولين ومخاوفهم.
لكن المسؤولية التاريخية لبريطانيا في قيام دولة إسرائيل إلى جانب القوانين الدولية تفرض على الحكومة البريطانية اتباع نهج أكثر حكمة فيما يتعلق بالصراع في فلسطين، ويمكن تجنب مزيد من الضرر عبر الإبقاء على السفارة البريطانية في تل أبيب.
اقرأ أيضاً :
ليز تراس تدرس نقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس وسط غضب فلسطيني
ليز تروس تتعهد بنقل سفارة بريطانيا إلى القدس حال انتخابها رئيسة للوزراء
تقارير : جاسوس كندي تولى مهمة تهريب فتاة بريطانية إلى سوريا للانضمام لداعش!
الرابط المختصر هنا ⬇