من المغرب إلى لندن.. زينب فارس تطلق علامة شوكولاتة فاخرة مستوحاة من تراث بلدها

في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتغلب فيه الوجبات السريعة على ثقافة الطعام، تظهر “رافيا” كواحة نادرة تحتفي بالتقاليد الأصيلة والتراث المغربي العميق. وُلدت العلامة في لندن، لكنها تنبض بجذورها المغربية، لتصبح أكثر من مجرد علامة فاخرة، بل تجربة تحاكي الثقافة بكل تفاصيلها، صنعت بحب واهتمام وعناية.
تأسست “رافيا” على يد زينب فارس، التي حملت على عاتقها مهمة إحياء روح الضيافة المغربية الأصيلة، حيث لا يُنظر إلى الطعام كوجبة فقط، بل كوسيلة للتواصل، ونقل المحبة، وتجسيد الهوية الثقافية. واسم العلامة “رافيا” مستوحى من اسمَي ابنتيها، رانيا وصوفيا، مما يضفي بعدًا شخصيًا وعمقًا عائليًا على العلامة. كل تفاصيل “رافيا”، من المنتج إلى التغليف، تحمل قصة تنسج بين الماضي والحاضر بإلهام ورقة.
رافيا.. تجربة إهداء حقيقية تجمع بين التراث المغربي والبطء المعاصر
تنبثق “رافيا” من حنين متواصل إلى الجذور، حيث كانت الهدايا في المغرب تعبيرًا صادقًا عن القلب والروح، لا مجرد تبادل مادي. تستحضر زينب في ذاكرتها لحظات دافئة، مثل جدتها التي تضيف خيوط الزعفران إلى الحليب عند الفجر، أو جيرانها الذين يحملون حلويات ملفوفة بأقمشة مطرزة. هنا، تنطلق فكرة “رافيا” كثورة هادئة، تهدف إلى إعادة الفن الراقي للإهداء، والارتباط العميق بالمعنى والطقوس.
في عصر يطغى عليه السرعة والراحة المفرطة، تجد “رافيا” صدى في التمسك بالبطء والطقوس والمعاني العميقة، خاصة لدى عشاق الفخامة الباحثين عن القيمة والاتصال الحقيقي بدلاً من الكم. الهدية ليست مجرد سلعة، بل هي جسر يربط بين القلوب ويخلق ذكريات تدوم.
رحلة “رافيا” الحسية تبدأ بالنية، حيث تُختار المنتجات بعناية لتروي قصة كل مكون: من موطنه، إلى الحرفي الذي أبدع فيه، إلى الوقت الذي استلهم منه مذاقه. يتجلى ذلك في كل تفصيل، من ملمس العلب الفاخر، إلى النقوش الذهبية، ووزن الأشرطة التي تلامس الحواس، ليشعر المتلقي وكأنه في فناء سري في مراكش، حيث يتباطأ الزمن وتزدهر الحواس.
الضيافة المغربية الحقيقية تتحول إلى تجربة حسية فاخرة في قلب لندن
تُعيد “رافيا” صياغة الضيافة المغربية العميقة بروح عصرية في لندن، فبوتيكها لا يقتصر على كونه متجراً، بل مساحة ترحيبية يُقدم فيها الشاي، ويُمكن للضيوف الجلوس والتذوق والاستماع إلى قصص المنتجات. هذا الطقس الحميم يجمع بين فخامة الضيافة المغربية والهدوء المناسب للحياة المعاصرة.
تقدم العلامة تجربة “طقس المساء” بالتعاون مع فنادق ، حيث يُقدم للضيوف بدلاً من قطعة الشوكولاتة التقليدية، لقمة مختارة مثل تمرة محشوة باللوز ومنكهة بماء الزهر، أو حلوى الفستق والورد، مصحوبة ببطاقة تحكي قصة كل قطعة. ويتفاعل الضيوف مع هذه اللمسة الحسية، ويعبّرون عن رغبتهم في أخذ جزء من هذا الطقس معهم إلى منازلهم.
