ملاحقة قضائية لمجموعة NSO بعد تجسس بيغاسوس على هواتف 3 نشطاء حقوقيين عرب
تواجه مجموعة “إن إس أو” NSO الإسرائيلية إجراءات قانونية في محكمة بريطانية؛ بعد استخدام بعض الدول لبرنامج “بيغاسوس” (Pegasus) لاختراق الهواتف المحمولة لثلاثة من ناشطي حقوق الإنسان في بريطانيا.
وكان محامون قد أرسلوا رسائل إلى (NSO)، وحكومتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية قبل اتخاذ الإجراءات القانونية، زاعمين أن برنامج بيغاسوس استُخدم للتجسس على ناشطي حقوق الإنسان في المملكة المتحدة.
وهذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها الشركة الإسرائيلية احتمال رفع دعوى قضائية أمام محكمة بريطانية، وسط مخاوف متزايدة من إساءة استخدام الحكومات لبرامج التجسس “بيغاسوس”.
وهذا الأسبوع قال مختبر “سيتيزن لاب” (Citizen Lab) الكندي لمراقبة الإنترنت: إن برنامج “بيغاسوس” استُخدم أيضًا في الإمارات العربية المتحدة لاستهداف مقر الحكومة البريطانية (10 Downing Street).
كذلك تعرّضت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث في عامي 2020 و2021 لهجمات متعددة مرتبطة بمشغلي برنامج بيغاسوس في الإمارات والهند وقبرص والأردن، وفقًا لـ (Citizen Lab).
إجراءات قانونية ضد NSO
أرسلت شركة المحاماة (Bindmans) خطابات رسمية تُخطِر مجموعة (NSO)، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية بإمكانية رفع دعوى قضائية ضدهم، وذلك نيابة عن ثلاثة أشخاص في المملكة المتحدة يعملون في مجال حقوق الإنسان.
ويزعم كل من: أنس التكريتي- المستشار السياسي البارز ومفاوض الرهائن – ومحمد كزبر – رئيس مجلس أمناء مسجد فينسبري بارك – ويحيى عسيري – الناشط المؤيد للديمقراطية – أن هواتفهم المحمولة قد تعرضت للاختراق في المملكة المتحدة.
ويسعى هؤلاء الأشخاص لرفع دعوى قضائية ضد (NSO)، وحكومتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في المحكمة العليا في بريطانيا؛ لانتهاك الخصوصية.
وتساعد شركة المحاماة (Bindmans) ومنظمة (Legal Action Network) غير الربحية المدعين الثلاثة في رفع الدعوى القضائية وتمويلها.
“بيغاسوس” من أخطر برامج التجسس!
يُعَد “بيغاسوس” من أخطر برامج التجسس، وهو يستهدف خصوصًا الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل (iOS)، لكن توجد منه نسخة لأجهزة أندرويد.
يعمل برنامج “بيغاسوس” على “مسح” (Scan) الجهاز المستهدف، ثم يثبت الوحدة الضرورية لقراءة رسائل المستخدم وبريده الإلكتروني، والاستماع إلى المكالمات، والتقاط صور للشاشة، وتسجيل نقرات المفاتيح، وسحب سجل متصفح الإنترنت، وجهات الاتصال.
كما يستطيع فعل أي شيء يمكن للمستخدم القيام به، كقراءة الرسائل النصية، والاستماع إلى ملفات الصوت المشفرة، وتشغيل الكاميرا والميكروفون، وإضافة الملفات وإزالتها، ومعالجة البيانات، فضلًا عن قدرته على تحديد الموقع الجغرافي للهاتف.
المستهدفون
لأن بيغاسوس من برامج التجسس المكلفة جدًّا فإن الجهات الفاعلة تستخدمه لمهاجمة أفراد “بارزين” من الناشطين والمعارضين السياسيين، والصحفيين، وكثيرًا ما تكون الشركات الكبرى في مرمى الهجوم.
محمد كزبر
محمد كزبر – رئيس مجلس أمناء مسجد فينسبري بارك- عارض علنًا سياسة الإمارات العربية المتحدة، وهو مرتبط بمعارضين بارزين للنظام في الإمارات.
وقد علم كزبر العام الماضي أن رقم هاتفه ظهر في قائمة مسربة تضم 50000 رقم هاتف حُدّدت بوصفها أهدافًا محتملة لبيغاسوس.
وأكد تحليل البيانات الذي أجراه بيل ماركزاك من (Citizen Labs) أن برنامج “بيغاسوس” استُخدم في الإمارات العربية المتحدة لاختراق هاتف كزبر المحمول في شباط/ فبراير 2018.
وكان الهاتف يحتوي على معلومات سرية تتعلق بعمل كزبر، واتصالاته، ورسائل خاصة لأفراد عائلته، ومعلومات سرية حول صحته.
أنس التكريتي
أنس التكريتي – مؤسس مؤسسة (Cordoba) – هو من أشد المعارضين لسياسة الإمارات في استهداف المعارضين السياسيين.
انتقد التكريتي علنًا اتفاق “التطبيع” الذي تُوصِّل إليه بين إسرائيل والإمارات في آب/ أغسطس 2020، واصفًا إياه بـ “الاتفاق المشين”.
وأكد أن ما يحدث في فلسطين هو معركة استثنائية وجودية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يخوضها أهل الحق بسلاح الكرامة والتضحية في مواجهة الاحتلال الغاصب.
ووفقًا لـ (Citizen Labs) استخدمت الإمارات العربية المتحدة أيضًا برنامج “بيغاسوس” للتجسس على التكريتي أثناء مشاركته في مفاوضات رهائن حساسة في المملكة المتحدة في تموز/ يوليو 2020.
وكشف التكريتي أن الأفراد الذين كان على اتصال بهم اختفوا لاحقًا؛ نتيجة للمعلومات التي حصلت عليها الإمارات بعد اختراق هاتفه.
يحيى عسيري
يحيى عسيري – الذي فر إلى المملكة المتحدة في كانون الثاني/ يناير 2014 – هو معارض سعودي بارز انتقد علانية سجلات المملكة العربية السعودية المشبوهة في حقوق الإنسان.
كان عسيري يعمل على قضية الصحفي جمال خاشقجي؛ حيث دعا إلى فرض عقوبات على المسؤولين السعوديين، والضغط من أجل مقاطعة المملكة المتحدة لقمة مجموعة العشرين التي تستضيفها السعودية.
وأكد تحليل أجراه مختبر (Citizen Labs) أن جهاز الأيفون الخاص بيحيى عسيري تعرض لمحاولة اختراق في تموز/ يوليو 2020، ثم تلتها محاولة أخرى بعد أسبوعين.
وكان الجهاز يحتوي على: وثائق المحكمة، وتفاصيل جهات الاتصال، ووثائق الهُوية للمدافعين عن حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، إلى جانب معلومات أخرى شديدة الحساسية.
اقرأ أيضًا:
باتيل تحذر من إمكانية استخدام بوتين اللاجئين الأوكرانيين للتجسس على بريطانيا
وزارة الخارجية البريطانية تتعرض لهجوم إلكتروني من قراصنة مجهولين
الرابط المختصر هنا ⬇