ملايين المرضى في بريطانيا يلجؤون إلى المراكز الصحية الخاصة لطول قوائم الانتظار
كشف بحث جديد أن ملايين المرضى في بريطانيا اضطروا إلى اللجوء إلى المراكز الصحية الخاصة؛ بسبب طول قوائم الانتظار في المستشفيات الحكومية ومؤسسات هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، وبحسَب الدراسة فقد اضطر المرضى إلى إنفاق مدخراتهم أو خفض مصاريفهم لتغطية تكاليف العناية الطبية الخاصة.
واتجه 10 في المئة من البالغين في المملكة المتحدة (أي شخص واحد من كل عشرة أشخاص) إلى العناية الطبية الخاصة خلال السنة الأخيرة، وفقًا للبحث الذي أجرته مؤسسة (Engage Britian) الخيرية؛ وذلك بسبب التأخر الذي يواجهه المرضى في بريطانيا نتيجة الضغط الكبير على هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS).
وتبعًا لأرقام هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS) في إنجلترا، فإن عدد الأشخاص الذي ينتظرون دورهم لتلقي الفحوص الاعتيادية في المستشفيات العامة قد وصل إلى 6.8 ملايين شخص، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
ومن بين المرضى الذين لجؤوا إلى القطاع الطبي الخاص، اضطر 46 في المئة منهم إلى تخفيض نفقاتهم أو الاستدانة من أجل تغطية تكاليف العلاج الخاص.
وفي هذا السياق قالت ميريام ليفين مديرة برنامج الصحة والرعاية في مؤسسة (Engage Britain): “بينما يزداد الضغط على هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، يتجه مزيد من المرضى في بريطانيا إلى القطاع الطبي الخاص”.
“وفي الوقت الذي يعاني فيه المرضى في بريطانيا شهورًا من الألم والمشكلات الصحية بسبب تأجيل مواعيد العلاج، فقَدَ كثيرون أملهم في الحصول على الرعاية الصحية العامة، واضطروا إلى الاستدانة من أجل تغطية نفقات العناية الطبية الخاصة”.
مدير هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS) يطالب الحكومة بالتدخل لحل مشكلة ملايين المرضى في بريطانيا
على سبيل المثال: اضطرت المريضة ليان لانغفورد البالغة من العمر 59 عامًا إلى بيع دراجتها النارية لإجراء عملية استبدال مفصل الركبة الذي تعرض لأضرار أثناء تعلمها الرقص، وقد أجرت المريضة العملية في القطاع الخاص بسبب الازدحام الكبير وقوائم المرضى الطويلة في مستشفيات هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS).
وقالت المريضة ليان: “أنا أعرف الظروف التي تمر بها هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، وقد تصل مدة الانتظار إلى 12 أسبوعًا. لقد كنت بمفردي ولم يكن هناك أي شخص لتقديم المساعدة”.
كلَّفت الجراحة التي أجرتها ليان -وهي أم لطفلين- زُهاء 9000 باوند، وقالت: “لقد كان المبلغ كبيرًا جدًّا، ولحسن الحظ لم أُضطَرَّ إلى الاستدانة”.
“يتصوَّر بعض الناس أنهم سيحصلون على الخدمات الطبية التي يستحقونها بشكل فوري عند زيارة هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، غير أن هذا التصور خاطئ والأمور تجري بعكس ذلك”.
“إن ما تقدمه هيئة خدمات الصحية الوطنية (NHS) أمر يدعو إلى الفخر؛ حيث تبذل الفِرَق الطبية جهودًا كبيرة، لكن لا بد من معالجة الأزمة التي تعصف بالقطاع الطبي وإجراء بعض التغييرات الجذرية والضرورية”.
وبهذا الصدد أجرت مؤسسة (Engage Britian) استطلاعًا للرأي شمل 2075 شخصًا بالغًا في المملكة المتحدة.
قال 46 في المئة من الذين اتجهوا للقطاع الطبي الخاص: “إنهم اضطروا إلى الاستدانة أو تخفيض نفقاتهم أو الإنفاق من مدخراتهم من أجل تغطية تكاليف العناية الطبية في القطاع الخاص”.
وقالت لويز أنصاري المديرة الوطنية في قسم العناية الطبية بإنجلترا: “إن نتائج استطلاع الرأي كانت مثيرة للقلق”.
