مهرجان للفن الفلسطيني وسط لندن بدعم من أمنستي

استطاع تجمع PalArt Collective للفنانين الفلسطينيين في جميع أنحاء لندن. وبدعم من منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، إقامة مهرجان للفن الفلسطيني الذي انطلق يوم الجمعة 28 أكتوبر/ تشرين الأول واستمر لمدة أربعة أيّام في ريتش ميكس.
جاء مهرجان PalArt كتعاون بين منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة و PalArt ، وهي مجموعة تم إنشاؤها منذ عام تقريبًا، وتقدم خلال مهرجانها الأول، برنامجًا متنوعًا من المسرح والشعر والموسيقا والخطاب والفن المرئي.
وفي الحديث عن PalArt، قالت كات خوري، وهي أحد المؤسسين للمنظمة، في تصريح إعلامي: “لقد بدأنا التجمع في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، مع أحمد مسعود وأربعة أعضاء رئيسين آخرين، معظمهم فلسطينيون ولكنهم أيضًا بريطانيون ولبنانيون حتى أنّ أحدهم إيطاليا. التقينا وقررنا المساعدة في رفع بعض الأصوات الفلسطينية ودعم بعض الفنانين الفلسطينيين كذلك. أنّنا نحلم ونتطلع لرؤية ما سيبدو عليه المشهد حين تكون التغطية الإعلامية لفلسطين خارج نطاق الكوارث.
“لقد عملت بنفسي في المنظمات الإنسانية ، ولكن مع PalArt، نريد أن نظهر واقعًا آخر من الفنون الاستعراضية والتصميم والأداء، فالعلاقة مع الفلسطينيين في المملكة المتحدة سياسية للغاية، ولكن لا ينبغي أن يكون من الصعب الترويج للفنانين الفلسطينيين. “
في وقت سابق من هذا العام، نشرت منظمة العفو الدولية أمنيستي تقريرًا، يتألف من 280 صفحة، يظهر كيف أنّ مصادرة إسرائيل للأراضي والممتلكات الفلسطينية ما كان سوى مكونات لنظام يصل لحد الفصل العنصريّ بموجب القانون الدوليّ، بما في ذلك القتل غير القانونيّ، والتهجير القسري للشعب الفلسطينيّ من أرضه، وإنكار الجنسية والمواطنة للفلسطينيين.
وفي بريطانيا، يشعر الفلسطينيون أنّهم يتلقون المزيد من الدعم من مختلف الأشخاص والعرقيات بشكل عام. وفي هذا السياق تضيف كات: “لذلك أردنا تقديم شيء ما للمساعدة في تعزيز الروايات المضادة في البلاد”.
برنامج كامل لمدة أربعة أيام للموسيقا والمسرح والشعر والأداء وورش العمل
Thank you for everyone who attended the launch of the #PalArtFest yesterday evening ❤️🙏🏼 A massive thank you to Yasmine and @RamsayShort for the amazing tunes and to Areej Kaoud for her beautiful art! pic.twitter.com/9IOM5by0uZ
— PalArt Collective (@PalArtCol) October 29, 2022
انطلق المهرجان بأمسية فنية شكلت دعوة مفتوحة للفنانين الفلسطينيين والمهتمين بالفن والثقافة والسياسة الفلسطينية للتواصل والتعارف انطلاقًا من الساعة 7 مساءً حيث كانت الموسيقا من تقديم دي جي ياسمين.
وفي يوم السبت، اقيمت ورشة عمل خاصة بالشعر مع الشاعرة تسنيم زيادة والتي تلاها أحد عروضها. كفنانة إلقاء الشعر، وشاعرة نشرت العديد من الأشعار وكاتبة وفنانة تعليق صوتي، تصف تسنيم نفسها بأنها “عاصفة هادئة”، حيث تعالج أعمالها الفنية المشاعر والذكريات المكبوتة.

