العرب في بريطانيا | موجة الحر الشديدة تدفع بريطانيا نحو الغرق في ال...

1446 ربيع الأول 4 | 08 سبتمبر 2024

موجة الحر الشديدة تدفع بريطانيا نحو الغرق في الفوضى

موجة الحر الشديدة تدفع بريطانيا نحو الغرق في الفوضى
فريق التحرير July 18, 2022

شهدت بريطانيا حالة من الفوضى والاضطرابات بدءًا من الإضرابات والمشكلات في قطاع النقل والسفر وصولًا إلى التضخم المتزايد والزيادة الأخيرة في أعداد المصابين بكورونا واستقالة رئيس الوزراء، ومؤخرًا أعلن مكتب الأرصاد الجوية أن موجة الحر الشديدة التأثير ستضرب البلاد وتعزز حالة الفوضى فيها.

ومن المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 35 درجة مئوية بعد أن أصدر مكتب الأرصاد التحذير الأحمر ما يعني الحالة القصوى في أجزاء من إنجلترا -وخصوصًا في لندن- وسط تزايد المخاوف من أن تتجاوز درجة الحرارة 40 درجة مئوية.

وقد يصاحب ذلك انقطاع في التيار الكهربائي في بعض المناطق، وستُلغى الرحلات الجوية التي قد تعرض حياة الناس للخطر بموجب حالة الطوارئ الوطنية التي أُعلِنت للمرة الأولى بسبب ظروف الحر، وستكون سارية يومي الاثنين والثلاثاء (18-19) تموز/يوليو.

ويأتي ذلك وسط حالة من الفوضى السياسية التي تشهدها البلاد فضلًا عن التدهور الاقتصادي.

وبينما توقَّعت متاجر السوبر ماركت زيادة في مبيعات المثلجات التي ستحقق أرقامًا قياسية، رحَّبت المنتجعات الساحلية بجميع المصطافين.

كيف ساهمت موجر الحر الشديدة بتعزيز مشاهد الفوضى العارمة في المملكة المتحدة 

ولوَّح المسؤولون عن البنية التحتية في المملكة المتحدة باحتمال وقوع الأسوأ، حيث تواجه البنية التحتية للكهرباء ضغطًا وإجهادًا بسبب زيادة استخدام أنظمة التبريد نظرًا إلى الحر الشديد، وأدى بطء الرياح إلى تراجع توليد الكهرباء.
وتعمل شركات السكك الحديدية على تخفيض سرعة القطارات بعد أن تعرضت السكك للتقوس والتهتك في البنية بسبب درجات الحرارة العالية.

أما هيئة خدمات الصحة الوطنية فقد أعربت عن قلقها من ارتفاع عدد المرضى بسبب توافد العديد من المصابين بالاجهاد الحراري.

وقال بيني إندرسبي المدير التنفيذي لمكتب الأرصاد الجوية: “لطالما رأينا في الأجواء الدافئة فرصة جيدة للاستمتاع واللعب تحت أشعة الشمس، لكن ما نشهده اليوم مختلف تمامًا”.

هذا وقد تسببت درجات الحرارة المرتفعة في مشكلات مختلفة في جميع أنحاء أوروبا؛ فقد شُلَّ القطاع الزراعي في فرنسا، في حين اضطرت إسبانيا إلى قطع المياه عن بعض المناطق، وأُعلِنت حالة الطوارئ القصوى في بعض الأجزاء من إيطاليا.

ويبدو فصل الصيف مختلفًا هذا المرة في بريطانيا، فقد تصل درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة، في حين أن اليونان شهدت بالفعل حرائق في الغابات.

وكان خبراء الأرصاد الجوية يركزون في الآونة الأخيرة على الشتاء المرتقب، حيث ستؤدي برودة الطقس إلى ارتفاع فواتير الطاقة التي من المقرر أن يقفز سعرها مرة أخرى في شهر تشرين الأول/أكتوبر وسط تفاقم أزمة المعيشة في البلاد.

كما شهدت المملكة المتحدة إلغاء عدة رحلات للقطارات بسبب الإضراب، إلى جانب مشاهد الطوابير الطويلة في المطارات وفقدان الأمتعة، واستقالة رئيس الوزراء بعد سلسلة من الفضائح، حيث سيطر السباق الانتخابي للفوز بمنصب رئاسة الوزراء على المشهد في بريطانيا، إلى جانب أخبار الطقس و موجة الحر الشديدة.

وستفرض الحرارة ضغطًا إضافيًّا على محطات توليد الطاقة في المملكة المتحدة التي تتعرض أصلًا لمشكلات حقيقية بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، كما ستستهلك مكاتب الشركات

في لندن مزيدًا من الطاقة الكهربائية لتشغيل أنظمة التبريد.

وقد يؤدي ذلك إلى تضاعف الحمل على البنية التحتية للشبكة الكهربائية التي لن تستطيع توليد نفس مقدار الطاقة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وفي هذا الصدد قالت إحدى المجموعات الصناعية: “إن شبكة الكهرباء البريطانية مجهزة للتعامل مع الضغوط القصوى، لكن محطات التشغيل في المناطق المتأثرة بموجات الحر قد زادت من استعداداتها لمواجهة التأثيرات الشديدة للحر؛ عملًا بالتحذير الذي أصدره مكتب الأرصاد الجوية”.

كما أن شبكة توليد الكهرباء ستعاني من انخفاض سرعة الرياح بسبب موجة الحر الشديدة، مما يحرم بريطانيا من أكبر مصادر الطاقة البديلة، ومن المتوقع أن تولِّد العنفات الكهربائية أكثر من 2 جيجاوات من الطاقة يوم الاثنين، ما يجعل شبكة الكهرباء أكثر اعتمادًا على الغاز الطبيعي الباهظ الثمن.