وأضافت: “إن أصحب الدخل المنخفض أكثر عرضة للانتظار من غيرهم في سبيل الحصول على المعالجة الطبية من قبل هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، وبلا ريب فإنهم سيعانون من التبعات السلبية للانتظار، وهو ما سيترك تأثيرًا سيئًا على صحتهم الجسدية والنفسية ويؤدي إلى تراجع قدرتهم على العمل”.
“إن تراكم قوائم الانتظار الطويلة للمرضى تُشكِّل تحدِّيًا كبيرًا لهيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، ويجب على صُنَّاع القرار اتخاذ مزيد من الإجراءات للحد من الفارق الطبقي في القطاع الصحي، إذ لا يستطيع الفقراء تلقي العلاج في المؤسسات والعيادات الخاصة”.
وفي هذا الشأن قال ماثيو تايلور المدير التنفيذي لهيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS) في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية: “مع أن الفِرَق الطبية تعمل بكامل استطاعتها للتقليل من أوقات انتظار المرضى في بريطانيا، فإن حل المشكلة حلًّا جذريًّا يبدو أمرًا بعيد المنال”.
“تعاني هيئة خدامات الصحة الوطنية (NHS) من نقص كبير في عدد الموظفين إذ وصل عدد الشواغر إلى 130.000، وسيتفاقم نقص الفِرَق الطبية بسبب تراجع الاستثمار في القطاع الذي يحب أن يُقدِّم خدماته للجميع بصرف النظر عن قدراتهم المادية”.
“يجب على الحكومة أن تعمل عملًا جدِّيًّا وتبذل مزيدًا من الجهود لتقديم الرعاية الصحية للجميع، وخصوصًا أولئك الذين لا يستطيعون تحمل التكاليف”.
وأجاب 45 في المئة من المشاركين في استطلاع الرأي بأنهم لجؤوا إلى المؤسسات الطبية الخاصة بسبب أوقات الانتظار الطويلة على أبواب مستشفيات هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS)، في حين أجاب 18 في المئة بأنهم قصدوا العيادات الخاصة لعدم توفر العلاج الذي يحتاجون إليه في القطاع الطبي العام، واختار 63 في المئة من المشاركين في الاستطلاع الإجابتين معًا.
وقال 28 في المئة من الذين قصدوا هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS) خلال العام الأخيرة إن موعدهم الطبي قد أُلغِي أو أُرجِئ.
وذكر 18 في المئة من المشاركين في البحث أنه لم يُطلِعهم أحد على آخر التطورات المهمة في ملفاتهم الطبية، في حين قال 12 في المئة منهم إنهم لم يتلقوا رسائل تتعلق بالمواعيد الجديدة بعدما أُرجِئت مواعيدهم الأصلية، وقال 11 في المئة منهم إنهم تلقوا رسائل خاطئة من هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS) فيما يتعلق بعلاجهم.
وقال المتحدث باسم هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS): “لقد تمكنت هيئة خدمات الصحة الوطنية من تقديم العلاج لأولئك الذين أمضوا فترة انتظار تجاوزت العامين، كما قدمت الهيئة خدماتها لأكثر من 20.000 مريض كانوا ينتظرون مواعيدهم لأكثر من 19 شهرًا، ورسالتنا واضحة للمرضى: لا بد أن يحصل الجميع على العلاج في الوقت المناسب، ويجب أن لا تُؤجَّل المواعيد الطبية”.
هذا وقال المتحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: “نعمل على تخفيف الضغط على هيئة خدمات الصحة الوطنية (NHS) عبر تقديم الخدمات الطبية للأسماء التي مضى وقت طويل على تسجيلها في قوائم الانتظار، وقد افتتحنا نحو 50 مركزًا جراحيًّا إلى جانب 91 مركزًا جراحيًّا كان موجودًا سابقًا، ما سيضمن حصول ملايين المرضى في بريطانيا على العمليات الجراحية المطلوبة”.
اقرأ أيضاً :
عشرات المرضى في بريطانيا ينتظرون أكثر من ثلاث سنوات من أجل جراحة روتينية
اندلاع حريق في قسم الطوارئ بمستشفى في بريطانيا وإجلاء كافة المرضى والموظفين
بريطانيا تخطط لتسهيل اجراءات استقدام الممرضين وأطباء الأسنان الأجانب
الرابط المختصر هنا ⬇