ميزات الدراسة في بريطانيا: جودة التعليم، فرص العمل المتوفرة، تطور البحث العلمي
تشتهر بريطانيا بجودة نظامها التعليمي وتطور البحث العلمي، الذي تقف وراءه مجموعةٌ من أعرق الجامعات ومراكز الأبحاث في العالم.
ونستعرض لكم بعض الأسباب وراء السمعة الجيدة للنظام التعليمي في بريطانيا:
ما العوامل التي تقف وراء جودة التعليم الجامعي في بريطانيا؟
1- الجامعات العريقة:
في العادة تحتل الجامعات البريطانية المراكز الأولى ضمن قوائم أفضل جامعات العالم، ولا ينافسها في ذلك إلا الجامعات الأمريكية. ونذكر من أبرز الجامعات العريقة في بريطانيا: جامعة أكسفورد، وجامعة كامبريدج وجامعة إمبريال كوليدج لندن، وكلية كوليج لندن. جدير بالذكر أن معظم خريجي هذه الجامعات يشغلون مراكز مهمة في عمليات صنع القرار على مستوى العالم.
2- تنوع الاختصاصات والصفوف الجامعية:
توفر الجامعات في بريطانيا عددًا كبيرًا من الاختصاصات، بحيث تلبي جميع الاهتمامات والتطلعات المهنية، سواء في مجال الفنون أو العلوم أو الهندسة أو إدارة الأعمال، فضلًا عن اختصاصات العلوم الإنسانية.
3- تطبيق معايير الجودة:
تلتزم جامعات بريطانيا بمعايير أكاديمية صارمة للحفاظ على جودة الخدمات التعليمية، ومن الهيئات المشرفة على هذه المعايير: وكالة ضمان الجودة الخاصة بالتعليم العالي (QAA) إلى جانب مكتب الطلاب (OFS). ويمكن القول: إن الالتزام بتطبيق هذه المعايير هو ما حافظ على جودة الخدمات الجامعية، والسمعة الأكاديمية الجيدة لأنظمة التعليم في بريطانيا.
وتجدون هنا أفضل جامعات بريطانيا للتعليم العالي وفقا لآخر التصنيفات الوطنية.
4- المشاركة في الأبحاث:
تأتي الجامعات البريطانية في مقدمة المؤسسات التعليمية من حيث تأمين البيئة البحثية للجميع، وتستثمر الحكومة البريطانية مبالغ طائلة لتطوير البحث العلمي الأكاديمي، ولعل أبرز ما يميز الجامعات البريطانية عن نظيراتها في أوروبا هو إتاحة إجراء الأبحاث بالتعاون مع كبار الأكاديميين والباحثين، وسهولة الوصول إلى المجتمع والاستعانة بالخبرات الأكاديمية.
5- التنوع الثقافي:
يقصد الطلاب جامعات بريطانيا من جميع أنحاء العالم، ما شكّل نسيجًا ثقافيًّا غنيًّا ومتنوعًا في المجتمع الأكاديمي البريطاني، لذلك يسهل على الطلاب في بريطانيا تكوين روابط مع زملائهم في الدراسة، والتعاون مع الطلاب الآخرين الذين ينتمون إلى ثقافات أخرى.
6- ارتفاع إمكانية التوظيف:
يمكن القول إن التصنيف المرتفع لجامعات بريطانيا وقوة الشهادات الصادرة عنها هما السبب الرئيس في إتاحة فرص عمل مستقبلية لخريجي هذه الجامعات. وإلى جانب ذلك فإن الجامعات في بريطانيا تجهز طلابها عادةً وفق متطلبات سوق العمل، وتركز على تنمية بعض المهارات الأساسية للطلاب، مثل التفكير النقدي ومهارات التواصل والتحليل، فضلًا عن الدعم المهني المقدم للطلاب وتأمين برامج التدريب المهني ضمن الجامعة أثناء الدراسة، وفرص عمل خارجية بعد التخرج.
7- مرونة برامج الدراسة:
توفر الجامعات البريطانية خيارات واسعة من البرامج الدراسية، منها برامج الدوام الجزئي أو الدوام الكامل، إضافة إلى إمكانية حضور الجلسات الدراسية الجامعية عبر الإنترنت، ما يساعد الطلاب على اختبار الصفوف الجامعية المناسبة لاحتياجاتهم وظروفهم الشخصية.
