نصف مليون طالب يحصلون على شهادات بريطانية دون زيارة بريطانيا
كشف تقرير حديث أن قرابة 600 ألف طالب حول العالم باتوا يحصلون سنويًا على شهادات جامعية بريطانية دون أن يضطروا للسفر إلى المملكة المتحدة.
وأفاد معهد سياسات التعليم العالي (هيبي، HEPI) بأن عدد الطلاب الملتحقين بجامعات بريطانية من خارج الحدود ارتفع خلال الأعوام الثلاثة الماضية بنحو الثلث، حيث قفز من 432,500 طالبٍ في عام 2019-2020 إلى 576,705 طلابٍ في العام الماضي.
ووفقًا لهذه الأرقام، فإن 16% من طلبة التعليم العالي البريطاني، أي ما يعادل طالبًا واحدًا من كلِّ ستةٍ، يدرسون حاليًا في الخارج. ويُصنَّف ربع هؤلاء في خانة “التعلم عن بُعد”، إذ إنهم مسجّلون لدى الجامعات البريطانية لكنهم يتلقون تعليمهم من خارج البلاد، فيما يتلقى 7% منهم تعليمهم في فروع خارجية للجامعات البريطانية نفسها.
فروع جامعية وتمويل بالمليارات
جاء هذا التطور على خلفية افتتاح مزيد من الجامعات البريطانية فروعًا دوليةً لها، إذ تقدّم زهاء 30 مؤسسة تعليمية في بريطانيا حاليًا برامج للحصول على شهادات عبر فروعها المنتشرة حول العالم.
وتشمل تلك المؤسسات فرع جامعة وستمنستر في أوزبكستان، وجامعة سالفورد في البحرين، وفروع جامعة دي مونتفورت في دبي وكازاخستان.
كما عقدت جامعات بريطانية شراكات مع مؤسسات تعليمية أجنبية، تُمكّنها من منح الشرعية للبرامج الأكاديمية المحلية، بشرط التزام المناهج بمعايير الجودة المعتمدة في المملكة المتحدة.
تعزيز “التأثير البريطاني” عالميًا
يرى خبراء أن الإقبال على هذا النوع من “التعليم الدولي” مرشح للازدياد في السنوات المقبلة، في وقتٍ تواجه فيه الجامعات البريطانية تراجعًا محتملاً في أعداد الطلاب الدوليين الذين يأتون للدراسة داخل المملكة. ورغم أن الرسوم الدراسية في هذه البرامج غالبًا ما تكون أقل تكلفة، فإن التقديرات الحكومية تشير إلى أنها أسهمت بنحو 2.4 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني عام 2021.
ويقول معهد هيبي إن هذه البرامج تمنح فرصة للطلاب الأجانب ممن قد لا تسنح لهم فرصة القدوم إلى بريطانيا، كما تساهم في توسيع دائرة “التأثير البريطاني” في مختلف البلدان. لكنه حذّر في الوقت ذاته من نقص البيانات حول جودة هذه البرامج، مشيرًا إلى وجود ثغرات كبيرة في المعلومات المتعلقة بنجاح الطلاب ومجالات تخصصهم وآفاقهم المهنية.
وأشار التقرير إلى أن هيئة مراقبة التعليم العالي في إنجلترا (OfS) عليها تكثيف جهودها في نشر تفاصيل أكثر عن هذا النوع من التعليم، بما في ذلك نسبة التخرج وآفاق التوظيف. وتظهر بيانات هيئة الإحصاءات للتعليم العالي أن الطلبة في الصين وسريلانكا وماليزيا يمثلون أعلى نسبة من الملتحقين بهذه البرامج، إذ شكّلوا أكثر من 30% من مجموع هؤلاء في عام 2022-2023، بينما لم تتجاوز نسبة الطلبة المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي 16%.
“سمعة مرموقة” وجودة التعليم
من جانبه، اعتبر نِك هيلمان، مدير معهد هيبي، أن “أكثر من نصف مليون طالب يدرسون في نظام التعليم العالي البريطاني خارج حدود المملكة المتحدة، وهذا يعكس ثقةً كبيرة في هذا النظام.” وشدد على أهمية الحفاظ على جودة التعليم نفسها المتوفرة في بريطانيا.
أما جوش فليمينغ، مدير الاستراتيجية والتنفيذ في هيئة OfS، فنوّه بسمعة التعليم العالي في إنجلترا، قائلًا إن إتاحة مثل هذه البرامج أمام الطلاب حول العالم “يوفر لهم فرصة الاستفادة من المستوى المتميز الذي تُعرف به الجامعات الإنجليزية.”
ولفت فليمينغ إلى أن الهيئة تعتزم إدخال تحسينات جذرية على البيانات التي تجمعها بشأن التعليم الدولي، مؤكدًا عزمها العمل عن كثب مع قطاع التعليم لضمان تنظيمٍ فعال يحمي مصلحة الطلاب ويُخفف من الأعباء الإدارية على المؤسسات التعليمية.
المصدر: التيلغراف
اقرأ ايضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