مهرجان فلسطين 2025 في لندن: تبرعات تتجاوز الـ50 ألف دولار وتضامن يتجدّد مع غزة
شهدت ضاحية هارو شمال غرب لندن، يوم السبت 22 نوفمبر 2025، انطلاق النسخة العشرين من مهرجان فلسطين التي ينظمها المنتدى الفلسطيني في بريطانيا منذ عام 2003، وسط حضور كبير من العائلات الفلسطينية والعربية والمتضامنين البريطانيين، في مشهد جسّد إصرار الجالية على إبقاء الرواية الفلسطينية حيّة رغم المسافة والشتات.
وقال نائب رئيس المنتدى، عدنان حميدان، إن إقامة الفعالية هذا العام تأتي “لتأكيد استمرار التضامن مع أهلنا في غزة، وأن الإبادة لا تزال مستمرة، وأننا نقف معًا في مواجهة الضم والتهويد في الضفة والقدس، والتضييق على أهلنا في الداخل، ومحاولات تغييب الفلسطيني في الخارج”. وأكد أن “الحق لا يسقط بالتقادم، وأن الكبار وإن رحلوا فإن الصغار لا ينسون”.
تخلّل المهرجان كلمات لعدد من المتحدثين البارزين الذين قدّموا رؤى إنسانية وحقوقية وسياسية حول الإغاثة والصمود الفلسطيني ودور الجالية في مناصرة غزة، من بينهم: الدكتور محمد طاهر، ودينيس جوفي، وليان محمد، وأحمد ناعوق، وزينب كمال، وفارس عامر، ولينا خطاب، وكيران أندريو؛ حيث تناولت كلماتهم قضايا الإغاثة، والتضامن الدولي، وتجارب الاعتقال، ومسؤولية الجاليات الفلسطينية والعربية في نقل الرواية وحفظ الذاكرة الوطنية في المهجر.
مهرجان فلسطين العشرون في بريطانيا
خصص المهرجان فقرة موسّعة لتكريم شخصيات ومؤسسات كان لها إسهام بارز في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين ودعم غزة خلال العامين الماضيين، ومن أبرزهم:
- جرّاح الأعصاب العراقي-البريطاني محمد طاهر
- الدكتور جيمز سميث
- الناجي من الهولوكوست ستيفن كابوس،
- المستشارة من حزب “بلايد كامري” أندريا غيبسون
- الناشط الرقمي كريس كونزلر
- ومشاركو أسطول الحرية آرون وايت وكيران أندرو
شهد المهرجان عروضًا فنية وتراثية واسعة، من أبرزها عرض الأوركسترا العربية في لندن (London Arab Orchestra) بقيادة الموسيقي الفلسطيني-البريطاني باسل صالح، الذي قدّم معزوفات جمعت بين التراث الفلسطيني والأسلوب الأوركسترالي المعاصر، في أداء لاقى تفاعلًا كبيرًا من الجمهور.
كما شملت الفقرات دبكة تراثية قدّمتها فرقة الفرسان، وعرض راب سياسي للفنان المعروف لوكي (Lowkey)، وأناشيد وطنية، وعروضًا ثقافية ربطت الأجيال الناشئة بهويتهم، إلى جانب مأكولات فلسطينية من مطعم أيام زمان أُعدّت بعناية لتعيد إحياء الذاكرة الشعبية في بلاد المهجر، إلى جانب كنافة طازجة أعدّها الشيف سامر القادم خصيصًا من الأردن.
وكان بين ضيوف الفعالية الفنان الفلسطيني سليم عاصي القادم من الدنمارك، الذي قدّم لوحة مميزة تُجسّد خارطة غزة وتستحضر صمودها وتربطها بالرمز «حنظلة». وقد شهدت اللوحة مزادًا علنيًا لافتًا تجاوزت حصيلته 8 آلاف دولار، وسط تأكيد المنظمين أن الرقم كان سيواصل الصعود لو أُتيح وقت إضافي للمزاد.
50 ألف دولار لغزة.. تضامن يتحول إلى فعل
لم تكن الفعالية مجرد احتفال ثقافي؛ فقد تخللتها حملة تبرعات واسعة جمع خلالها الحضور أكثر من 50 ألف دولار لصالح كفالة الأيتام في غزة وبرنامج كسوة الشتاء، في خطوة عبّرت عن اتساع رقعة التضامن بين أبناء الجالية العربية والمسلمة، إضافة إلى متضامنين بريطانيين شاركوا في الحدث دعماً لحقوق الفلسطينيين.
واستقطب “مهرجان فلسطين” هذا العام مئات الفلسطينيين والعرب من مختلف المدن البريطانية، إلى جانب عدد من المتضامنين البريطانيين الذين أكدوا دعمهم للحقوق الفلسطينية ورفضهم للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في غزة والضفة الغربية.
من لندن إلى إدنبرة… التضامن يمتد شمالًا
بعد مرور عشرين عامًا على انطلاقه، يواصل “مهرجان فلسطين” ترسيخ حضوره كإحدى أهم الفعاليات الفلسطينية في أوروبا، جامعًا بين الثقافة والفن والعمل الإغاثي، ومحافظًا على الذاكرة الوطنية في المهجر. واختُتمت الفعالية بتجديد العهد لغزة وأهلها، والتأكيد على أن صوت الفلسطيني في بريطانيا سيبقى حاضرًا مهما طال الألم وتعددت المسافات.
وأعلن المنتدى الفلسطيني أن الفعالية ستنتقل إلى اسكتلندا، حيث تستضيف إدنبرة يوم الأحد 23 نوفمبر 2025 النسخة الثانية من مهرجان فلسطين – Edinburgh Palestine Festival في (Portobello Town Hall)، ضمن فعاليات تمتدّ تحت شعار “متحدون من أجل غزة”.
لقطات من المهرجان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
