مع تصاعد درجات الحرارة في المملكة المتحدة وغياب أنظمة التكييف عن معظم المنازل، يجد المواطن البريطاني نفسه أمام سؤال بسيط لكنه محوري: هل يُفترض فتح النوافذ لتبريد المنزل أم إبقاؤها مغلقة؟
ورغم شيوع استخدام المراوح الكهربائية كخيار أولي لمواجهة الحرارة، فإن الكثيرين يُقبلون على فتح النوافذ اعتقادًا بأنها ستتيح تهوية طبيعية. لكن خبراء البناء والطاقة يحذرون من أن هذه الخطوة قد تكون خادعة بل ومضرة أحيانًا.
التبريد لا يعني التهوية دائمًا

جون سمول، مؤسس شركة Ty Eco للبناء البيئي في المملكة المتحدة، يؤكد أن فهم سلوك الحرارة داخل المنازل هو مفتاح الحل. ويتّبع سمول مبادئ البناء وفقًا لمعايير PassiveHaus UK التي تركّز على تقنيات العزل الحراري وتقليل التبادل الحراري مع الخارج.
ويقول سمول: “إذا كانت درجة الحرارة داخل المنزل أقل من الخارج، فإن فتح النوافذ لا يؤدي إلا إلى إدخال المزيد من الهواء الساخن، ما يفاقم المشكلة.”
ويُفسّر الأمر علميًا بقوله: “الحرارة تدخل المنازل عبر مصدرين رئيسيين: الإشعاع الشمسي، والهواء الساخن. وتقليل تأثير هذين المصدرين يتم عبر إغلاق النوافذ والستائر خلال ساعات النهار.”
وفقًا للخبير البريطاني، الوقت الوحيد المناسب لفتح النوافذ هو من وقت متأخر في المساء حتى الساعة 9 صباحًا، وهي الفترة التي تكون فيها درجات الحرارة الخارجية أدنى من الداخل. خارج هذا الإطار الزمني، يُنصح بإبقاء النوافذ والستائر مغلقة للحفاظ على برودة المساحات الداخلية.
لكن سمول يُنبّه إلى أن الإحساس بدرجة الحرارة قد يكون مضللًا، ويقول: “في بعض الحالات، قد تكون درجة الحرارة داخل المنزل أعلى من الخارج، مما يستدعي عكس النصيحة. غير أن الاعتماد على الإحساس فقط ليس دقيقًا، لذا يُستحسن استخدام ميزان حرارة بسيط لتحديد الوضع الحقيقي.”
حلول إضافية في مواجهة الحرارة
بالإضافة إلى النصائح المتعلقة بالنوافذ، يقترح سمول استخدام أفلام الحماية العاكسة (privacy or reflective films) على النوافذ، وهي تقنية تُستخدم في البلدان ذات المناخ الحار وتُساهم في خفض درجات الحرارة داخل المنازل.
ويؤكد أن هذه الأفلام تعمل على “عكس الإشعاع الشمسي الخارجي، ما يمنع ارتفاع الحرارة الداخلية، دون التأثير على دخول الضوء الطبيعي، مع توفير خصوصية إضافية”.
موجات الحر والتهيئة العمرانية
تعكس هذه التوصيات مدى هشاشة البنية السكنية في بريطانيا أمام التغيرات المناخية المتسارعة، لا سيما في ظل غياب تجهيزات التكييف المركزية في أغلب المنازل، واعتماد البنية التحتية على مناخ معتدل لم يعد مضمونًا في ظل التحولات المناخية العالمية.
ومع تحذيرات مكتب الأرصاد الجوية البريطاني من قدوم “أكثر موجات العام حرارة حتى الآن”، تبرز الحاجة إلى مراجعة السياسات العمرانية، ودعم الأسر البريطانية بوسائل أكثر استدامة لمواجهة تغير المناخ داخل حدود منازلهم.
إقرأ أيّضا