من أنس الشريف إلى حمزة الدحدوح… وجوه بارزة في غزة استهدفتها إسرائيل
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، كان الصحفيون هم الأكثر استهدافًا. فقد فقدت غزة العديد من وجوه الصحافة البارزة الذين كانوا يوثقون القصف الإسرائيلي ويعرضون معاناة الشعب الفلسطيني في ظل القصف المستمر.
تقول “لجنة حماية الصحفيين”، وهي منظمة غير ربحية ومستقلة مقرها في الولايات المتحدة، والتي تدافع عن حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، إن 186 صحفياً وعاملاً في وسائل الإعلام قد استشهدوا في غزة، والضفة الغربية، وإسرائيل، ولبنان منذ بداية الحرب، مما يجعلها الفترة الأكثر دموية للصحفيين منذ أن بدأت اللجنة في جمع البيانات في عام 1992. وكان معظم الشهداء من الفلسطينيين في غزة، حيث استشهد أكثر من 60,000 شخص، معظمهم من المدنيين، في العدوان الإسرائيلي المستمر. وتشير تقارير أخرى إلى أن العدد قد يكون أعلى من ذلك.
اتهمت لجنة حماية الصحفيين إسرائيل باستهداف وقتل 20 صحفياً وعاملاً في وسائل الإعلام بشكل مباشر. ويقول الخبراء إن أي هجوم متعمد على مدني قد يشكل جريمة حرب. وتنكر إسرائيل هذا الاتهام، التي رفضت السماح لوسائل الإعلام الدولية بدخول غزة.
أنس الشريف
استشهد أنس الشريف، الصحفي البارز في قناة الجزيرة، في خيمة للصحفيين خارج مستشفى الشفاء في مدينة غزة في الهجوم الذي استهدفهم مساء الأحد. كان الشريف من أبرز الصحفيين الذين أضاءوا معاناة غزة في تغطيتهم الإعلامية. في سن 28، كان لديه أكثر من 500,000 متابع على منصة “إكس”، وترك بصمة قوية في التقارير التي قدمها عن الوضع المأساوي في المدينة. كان الشريف قد فقد والده الشهيد في غارة إسرائيلية على منزلهم في مخيم جباليا للاجئين في ديسمبر 2023، لكنه استمر في عمله الصحفي رغم التهديدات والظروف الصعبة. وفي آخر تغريدة له، وصف الشريف القصف المستمر على مدينة غزة، قائلاً: “قصف لا يتوقف… منذ ساعتين والعدوان الإسرائيلي يشتد على مدينة غزة.”.
وفي بث تلفزيوني في يوليو، بكى الشريف على الهواء بينما انهارت امرأة خلفه من الجوع. وقال: “أنا أتحدث عن موت بطيء لأولئك الناس”.
قصف لا يتوقف…
منذ ساعتين والعدوان الإسرائيلي يشتد على مدينة غزة. pic.twitter.com/yW8PesTkFT— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) August 10, 2025
إسماعيل أبو حطب
إسماعيل أبو حطب، المصور الفلسطيني البالغ من العمر 32 عامًا، استشهد في غارة جوية إسرائيلية على مقهى البقا في شاطئ غزة في يونيو. كان أبو حطب قد وثق العديد من اللحظات المأساوية من خلال عدسته، وعُرضت أعماله في الولايات المتحدة وإسبانيا.
وكان قد أسس منصة لعرض فنون الفلسطينيين في غزة للجمهور الدولي.
فاطمة حسونة
استشهدت فاطمة حسونة، المصورة البالغة من العمر 25 عامًا، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلها في شمال غزة في أبريل. كانت قد عملت على توثيق المآسي التي مر بها سكان غزة، وتحديدا معاناتها الشخصية بعد استشهاد 11 من أفراد عائلتها في الغارات. قبل وفاتها، كتبت حسونة: “إذا مت، أريد موتًا صاخبًا. لا أريد أن أكون مجرد خبر عاجل، أو رقمًا في مجموعة، أريد موتًا يسمعه العالم”. وكانت أعمالها قد نُشرت في عدة صحف دولية، كما قدمت فيلمًا تم قبوله في مهرجان كان السينمائي، قبل أن تُستشهد في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منزلها.
حسن أصليح
حسن أصليح، المصور البالغ من العمر 37 عامًا، استشهد في مايو في هجوم بالطائرات المسيّرة على قسم الطوارئ في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب غزة. كان أصليح قد وثق هجوم 7 أكتوبر 2023 ورافق المقاومين الفلسطينيين أثناء عبورهم إلى داخل إسرائيل. ورغم تعرضه لإصابات جراء غارة سابقة، استمر في العمل دون الخوف على حياته.
حسام شبات
حسام شبات، الصحفي البالغ من العمر 23 عامًا، استشهد في مارس أثناء قيامه بإجراء مقابلات في بلدة بيت لاهيا. كان شبات مراسلًا لقناة الجزيرة وشارك في التغطية الميدانية للعدوان في غزة. وكتب شبات في رسالة كان قد أعدها ليتم نشرها في حال استشهاده: “وثقت الفظائع في شمال غزة دقيقة بدقيقة… كان كل يوم معركة من أجل البقاء”.
حمزة الدحدوح
استشهد حمزة الدحدوح، الصحفي في قناة الجزيرة، والبالغ من العمر 27 عامًا، في يناير 2024 مع مصور مستقل كان يعمل لصالح وكالة فرانس برس، في هجوم بالطائرات المسيّرة على سيارتهما في جنوب غزة. كان الدحدوح الابن الأكبر لرئيس مكتب الجزيرة في غزة، وائل الدحدوح، وقد فقد والدته وأخاه وأخته وابنه في غارات إسرائيلية سابقة. ووصفه والده بأنه “لطيف، كريم، وطموح”. وصفه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي كان في الدوحة في ذلك الوقت، بأنه “خسارة لا يمكن تصورها”.
كان قد عمل في تغطية الأحداث الميدانية في غزة، وكانت آخر لحظاته المهنية مليئة بتصوير وتوثيق العدوان الإسرائيلي.
تدين منصة العرب في بريطانيا AUK بشدة العدوان الإسرائيلي على الصحفيين في غزة وتؤكد على ضرورة حماية الصحفيين والوسائل الإعلامية أثناء تغطيتهم للأحداث في مناطق العدوان. إن استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام يشكل خرقًا صارخًا لحقوق الإنسان ويعد انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات الدولية التي تضمن حماية الصحفيين في مناطق الحرب. يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات حاسمة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات ولحماية الصحفيين في جميع أنحاء العالم، خاصة في غزة حيث يواجه الصحفيون مخاطر حقيقية أثناء قيامهم بتوثيق الحقيقة.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
13°C
