ميريام فرانسوا: من ممثلة في هوليوود إلى وجه يروي قسوة الواقع
لن تتردد في مشاهدة حلقة بودكاست عرب مرتين لكي يكون بإمكانك استجماع قصص ميريام فرانسوا وقناعاتها المكتنزة داخل عقلها الجريء والفذ، وشعورها الإنساني وحسها المرهف.
كنّا في منصة العرب في بريطانيا على موعد مع شخصية برزت في الأحداث الأخيرة لغزة، ولكنها كانت تناضل برأيها وفكرها قبل ذلك بكثير. ميريام فرانسوا مَن هي يا تُرى؟
أحب الدائرة الرمادية!
تقول ميريام عن طفولتها وتصورها لنفسها عندما تكبر: إن أقصى ما كانت تتمناه هو أن تصبح ممثلة في هوليوود، وهذا ما حققته باكرًا في طفولتها، لكنها كانت تُسائِل نفسها دائمًا فتقول: متى سأكف عن تجسيد أدوار الآخرين، وأُبرِز للعالم شخصيتي وحقيقتي؟
ومن هنا بدأت رحلة فرانسوا في البحث، واهتدت إلى الإسلام، ثم أصبحت تميل إلى الاشتغال بالصحافة وإيصال الحقيقة إلى العالم.
وعند معرفة الحقائق، لم ترَ فرانسوا نفسها يومًا بريطانية فعلًا. وهي تحب لندن -مثلًا- لأنها ترى فيها متسعًا للآخرين. وهذا ما تعتبره فرانسوا المساحة الرمادية التي يستطيع الجميع أن يتحرك فيها. ومن هنا تشير فرانسوا إلى أنها لا تشعر أنها بريطانية حقًّا رغم أنها وُلِدت في بريطانيا. فضلًا عن انتماءاتها الإيرلندية التي جعلتها تشعر دومًا بثقل وطأة الاستعمار البريطاني ووقع الظلم الذي سببه ذلك الاستعمار. وعليه، فهي بالفعل تشعر بأنها فرنسية أكثر من شعورها بأنها بريطانية.
فرانسوا وفلسطين
لا توفّر فرانسوا ابتسامتها وهي تتحدث عن زيارتها “الروحية” لفلسطين كما تحب أن تسميها. فهي بعد إسلامها آثرت الذهاب إلى القدس؛ لتكمل رحلتها الروحية بعد اعتناقها الإسلام. وأرادت أن تسبر أغوار هُوِيتها الإسلامية الجديدة ضمن مساحة غالبيتها من المسلمين، لتجد جزءًا كبيرًا من تلك الروحانية فعلًا. ولم تخذلها الأرض المقدسة في ذلك بتاتًا. لكن واقع الاحتلال الأليم كان بانتظارها كذلك!
اشتمت فرانسوا رائحة العنصرية والانحياز في شتّى أشكاله هناك. فقالت: إنها كانت تبدو فلسطينية أو لبنانية بسبب ارتدائها الحجاب، وبذلك كانت ترى الوجه القبيح في التعامل معها على أنها فلسطينية. وما كانت تلبث أن تُظهِر جواز السفر الفرنسي حتى كان التعامل يختلف! وليس التعامل فحسب، بل نوع العلاج والخدمات المقدّمة لها. وقد شعرت بالظلم على إثر ذلك، حيث إن الأمر لا يبدو بشريًّا البتة.
وفي الحلقة تستطيعون الاستماع للقصص التي مرّت بها هناك، والاستماع إليها يبدو أجمل؛ لأن جزءًا من القصة يكمن في تعابير وجهها.
أبجديات يتجاهلها رؤساء أمريكا!
عندما سأل عدنان ميريام عن إحدى القصص التي لا تنساها أثناء دراستها في المغرب، ذكرت قصة مثيرة، قالت فيها: حين حضرت فعالية دينية تشاركية (مسيحية يهودية) كانت تستضيف جورج بوش، وكان من الحضور أحد الأئمة المسلمين، الذي سأل جورج بوش الابن عن عدم وجود الديانة الإسلامية ضمن الفعالية، لتكون إجابة جورج بوش بأنها فعالية معنية بالتشابه بين المعتقدات المسيحية واليهودية، وعندئذ تساءل الإمام عن الشيء الذي يتشارك فيه المسيحيون واليهود ولا يفعله المسلمون، لتكون إجابة بوش الابن الصاعقة و”الساذجة” -بحسَب اعتقاد ميريام- بأن وجه التشابه هو “السيد المسيح”!
ومن البديهي لأي مهتم بالأديان -كما تقول فرانسوا- بأن “السيد المسيح” هو ما تتشارك به الديانتان المسيحية والإسلامية، لا ما تتشارك به الديانة المسيحية والديانة اليهودية. لكن هذا الجهل “المتعمّد” -كما تقول فرانسوا- هو الذي يعيد تشكيل خريطة العالم بطريقة جائرة، ولا سيما منطقة الشرق الأوسط، التي تعرضت لكثير من الدمار بسبب التحيز والعنجهية اللذين أظهرهما رؤساء أمريكا المتعاقبون على الرئاسة منذ عقود. والعراق خير دليل على ذلك، وهو ليس الدليل الوحيد.
وكما أخبرتكم قبل قليل، لا أريد أن أُفسِد عليكم لحظات سماع القصص الكثيرة التي مرت بها فرانسوا بذكرها هنا؛ فوجه فرانسوا يخبركم بالكثير.
أرجو لكم مشاهدة ممتعة..
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
ماذا تعريفية عما يحدث فى أبناء الوطن الواحد والتمييز العنصري السافر بين المسلمين والمسيحيين .اسالي إبراهيم عيسى و.د.خالد منتصر و.د.طارق ابو حجي و.ا.فاطمه ناعوت …وغيرهم كثيرين من الأفاضل…ونحن لا تقبل أبدا ما يحدث في فلسطين ..وهل هم المسلمين فقط والمسيحيين أكثر بكثير بقتلهم وهدم كنائسهم والعالم يتفرج عجبي ..لانه دوله .ضد دوله .أما أبناء الوطن الواحد اخوه .اسألي وانت أيها السائل ألم تعلم بما يحدث من حولك ياريت نغير ما بأنفسنا اولا الي الافضل والأحسن …وشكرا …