8- فرص التواصل وتشكيل العلاقات:
يحظى طلاب الجامعات البريطانية بفرصة أكبر لبناء شبكة تواصل عالمية مع طلاب الجامعات والمراكز البحثية الأخرى، ما يعود بفائدة كبيرة على مسيرتهم المهنية في المستقبل.
9- اعتماد طرق تدريس مبتكرة:
تعتمد الجامعات البريطانية أساليبَ تعليمية أكثر تطورًا وتأثيرًا مقارنةً ببقية الجامعات الأوروبية، وتتجاوز في ذلك حدود المحاضرات التقليدية، عبر إقامة الندوات والجلسات التدريبية بالتعاون مع المؤسسات التعليمية الأخرى.
10- الخدمات المقدمة للطلاب الأجانب:
تقدم الجامعات خدمات شاملة في سبيل دعم الطلاب الأجانب في بريطانيا، ويشمل ذلك: برامج التوجيه والإرشاد الأكاديمي والخدمات الاستشارية والمساعدة في شؤون التأشيرة والهجرة. وتساعد شبكة الدعم هذه الطلاب على تجاوز عقبات الدراسة في الخارج، وتضمن لهم الانتقال السلس إلى الحياة العملية في المملكة المتحدة، كما أنهم يستفيدون من خدمات الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية والنفسية.
ما القطاعات الرئيسية لسوق العمل في بريطانيا؟
تزخر السوق البريطانية بالعديد من فرص العمل المتنوعة، ولا سيما في مجالات التكنولوجيا والخدمات، بعد أن ضاعفت بريطانيا إنتاجها في قطاع الخدمات، في أعقاب التحول الاقتصادي الذي شهدته بريطانيا في ثمانينيات القرن الماضي.
وفيما يلي بعض القطاعات التي توفر فرص عمل لخريجي الجامعات البريطانية:
1- قطاع التكنولوجيا:
يزداد الطلب على الموظفين المتخصصين بتكنولوجيا المعلومات، في ظل ازدهار الشركات ضمن هذا القطاع، وفي الغالب توظف هذه الشركات خريجين متخصصين في تطوير البرمجيات، وغيرهم من العاملين في مجال الأمن السيبراني وتحليل البيانات، وفي العادة تتركز فرص العمل هذه في المدن الكبيرة، مثل: لندن ومانشستر وكامبريدج.
2- قطاع الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية:
تعمل الحكومة البريطانية على زيادة استثمارها في قطاع الرعاية الصحية؛ نظرًا إلى ارتفاع معدلات الشيخوخة، وزيادة الحاجة إلى خدمات الرعاية الصحية. ويعاني قطاع الصحة في بريطانيا نقصًا في الفِرَق الطبية، ما سبّب الأزمة التي تعصف بهيئة خدمات الصحة البريطانية.
لذلك تستقبل المؤسسات الطبية عددًا من الأطباء والصيادلة والاستشاريين الطبيين، إلى جانب الموظفين من أصحاب الخبرة في قطاع الرعاية الاجتماعية.
3- قطاع المصارف والأموال:
تُعَد العاصمة البريطانية لندن من أهم المراكز المالية العالمية، ما يفسر وجود عدد كبير من مكاتب وشركات المحاسبة إلى جانب المصارف والبنوك، وتبحث هذه المؤسسات المالية عادةً عن خبراء في الاستثمار وموظفين مختصين في إدارة الأزمات المالية، إلى جانب المحاسبين، ولا تقتصر فرص العمل هذه على لندن، إذ تنشط المؤسسات المالية أيضًا في إدنبرة ومانشستر.
4 -الهندسة:
تطلب السوق البريطانية مهندسين في قطاعات مختلفة، ومن اختصاصات هندسية متنوعة مثل الهندسة الميكانية والمدنية والكهربائية بالإضافة إلى هندسة الطيران، وتكتسب هذه الاختصاصات أهميتها كونها تدخل بشكل مباشر في مشاريهع تطوير البنية التحتية والصناعية وقطاعات الطاقة والنقل.
