ممرض اسكتلندي ينقذ حياة طفلة فلسطينية عبر استخراج رصاصة من رقبتها

وسط مآسي الحرب، تمكن ممرض اسكتلندي يدعى ديفيد أندرسون، يبلغ من العمر 55 عامًا، من إنقاذ حياة طفلة فلسطينية تبلغ ثلاث سنوات، بعد أن استقرت رصاصة في رقبتها إثر اختراقها جسد والدتها.
وصف أندرسون، الذي يعمل مع جمعية “يوك ميد” (UK-Med) الخيرية، اللحظة بأنها “معجزة”، إذ كانت الرصاصة على بعد ملليمترات فقط من الحبل الشوكي للطفلة.
مهمة إنسانية في غزة
أمضى أندرسون، المنحدر من مدينة مونتروز في أنجوس باسكتلندا، ستة أشهر في غزة العام الماضي، حيث كان يعمل في مستشفى ميداني بمنطقة المواصي.
شهدت هذه المنطقة موجة من النزوح بسبب الغارات الجوية المكثفة التي طالت القطاع منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
التقى أندرسون الطفلة رزان وعائلتها، الذين فروا من شمال غزة بعد تدمير شقتهم جراء غارة جوية. كانت العائلة قد نزحت ثلاث مرات قبل أن تصل إلى المواصي، أملاً في العثور على ملاذ آمن، لكن القدر كان لهم بالمرصاد، حيث اخترقت رصاصة خيمتهم المؤقتة، مرورًا بجسد الأم واستقرت في رقبة الطفلة.
معجزة طبية
أوضح أندرسون أن الرصاصة، التي بلغ عيارها 7.92 ملم، كانت قد فقدت جزءًا كبيرًا من طاقتها بعد اختراقها جسد الأم مرتين، ما منعها من التسبب بأضرار قاتلة للطفلة.
بعد جراحة دقيقة استغرقت ثلاث ساعات، تمكن الفريق الطبي من استخراج الرصاصة وإنقاذ حياة الطفلة، التي تتعافى الآن مع والدتها من آثار الإصابة.
شهادة من قلب المأساة
رغم نجاح عملية رزان، فإن الممرض الاسكتلندي لم يخفِ تأثره بالمآسي اليومية التي شهدها خلال عمله في غزة.
استذكر أندرسون حادثة أخرى لطفل يبلغ من العمر سبع سنوات أصيب بثلاث رصاصات مزقت جسده، قائلاً: “كنت سأعتبر إنقاذه تحديًا حتى لأفضل جراح صدمات في العالم”.
وأضاف: “في غزة، القصف والدمار أصبحا مشهدًا يوميًا، وتحول صوت الانفجارات إلى مجرد ضوضاء في الخلفية”.
أوسمة وتكريم
خلال مسيرته، عمل أندرسون في مناطق نزاع متعددة، منها لبنان وميانمار وأوكرانيا، بالإضافة إلى مشاركته في التصدي لتفشي فيروس إيبولا في سيراليون عام 2014.
في غزة، ساهم أندرسون في إنشاء مستشفيين ميدانيين ممولين من الحكومة البريطانية، تمكنا من علاج أكثر من 350 ألف مريض.
تقديرًا لجهوده الإنسانية، حصل أندرسون على وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) في قائمة الشرف للعام الجديد، وعلق على هذا التكريم قائلاً: “أنا مصدوم ولكنني فخور. هذا التكريم يعكس العمل الجاد والتفاني الذي أظهره فريق جمعية UK-Med بأكمله”.
رسالة إنسانية
في ختام حديثه، شدد أندرسون على أهمية الجهود الإنسانية في مناطق النزاع، قائلاً: “رغم كل المآسي التي نشهدها، فإن إنقاذ حياة واحدة يمنحنا الأمل والدافع للاستمرار”.
المصدر: بي بي سي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