وستساعد الطاقة الشمسية على تخفيف العبء، لكن عدد الألواح الشمسية أقل بكثير من عدد العنفات المولدة للتيار الكهربائي في بريطانيا.

وقال نايجل أرنيل الأستاذ في المناخ من جامعة ريدنغ: “لقد صُمِّمت بنيتنا التحتية للتعامل مع الظروف الطبيعية، ومع أن البعض يعتقد أن البنية التحتية تستطيع مواجهة الظروف المناخية القصوى، فإننا نشهد مستوى غير مسبوق من الطقس الحار، وتُظهِر الأدلة أننا غير مستعدين بما فيه الكفاية لمواجهته”.

موجة الحر الشديدة تفرض المزيد من الضغوط على الشبكة الكهربائية 

وبالحديث عن قطاع النقل، تواجه بريطانيا صيفًا فوضويًّا فيما يتعلق بالنقل، حيث تخطط العديد من النقابات العمالية لشن إضراب في تموز/يوليو الحالي بسبب انخفاض الأجور وتردّي ظروف العمل، وقد توقف السفر عبر القطارات مؤخرًا في معظم أنحاء البلاد.

وحذرت شركة (Network Rail) من احتمال حدوث اضطرابات شديدة يومي الاثنين والثلاثاء، مع فرض مزيد من القيود على سرعة القطارات في إنجلترا وويلز بين الساعة الـ 12 ظهرًا والـ 8 مساء، ونصح المتحدث باسم الشركة الركاب بالسفر عند الضرورة فقط.

ووُجِّه السائقون إلى شرب كميات كافية من الماء للمحافظة على الرطوبة، وصرَّحت هيئة الطرق السريعة أن بنية الطرق في المملكة المتحدة قد صُمِّمت لتحمل ظروف المناخ القاسية.

هذا ويعاني عمال القطاع الصحي وهيئة خدمات الصحة الوطنية من الإجهاد الشديد بسبب الأعداد الهائلة من المرضى الذين ما زالوا ينتظرون العلاج في الأقسام التي أُغلقت أثناء تفشي الوباء.

وقد يؤدي نقص الموظفين إلى زيادة أوقات انتظار المرضى في قسم الطوارئ، بينما سجلت سيارات الإسعاف تأخيرًا كبيرًا في الوصول إلى المرضى.

وستتفاقم أزمة القطاع الطبي مع انتشار موجة جديدة لكورونا بسبب متحور أوميكرون الشديد العدوى، وكشفت إنجلترا أن نسبة الإصابات بكورونا بلغت شخصًا واحدًا من كل 19 شخصًا خلال الأسبوع الأخير من شهر حَزيران/يونيو، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني.

وهو ارتفاع ملحوظ إذا ما قورن بالنسبة السابقة التي بلغت حالة إصابة واحدة من بين كل 25 شخصًا، ويؤدي هذا الارتفاع في الأعداد إلى زيادة عدد مرات دخول المستشفى.

وستفاقم موجة الحر الشديدة من الضغوط التي يتعرض لها القطاع الصحي، حيث سيقصد مزيد من الناس المستشفيات بسبب إصابتهم بضربات الشمس، كما ترد العديد من الحالات لقسم الطوارئ، ويصاب العديد من الناس بعوارض صحية بسبب شرب للكحول في أوقات الحر.

وستتعرض المحال التجارية لضغط كبير أيضًا من أجل تأمين حوائج الناس من المرطبات والمثلجات والعصائر.

إذ توقعت سلسلة سوبر ماركت تيسكو بيع أكثر من 9 ملايين قطعة مثلجات في الأسبوع المقبل، وهو رقم قياسي، ومن المتوقع أيضًا بيع 9 ملايين زجاجة مشروب، إضافة إلى 50000 زجاجة من عصير الفواكه الصيفي.

ويواجه منتجو العصائر مشكلة حقيقة في تلبية الطلبات المتزايدة.

لكن النبأ الجيد هو أن موجات الحر الشديدة في العادة تكون قصيرة الأمد، ما يبعث التفاؤل لدى المزارعين وفقًا لجاك وارد المدير التنفيذي لاتحاد المزارعين البريطانيين، لكن البلاد تتأثر أيضًا بتراجع هطول الأمطار كما في أماكن أخرى من القارة الأوروبية.

وقال جاك وارد: “إن البازلاء والخس والتفاح أكثر عرضة للإصابة بالآفات الزراعية ولا يمكن حماية المحاصيل، ولكن الظروف المناخية ليست ذات تأثير كارثي على الزراعة، وهذه المشكلات قد تحصل في فصل الصيف”، وأضاف: “إن الحرارة الشديدة تسبب حالة من الضيق الشديد للنباتات والناس، لكن طالما أنها قصيرة الأمد فسنتمكن من تجاوزها بأقل الخسائر”.

 

 

 

المصدر : Business Times


 

اقرأ أيضاً : 

إلغاء مواعيد المستشفيات والفعاليات في بريطانيا بسبب موجة الحر

حثّ سكان لندن على عدم التنقل بقطارات الأنفاق أثناء موجة الحر

كيف تحافظ على سلامتك أثناء موجة الحر في بريطانيا؟

خريجو AUK

loader-image
london
London, GB
12:48 am, Sep 8, 2024
temperature icon 17°C
broken clouds
Humidity 89 %
Pressure 1005 mb
Wind 6 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 0 km
Sunrise Sunrise: 6:24 am
Sunset Sunset: 7:31 pm