5- قطاع السياحة:
تكثر المرافق السياحية في المدن البريطانية االتي تنتشر فيها الفنادق والمطاعم، بالإضافة إلى مكاتب وشركات السياحة التي تعتبر من أهم روافد الاقتصاد البريطاني، ولعل أبرز المدن التي توفر فرص عمل ضمن قطاع السياحة هي العاصمة لندن والعاصمة الإسكتلندية إدنبرا ومدينة باث السياحية، ويجذب سوق العمل السياحي في بريطانيا الطلاب الأجانب الذين يعمل الكثير منهم في المطاعم لتغطية مصاريفهم الدراسية.
6- قطاع التعليم:
يمكن القول أن المؤسسات الدراسية البريطاني في طلب مستمر على الكوادر التعليمية والأكاديمية ويعود ذلك بشكل رئيسي لكثرة المدارس والجامعات في بريطانيا وتنوع اختصاصاتها، بالإضافة إلى وجود العديد من مؤسسات التعليم المهني.
7- قطاع البناء والبنية التحتية:
تشهد المدن الكبرى في بريطانيا توسعًا عمرانيًا، وتطويرًا لمشاريع البنية التحتية، وهو ما يخلق الحاجة لخبراء البناء وخريجي الهندسة المعمارية، وخبراء المسح، والإنشاء.
8- القطاعات الفنية والإبداعية:
تندرج المؤسسات الإعلامية والإعلانية، ودور السينما والتلفزيون والأزياء ضمن القطاعات الإبادعية في بريطانيا، وتوفر هذه المجالات فرص مل للكتاب والمصممين والفنانين وصناع الأفلام، لكن العمل ضمن هذه القطاعات قد يكون أكثر تنافسيةً بالمقارنةً مع القطاعات الخدمية الأكثر، لقلة فرص العمل المتوفرة ضمنها.
ما المؤسسات التي تعنى بالبحث العلمي في بريطانيا
يغطي البحث العلمي في بريطانيا مجالات حيوية واسعة وعددًا كبيرًا من التخصصات، كما أنه أساسي ضمن العديد من الجامعات والمؤسسات العلمية المرموقة.
وفيما يلي نقدم لمحة عن المؤسسات التعليمية التي تعتمد البحث العملي في بريطانيا، وفقا لمعلومات المجلس البريطاني:
1- الجامعات:
تعتبر الجامعات في بريطانيا مراكزًا رئيسية لليحث العلمي، وعادةً ما تجري هذه الجامعات البحوث الأساسية والتطبيقية في جميع التخصصات، ومن بين أشهر الجامعات التي تجري الأبحاث العلمية في بريطانيا، جامعة كامبريد وأكسفورد وإمبريال كوليد وكلين لندن.
2- المعاهد البحثية:
إلى جانب الجامعات، تضم بريطانيا العديد من المعاهد والمراكز البحثية المتخصصة في مجالات علمية محددة، مثل معهد فرانسيس كريك لأبحاث الطب الحيوي، ومعهد آلات يتورنج لعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي، ومركز كولهام للطاقة الاندماجية.
3- المؤسسات البحثية الحكومية:
تشرف الوكالات الحكومية البريطانية على العديد من المراكز المختصة بإجراء الأبحاث في قطاعات مثل الدفاع والطاقة والعلوم البيئية، ولعل المؤسسات البحثية الحكومية مؤسسة الأسلحة الذرية للبحث والتطوير النووي، بالإضافة إلى مكتب الأرصاد الجوية وأبحاث المناخ.
4- مراكز الأبحاث الصناعية:
تعود ملكية معظم مراكز الأبحاث الصناعية للشركات العاملة في قطاعات مثل صناعة الأدوية، والشركات المتخصصة بالعلوم الفضائية، بالإضافة للشركات ضمن القطاع التكنولوجي، وتلك التي تعمل في مجالات البحث والتطوير، تساهم مراكز الأبحاث هذه في تعزيز التقدم العلمي، وتنمية الابتكار والإبداع.