في تطوير المنتجات، تعتمد “رافيا” على الصدق والجمال، بدءًا من المكونات التي تُزرع وتحصد بعناية، مروراً بتذوق الوصفات مرات عدة، غالبًا مع شاي النعناع المغربي، لضمان احترام الأصول، وصولاً إلى التصميم الذي يجعل كل منتج يبدو ككنز يحمل قصة تستحق أن تروى.
من ماء الزهر إلى بلاط مراكش.. تفاصيل تعيد تعريف معنى الفخامة
تعكس تجربة الزائر لبوتيك كنسينغتون هذه القيم، حيث يُشعر الزوار وكأنهم في واحة هدوء وجمال معطرة بماء الزهر وخشب الأرز، وجدران مكسوة ببلاط مرسوم يدويًا، وموسيقى تقليدية تُعزف بهدوء في الخلفية، ما يجعل كل تفاعل مدروسًا وجزءًا من جوهر “رافيا”، الجمال الواعي المتجذر في التراث.
تُعرّف زينب الفخامة بأنها الحضور الحقيقي، والشعور بالارتباط والالهام في اللحظة الراهنة. تجسد “رافيا” هذا المفهوم بدعوة الناس للتوقف والتذوق والتنفس والتواصل. فالفخامة ليست صاخبة، بل تهمس في العناية بالتفاصيل، سواء في تغليف الهدية أو الصمت الذي يخيم على تجربة تذوق شيء استثنائي للمرة الأولى.
المصادر الأخلاقية تشكل جوهر العلامة، فزعفران “رافيا” يأتي من تعاونية نسائية في تالوين، واللوز من بساتين سفوح الأطلس، حيث وراء كل مكون عائلة وتقاليد وقرون من المعرفة. لا تقتصر العلامة على شراء المواد الخام، بل تدعم سبل العيش وتكرم الإرث، مما يوجه كل قرار تتخذه.
على صعيد المستقبل، تستعد “رافيا” لافتتاح أتيليه جديد في مراكش، خطوة تمثل احتفالاً بالفن المغربي والنكهات، وتهدف إلى افتتاح أتيليهات أخرى حول العالم. كما تعمل العلامة على إطلاق كتاب قهوة يقدّم رحلة حسية لاكتشاف المغرب من خلال النكهات والروائح والتقاليد، ليشعر القراء بدفء الضيافة المغربية وجمال مناظرها الطبيعية، ويكرم الإرث الذي يلهم كل ما تقوم به “رافيا”.
رأي منصة العرب في بريطانيا (AUK) :
تُجسد “رافيا” نموذجًا فريدًا في عالم الفخامة، حيث تعيد ربط الحاضر بالماضي عبر احتفاء أصيل بالتراث المغربي وروح الضيافة التي تتجاوز مجرد تقديم المنتجات إلى خلق تجارب تحمل معنى وعمقًا. في زمن يطغى فيه الاستهلاك السريع، تؤكد “رافيا” أن الفخامة الحقيقية تكمن في التفاصيل، والنية الصادقة، والارتباط بالطقوس الثقافية التي تمنح الهدايا قيمة استثنائية.
التزام العلامة بالمصادر الأخلاقية ودعم التعاونيات المحلية يعكس مسؤولية اجتماعية تعزز من مكانتها، وهو أمر يلقى صدى إيجابيًا لدى جمهورنا في بريطانيا الذي يقدّر الأصالة والتميز.
برأيكم، إلى أي مدى يمكن لمبادرات كهذه أن تسهم في الحفاظ على الهوية الثقافية وتعميق الارتباط بالجذور لدى من يعيشون خارج أوطانهم؟
ننتظر آرائكم وتجاربكم في التعليقات.
المصدر : Luxury Lifestyle Magazine
إقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