تحقيق: مخاوف من مواد غير صحية في مياه الشرب في بريطانيا
كشفت تحقيقات صحيفة الغارديان بالتعاون مع مفتشية مياه الشرب في بريطانيا (DWI) عن وجود مركّبات كيميائية سامة في عيّنات مياه الشرب في 17 شركة مياه في إنجلترا، ما أثار مخاوف بسبب الأمراض الخطيرة الناتجة عن تراكم هذه المركّبات في جسم الإنسان.
مركّبات كيميائية سامة في مياه الشرب في بريطانيا!
وتُعتبر هذه المركّبات- المعروفة علميًّا باسم “بير- وبولي فلورو ألكيل” (per- and polyfluoroalkyl) أو “بي إف إيه إس” (PFAS)- من بين نحو 10000 مركّب كيميائيّ تُستخدَم على نطاق واسع في منتجات نستهلكها يوميًّا، مثل: رغوة إطفاء الحرائق والسجاد والأحذية والمواد المزيلة للبقع والملابس المقاومة للماء وأدوات الطهي ومواد تغليف الأغذية ومستحضرات التجميل، وغيرها من المنتجات التي تقاوم الشحوم والماء والزيت.
ويُطلق على هذه المركّبات “المواد الكيميائية الأبدية” (forever chemicals)؛ لأنها لا تتحلل بسهولة وتتراكم في أجسام البشر والحيوانات، وتوجد على نطاق واسع في التربة والماء والهواء.
وقد أثبتت بعض الدراسات أن مركّبَي (PFOS) و (PFOA) هما الأخطر لارتباطهما بأمراض خطيرة، مثل: سرطان الغدة الدرقية وانخفاض المناعة ومشاكل في الخصوبة وأمراض الكبد، إضافة إلى مشاكل في نمو الجنين داخل الرحم.
وبحسَب مفتشية مياه الشرب في بريطانيا (DWI) فإن الخطر يبدأ عندما تتخطى مستويات هذه المركّبات الحد الأقصى وهو 100 نانوجرام لكل ليتر واحد من المياه. وقد عثرت (DWI) في مياه الشرب التي اختبرتها في بعض شركات المياه في إنجلترا على كمية (PFOS) تساوي 18 ضعف الحد الأقصى، وكمية (PFOA) بمعدل 1.5 مرة من الحد الأقصى.
فقد تخطت كمية (PFAS) الحد الأقصى في 73 عيّنة مياه خام من شركة (Affinity Water)، وفي 22 عيّنة مياه من شركة (Anglian Water)، وفي عينتين من شركة (Southern Water)، وفقًا لتقرير مفتشية المياه.
ومن بين 12 شركة مياه في إنجلترا قدّمت بياناتها المتعلقة بمستويات (PFAS) في المياه المعالجة، صُنِّفت 8 شركات على أنها “متوسطة الخطورة”، لاحتواء عيّناتها على كميات (PFAS) تخطت الـ10 نانوغرام لكل ليتر مياه.
ورغم ذلك فقد حذّر خبراء من استهلاك هذه المياه متوسطة الخطورة؛ بسبب الآثار الصحية المحتملة جراء تراكم هذه المركبات في أجسامنا مع مرور الوقت.
كيف يمكن الوقاية من الأمراض الناتجة عن انتشار هذه المركبات الكيميائية (PFAS)؟
1. شراء الملابس غير المقاومة للبقع.
2. إعداد الأطعمة في المنزل قدر الإمكان وتجنب الوجبات السريعة والأطعمة الدهنية.
3. البحث عن سلاسل المطاعم ومحلات البقالة التي تعهدت بتخفيض وإزالة (PFAS) من عبوات المواد الغذائية الخاصة بها.
4. نقل الطعام من العبوة بأسرع ما يمكن وتجنب إعادة تسخين الطعام في عبوات الوجبات الجاهزة.
5. عدم استخدام السجاد والمفروشات المقاومة للبقع.
6. تجنب استخدام أدوات المطبخ غير اللاصقة والاستعاضة عنها بالفولاذ المقاوم للصدأ أو الزجاج
8. استخدام فلاتر الكربون لتنقية مياه الشرب في المنزل.
ماذا عن شرب ماء الصنبور”الحنفية” في بريطانيا؟
تُصنَّف إمدادات مياه الصنبور “الحنفية ” في بريطانيا على أنها واحدة من أكثر إمدادات المياه أمانًا ونقاءً في العالم بنسبة 99.96 في المئة، رغم وجود بعض المواد الكيميائية الطبيعية داخلها، ومواد أخرى تُضاف لتحسين جودة المياه. وتشمل المواد الكيميائية الأكثر شيوعًا في مياه الصنبور “الحنفية” في المملكة المتحدة الكلور والفلورايد والألمنيوم.
ولكن يبدو أن هذه الدراسة الحديثة التي عرضتها الغارديان تحتاج إعادة تفكير وتوخي الحيطة والحذر!
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