العرب في بريطانيا | من بريطانيا إلى غزة.. رحلة ابن ليبيا سعد المغرب...

1447 جمادى الثانية 24 | 15 ديسمبر 2025

من بريطانيا إلى غزة.. رحلة ابن ليبيا سعد المغربي في أسطول الصمود

من بريطانيا إلى غزة.. رحلة سعد المغربي في أسطول الصمود
صلاح عبدالله October 14, 2025

في حوار خاص لمنصة العرب في بريطانيا، كشف الأكاديمي الليبي المقيم في بريطانيا الدكتور سعد المغربي عن كواليس مشاركته في أسطول الصمود، المبادرة الدولية التي انطلقت مؤخرًا في محاولة رمزية لكسر الحصار المفروض على غزة.

رحلة الدكتور المغربي كانت على متن سفينة عمر المختار، واحدة من السفن الستة التي انطلقت من الموانئ الأوروبية، حاملة ناشطين من أكثر من ثلاثين دولة، إلى جانب مساعدات إنسانية. تجربة امتزجت فيها المخاطر بالأمل، وعكس فيها كل مشهد روح التضامن التي جمعت المشاركين على هدف واحد: كسر الحصار عن غزة.

يقول الدكتور المغربي: “جئت إلى بريطانيا قبل أكثر من عشر25 سنة، وكان التضامن في فسلطين من ضمن أهم الأنشطة التي حرصت عليها ولم أكن أتخيل أنني سأجد نفسي في يوم من الأيام على متن سفينة متجهة إلى غزة.

ويضيف أن مشاركته جاءت بعد سنوات من العمل الحقوقي والتضامن مع القضية الفلسطينية وأن الانخراط الفعلي في أسطول الصمود كان بالنسبة له واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون قرارًا شخصيًا.

التحضير للرحلة

قبل الانطلاق، خضع المشاركون لسلسلة من التدريبات والتوجيهات حول كيفية التعامل مع المواقف الطارئة في البحر، ومع أن الخطة كانت رمزية في الأساس، إلا أن كل شخص على متن السفينة كان واعيًا بالمخاطر: من مراقبة المخابرات إلى احتمال الاعتراض بالقوة.

“كانت أجواء التحضيرات مليئة بالحماس، لكن أيضًا بالترقب والخوف الطبيعي. كلنا كنا نعرف أن هذه الرحلة لن تكون سهلة، لكنها كانت مهمة ضمير قبل أي شيء آخر”، يروي المغربي.

انطلقت سفينة عمر المختار من ليبيا، حاملة ناشطين من ليبيبن ومن جنسيات مختلفة، عربًا وأوروبيين، ومساعدات إنسانية.

يقول الدكتور سعد “عندما اتخذت قرار الخروج كنت أعي حجم المخاطر، لكنني في نفس الوقت كنت أقف على متن رسالة أكبر: رسالة تضامن وإنسانية لا تعرف الحدود”.

كانت الأيام الأولى في البحر تحمل تحديات لوجستية وتقنية، من صيانة السفينة إلى تنظيم فرق العمل، لكن روح الفريق وروح التضامن كانت تدفع الجميع للاستمرار رغم الصعوبات.

مواجهة مع قوات الاحتلال

مع اقتراب السفينة من المياه الإقليمية الفلسطينية، واجه المشاركون أول اختبار حقيقي: “رأينا الزوارق تقترب بسرعة، وسمعنا الجنود يصرخون عبر مكبرات الصوت، ثم بدأ الهجوم. سُحبت السفن بعنف وتم تقييدنا جميعًا”.

نُقل الدكتور المغربي مع عشرات الناشطين إلى ميناء أشدود، حيث بدأ فصل جديد من المعاناة: التحقيق الطويل، منع الاتصال بالعائلات، والجلوس لساعات على الأرض، لكن الإيمان بالهدف لم يضعف.

تقول شهادته: “كانت المعاملة قاسية، بعضنا لم يُسمح لهم بالأكل أو الاتصال بمحامٍ أو بعائلته لأيام. أكثر ما كان يؤلمنا هو شعور العجز عن إكمال المهمة التي بدأناها من أجل أهل غزة”. ورغم ذلك، شهد على تضامن غير مسبوق بين المتطوعين من جنسيات مختلفة، حيث ساعد الجميع بعضهم البعض على تحمل ظروف الاحتجاز الصعبة. فقد وصف الأوضاع الهينة والصعبة التي واجهها في 6 أيام قضاها في سجن كتسيعوت سيء السمعة.

وبعد عدة أيام، جرى الإفراج وترحيل المشاركين عبر الأردن إلى دولهم وانتهت الرحلة التي وصفها بأنها قاسية لكنها استحقت العناء.

“لحظة العودة لم تكن فرحًا بقدر ما كانت تأملًا في أن تصل رسالتنا: أن كسر الحصار ليس مجرد مسألة موانئ وحدود، بل قضية ضمير عالمي يجب أن يتحرك من أجلها”، يوضح المغربي.

السلطات البريطانية لم تتخذ أي إجراء قانوني ضده، بينما تلقى دعمًا معنويًا كبيرًا ممن تابعوا قصته عن كثب.

الرسالة والدروس

يختم الدكتور المغربي حديثه قائلاً: “حتى لو لم نصل إلى غزة، فقد أوصلنا صوتها إلى العالم. هذه الرحلة لم تكن خسارة، بل تذكير بأن العدالة تحتاج إلى من يتحرك من أجلها، لا من يتحدث عنها فقط. المعركة ليست مع العدو فقط، بل مع التجاهل والتواطؤ من قبل بعض الدول والمؤسسات والشخصيات.

تجربة الدكتور سعد المغربي على متن سفينة عمر المختار تختصر معنى التضامن الإنساني في أصدق صوره.

من قاعات المحاضرات إلى البحر المفتوح، ومن التدريس إلى ميادين العمل التطوعي، أثبت أن التضامن ليس شعارًا، بل التزام ومسؤولية تجاه العدالة الإنسانية.


إقرأ أيضًا:

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة