نظام تفتيش “أوفستد” الجديد: شفافية أكبر للآباء أم ضغط إضافي على المدارس؟

تستعد هيئة مراقبة المدارس في إنجلترا، أوفستد (Ofsted)، لتطبيق نظامها الجديد للتفتيش بدءًا من نوفمبر، والذي يتضمن بطاقة تقرير ملونة للآباء، على الرغم من المعارضة الواسعة من قبل مديري المدارس والنقابات التعليمية.
وسيتضمن النظام الجديد خمس درجات تقييمية تبدأ من “استثنائي” كأعلى مرتبة، موزعة على ستة مجالات للتفتيش. هذه الخطوة جاءت بعد حادثة انتحار مديرة مدرسة ريدنغ، روث بيري، عقب زيارة تفتيشية مثيرة للجدل.
انتقادات واسعة وتشبيه بـ”ناندوز”

النقابات التعليمية وقادة المدارس وصفوا الإطار الجديد بأنه أسوأ من النظام الحالي، وشبهوه ببطاقات تقييم مطاعم “ناندوز”، معتبرين أنه لن يخفف من الضغوط على المديرين والمعلمين.
شقيقة بيري، البروفيسورة جوليا ووترز، وصفت التغييرات بأنها “مزيج مفرط التعقيد”، معتبرة أنها مجرد إعادة تسمية تجميلية لنظام “معاقِب وغير موثوق”. كما وقّعت ووترز مع نقابات وخبراء الصحة النفسية رسالة موجهة لوزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون للمطالبة بوقف التنفيذ.
خلفية مأساوية: انتحار روث بيري
انتحرت روث بيري عام 2023 بعد أن خُفّض تصنيف مدرسة كافرشام الابتدائية من “متميز” إلى “غير ملائم” بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة. وخلص الطبيب الشرعي في بيركشاير إلى أن انتحارها كان نتيجة ساهم فيها تفتيش أوفستد.
ملامح النظام الجديد
تقول أوفستد إنها أجرت تعديلات بعد مشاورات عامة شملت 6,500 مشاركة، كثير منها معارض. ويغطي النظام الجديد مجالات مثل:
- المنهج والتدريس
- الحضور والسلوك
- القيادة والحوكمة
- التحصيل والدمج
وسيُمنح كل مجال درجة تبدأ من “استثنائي” حتى “تحسين عاجل”، مع قسم خاص لتقييم معايير السلامة. وتم إلغاء الحكم الشامل الواحد للمدرسة منذ سبتمبر 2024.
مواقف الحكومة والمعارضة
وزيرة التعليم فيليبسون دافعت عن النظام الجديد قائلة إنه يوفر للآباء “الشفافية التي يستحقونها”، فيما اعتبر استطلاع أجرته “يوغوف” أن سبعة من كل عشرة آباء يفضلون البطاقات الجديدة.
لكن النقابات اعتبرت الجدول الزمني “متسرعًا”، مع انطلاق التفتيشات الجديدة في 10 نوفمبر. وقال بيبي دي إياسيو، الأمين العام لجمعية قادة المدارس والكليات: “بدأت العملية بانتحار مديرة مدرسة، لكن النظام الجديد يبدو أسوأ”.
تصريحات أوفستد

كبير مفتشي المدارس، مارتن أوليفر، أكد أن الهدف هو تحقيق أفضل تعليم للأطفال، وتوفير معلومات دقيقة للآباء، وتقييم منصف للمعلمين. وأعلن عن:
- تكثيف عمليات المتابعة للمدارس التي تحتاج إلى تحسين.
- تقليص فترة تفتيش دور الحضانة من ست سنوات إلى أربع.
- إضافة مفتش جديد لكل فريق لتعزيز الكفاءة.
- التركيز على دمج الأطفال المحرومين والضعفاء، ومراعاة رفاهية قادة المدارس.
رفض نقابي ومواقف متباينة
الأمين العام لنقابة التعليم الوطني، دانيال كيبيدي، رفض النظام قائلاً: “بطاقات التقارير لن تساعد في أمان الأطفال أو تحسين التدريس”.
وفي المقابل، أبدى جون كولز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “يونايتد ليرننغ”، ترحيبًا بالنظام، معتبرًا أنه يعزز ثقة الآباء وجودة التعليم.
أما المعارضة، فقد شنت هجومًا على النظام؛ إذ قالت وزيرة التعليم في حكومة الظل، لورا تروت: “العماليون يدمرون معايير المدارس فقط لمجاراة النقابات، ويستبدلون التفتيش الصارم بنظام أجوف ومخفف”.
وترى منصة العرب في بريطانيا AUK أن الجدل حول النظام الجديد لأوفستد يعكس التحدي القائم بين مطلب الشفافية للآباء وضرورة حماية الصحة النفسية للعاملين في قطاع التعليم. فبينما يمكن للبطاقات الملونة أن تمنح أولياء الأمور صورة أوضح عن المدارس، إلا أن التجربة المأساوية لروث بيري تؤكد أن أي إصلاح لا يضع رفاهية المعلمين والمديرين في صميمه قد يفاقم الأزمة. وعليه، تؤكد المنصة أن أي نظام تفتيش يجب أن يوازن بين حق المجتمع في الرقابة وحق العاملين في التعليم في بيئة عادلة وخالية من الضغوط المفرطة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