ما أبرز مجالات البحث العلمي في بريطانيا؟
1- العلوم الطبية والحيوية:
تتمتع بريطانيا بدور فعال ومؤثر في أبحاث الطب الحيوي، خاصة في بعض المجالات الطبية مثل علم الوراثة، وعلم الجينوم، واكتشاف الأدوية، والرعاية الصحية، هذا وتجري بعض المؤسسات العلمية مثل معهد ويلكوم سانجر، والمعهد الوطني للأبحاث الصحية أبحاثًا طبية لزيادة فهم أسباب الأمراض، ودراسة أفضل الأساليب لتقديم الرعاية للمرضى.
2- العلوم الفيزيائية والهندسية:
تعتبر الأبحاث الفيزيائية والكيمائية والأبحاث في علوم المواد والهندسة من بيع الأكثر شيوعًا في الجامعات ومراكز الأبحاث والتطوير في بريطانيا.
وقد ساهم باحثو الجامعات في بريطانيا بإنجازات عالمية ضمن مجالات معينة مثل التكنولوجيا الكمومية وتكنولوجيا النانو والطاقة المتجددة.
3- علوم البيئة والأرض:
تشكل أبحاث البيئة وعلوم الأرض محورًا لاهتمام العديد من الجامعات والمؤسسات البحثية في بريطانيا، في ظل تعاظم التحديات البيئية والمناخية، ولعل أبرز مؤسسات الأبحاث البريطانية المتخصصة بشؤون البيئية، هي هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا، ومجلس أبحاث البيئة الطبيعية.
4- العلوم الاجتماعية والإنسانية:
تتمتع الجامعات البريطانية بإرث أكاديمي عريق فيما يتعلق الأبحاث الاجتماعية والإنسانية، وتضم هذه الجامعات سجلًا طويلًا من الأبحاث في علم الاقتصاد والاجتماع والتاريخ والأدب، ولا زالت الباحثون الأكاديميون في بريطانيا يقدمون المزيد من الأطروحات لفهم المجتمع والثقافة والسلوك البشري.
5- التعاون مع الجهات الدولية:
يتعاون الباحثون في بريطانيا مع شركاء دوليين لإكمال مشاريعهم العلمية، ويساهمون بشكل كبير في شبكات ومبادرات البحث العالمية، ويتمتع العديد منهم بعضوية ضمن منظمات مثل وكالة الفضاء الأوروبية، ويشاركون في برامج علمية، مثل برنامج البحوث متعددة الجنسيات التي تسهل التعاون الدولي بين العلماء والباحقين.
وتركز المشاريع البحثية الدولية على تعزيز التعاون بين الأوساط الاكاديمية من جهة والسياسات الحكومية والصناعات التطبيقية من جهة أخرى، للمساهمة في تبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا وتوفير البيئة المطلوبة لتنمية الابتكار والإبداع.
دعم وتمويل الأبحاث، تقدم الحكومة البريطانية التمويل المطلوب لإجراء الأبحاث العلمية، إلى جانب المنظمات الخيرية.
ونستعرض في القائمة التالية أشكال وطرق تمويل الأبحاث العلمية:
1- مجالس البحث:
تعتمد الحكومة البريطانية على عدد من المجالس لتمويل البحث العلمي في بريطانيا، ويشرف كل مجلس من هذه المجالس على تمويل الأبحاث ضمن اختصاص معين دون غيره، ومن أمثلة ذلك: مجلس أبحاث العلوم الهندسية والفيزيائية، ومجلس أبحاث التكنولوجيا الحيوية والعلوم البيولوجية، ومجلس الأبحاث الطبية.
2- تمويل المشاريع المبتكرة:
تشرف بعض الوكالات الحكومية مثل الوكالة البريطانية للأبحاث والابتكار، على تمويل البرامج والمنح المخصصة للمشاريع التعاونية المبتكرة، والمشاريع الهادفة لتسويق التكنولوجيا.
3- المؤسسات الخيرية:
تلعب بعض المؤسسات الخيرية في بريطانيا دورَا مهمًا في تمويل البحث العلمي، وخاصة في مجالات مثل العلوم الطبية الحيوية، والعلوم الإنسانية ولعل أبرز هذه المنظمات هي Welcome Trust، و Leverhulme.
اقرأ أيضا:
الرابط المختصر هنا ⬇