وفي الحديث عن نفسها، قالت تسنيم: “اضطر أجدادي لمغادرة فلسطين عام 1948″، حيث كنّا في حيفا عندما اضطرت العائلة من جانب والدتي إلى الفرار إلى الكويت، ومن جانب والدي إلى العراق. لقد ولدت عندما كانوا في نيوزيلندا ثمّ قدمنا في عام 2000 إلى إنجلترا، حيث نشأت في مدينة سلاو وكان عمري حينها 5 سنوات. بدأت في الكتابة عندما كان عمري 12 عامًا تقريبًا، وكانت معظم كتاباتي تعبر عن كلّ حالات النزوح هذه، وحتى لو لم تعجبني الكلمة – كلّ الصدمات التي أتت معها.
وخلال أعمال المهرجان، تمّ عرض مسرحيتين أيام السبت والأحد والإثنين، وهما خطاب عاشق آخر لريهام إسحاق وصانع الكفن لأحمد مسعود.
ريهام إسحاق هي فنانة أداء ووسائط متعددة مقيمة في فلسطين، ومتواجدة في إنجلترا هذا الشهر لتقديم مسرحيتها التي عُرضت لأول مرة في Mac في بلفاست في 22 أكتوبر، قبل مجيئها إلى ريتش ميكس. وتعمل ريهام في تركيبات الفيديو والحركة المستوحاة من الأفلام والموسيقا المصرية الشهيرة، والتي ظهرت بشكل كبير في العرض الذي قدمته.
قوة السرد القصصيّ في مهرجان للفن الفلسطيني
أحمد مسعود هو أحد أهم مؤسسي مجموعة PalArt، وهو كاتب ومخرج مسرحي فلسطينيّ نشأ في قطاع غزة ثمّ انتقل إلى لندن عام 2002 حيث يقيم حاليا. وهو مؤلف الروايات الشهيرة Vanished (Rimal, 2015) Come What May (2022Victoria Press).
وجدير بالذكر أنّ أحمد كان يقضي عطلته في غزة حينما كان يُقام المهرجان، لكن تمثيل مسرحيته The Shroud Maker كان من أبرز الأحداث. ولقد تمّ عرضها سابقًا في إنجلترا، بما في ذلك مدينة بريستول بفضل مهرجان الفيلم الفلسطينيّ في فبراير 2022.
إنّه عرض قوي لامرأة واحدة، مبني على سيناريو رائع، نجح في إعادة سرد قصة فلسطين من النكبة عام 1948 إلى أيامنا هذه، من خلال عدسة فلسطينيّ مقيم في غزة، ولد قبل رحيل البريطانيين عن محمية الشرق الأدنى. وقامت بأداء الدور جوليا تارنوكي، وكان أداء قويًا جدًا.
كما اشتمل برنامج يوم الأحد على ورشة عمل للكتابة مع الممثلة والشاعرة والمقدمة الفلسطينية الأمريكية دانا دجاني، والتي تلاها أحد عروضها.
وتشتهر دانا بأسلوبها المسرحيّ في إلقاء الشعر الذي يركز على الهوية الأنثوية وموضوعات العدالة الاجتماعية، وقد تمت دعوتها لتقديم عروض دولية، بما في ذلك في دار أوبرا سيدني ومتحف غوغنهايم في بلباو.
تؤمن دانا بشدة أنّه يمكن منح الفنانين الفلسطينيين في إنجلترا المزيد من المساحة والفرص والمنصات لمشاركة قصصهم. وتضيف: “هذا بالتأكيد لا يحدث في العالم العربي”. ولهذا السبب عملت هي وهؤلاء الفنانون بجد لإنشاء PalArt Collective، وهم أيضًا يعملون بالفعل لإطلاق فعاليات مستقبلية.
المصدر: The New Arab
اقرأ أيضًا:
آلاف العرب والفلسطينيين يحيون مهرجان فلسطين في لندن في نسخته الـ 18
مهرجان التراث الفلسطيني في ويمبلي غرب لندن السبت 8 أكتوبر 2022
اختتام فعاليات مهرجان التراث الفلسطينيّ لمنتدى التفكير العربيّ غرب لندن
الرابط المختصر هنا ⬇