ناشط بريطاني معتقل منذ عام ونصف لاحتجاجه ضد مصنع مرتبط بإسرائيل

ندّدت والدة ناشط بريطاني يُحتجز منذ أكثر من عام ونصف دون محاكمة، على خلفية احتجاج ضد مصنع أسلحة تابع لشركة مرتبطة بإسرائيل في مدينة بريستول، بما وصفته بـ”الظلم الفادح والتجاوز الصارخ”، مشيرة إلى أن ابنها قد يُمضي 21 شهرًا في السجن قبل أن يمثل أمام المحكمة.
ويقبع الناشط ويليام بلاستو، البالغ من العمر 34 عامًا والمنحدر من مدينة مانشستر، في السجن منذ أغسطس 2023، بعد اتهامه مع 17 آخرين من حركة “بال أكشن” (Palestine Action) بالمشاركة في اقتحام منشأة تابعة لشركة (Elbit Systems UK) في منطقة فيلتون، وهي شركة تابعة لمجموعة “إلبيت” الإسرائيلية المتخصصة في الصناعات الدفاعية.
ناشط بريطاني يواجه تهمًا جنائية مُشدّدة
ويواجه بلاستو والمجموعة، المعروفة إعلاميًّا بـ”فيلتون 18″، اتهامات تشمل الإتلاف الجنائي، والإخلال بالنظام العام، والسطو المشدد، وهي تهم ينفونها جميعًا.
وكانت جلسة سابقة في المحكمة قد كشفت عن استخدام مركبة لاقتحام أبواب المبنى خلال الحادثة، ما أسفر عن إصابة ضابطَي شرطة وأحد عناصر الأمن.
ومع أنه لم تُوجَّه لأي من المتهمين تهمٌ تتعلق بالإرهاب رسميًّا، فقد ذكرت وزارة الداخلية البريطانية في تصريح سابق لـ”بي بي سي” أن “النيابة العامة ترى أن هناك أدلة كافية لعرضها على المحكمة تشير إلى وجود صلة بين هذه التهم وأعمال إرهابية”.
رفض الكفالة رغم التعهدات!
وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، أعربت والدة الناشط، جين بلاستو، عن صدمتها من استمرار احتجاز ابنها دون محاكمة، قائلة: “نشهد حاليًّا موجة من الاعتقالات ذات الطابع السياسي في بريطانيا… هناك ناشطون من “بال أكشن” وآخرون من حركة (Just Stop Oil)، لكن لا أحد من المعتقلين قضى مدة أطول من ابني وزملائه قبل المحاكمة”.
وأكدت بلاستو أن ابنها تقدم بطلب للإفراج المشروط، متعهدًا بالبقاء في منزلها تحت شروط صارمة، تشمل وضع سوار إلكتروني، ومراقبة دائمة، مضيفة: “ناقشنا مع المحكمة أكثر الشروط تشدّدًا، والتي كانت ستجعله فعليًّا قيد الإقامة الجبرية، حتى إنني عرضت دفع كفالة قدرها 50 ألف باوند من إرثي الخاص، لكن الطلب رُفض بلا مبرر مقنع”.
وتابعت بمرارة: “ابني لم يكن عنيفًا قط، ما يحدث له هو انتهاك صارخ وغير مبرر. فكرة أنه قد يُسجن 21 شهرًا دون محاكمة أمر لا يُصدق ويبعث على الغضب”.
الشركة الإسرائيلية تنفي التورّط… وتلتزم الصمت
ومع أن شركة (Elbit Systems UK) تتعرض لانتقادات متزايدة من قبل منظمات حقوقية وناشطين، فقد نفت بشكل قاطع تزويدها الجيش الإسرائيلي بأي مُعَدات عسكرية، ووصفت هذه الادعاءات بأنها “باطلة تمامًا”. وأكد متحدث باسم الشركة أنه لا يمكنهم التعليق على قضايا قانونية جارية.
تجدر الإشارة إلى أن (Elbit Systems UK) تُدير عملياتها بطريقة منفصلة عن الشركة الأم في إسرائيل، إلا أن حركة “بال أكشن” تتهمها بالمساهمة في جرائم حرب ضد الفلسطينيين من خلال تزويد الجيش الإسرائيلي بتقنيات عسكرية متقدمة.
موقف منصة العرب في بريطانيا
نُعرب في منصة العرب في بريطانيا عن قلقنا العميق إزاء استمرار احتجاز ناشطين سياسيين لفترات طويلة قبل المحاكمة، ولا سيما في قضايا تتعلق بحرية التعبير والاحتجاج السلمي.
ونؤكد ضرورة احترام مبادئ العدالة والشفافية، وضمان إجراء محاكمات عادلة دون تأخير. كما ندعو السلطات البريطانية إلى مراجعة سلوكها تجاه الناشطين، وتفادي اتخاذ القانون الجنائي أداة لكبح الحركات الاحتجاجية المناهضة للسياسات المرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
- شركة الأسلحة الإسرائيلية إلبيت سيستمز تخسر 460 ألف باوند
- نواب بريطانيون يحققون مع الوزراء بشأن صادرات الأسلحة إلى إسرائيل
- جامعة كينغز كوليدج تُسجّل سابقة: سحب الاستثمارات من شركات الأسلحة المرتبطة بإسرائيل
الرابط المختصر هنا ⬇