معلم بريطاني يسأل طالبة مسلمة إذا كانت تحمل قنبلة تحت حجابها!

في واقعة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط التعليمية والمجتمعية في بريطانيا، كشفت تحقيقات رسمية أن معلم رياضيات في مدرسة “أكاديمية جريت آشتون” بمدينة مانشستر الكبرى وجّه تعليقًا صادمًا لطالبة مسلمة، متسائلًا إن كانت تخفي قنبلة تحت حجابها.
ورغم هذا السلوك غير اللائق وسلسلة من التعليقات المهينة الأخرى التي صدرت عنه تجاه الطلاب، فقد قررت وكالة تنظيم التدريس (TRA) السماح له بمواصلة التدريس دون فرض أي حظر عليه.
تفاصيل الواقعة
وقعت الحادثة في كانون الأول/ ديسمبر 2022، عندما كان المعلم مارك هولاند يدخل الفصل أثناء إحدى الحصص الدراسية، حيث اقترب من طالبة مسلمة في الصف العاشر كانت تضع تسريحة شعر الكعكة تحت حجابها، وسألها بلهجة ساخرة: “هل لديك قنبلة هناك؟”.
وقد سمع هذا التعليق طالبان آخران في الفصل، ما أثار استياءهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ كان هولاند يوجه للفتاة تعليقات مُسيئة متكررة، مشيرًا إليها بلقب “الراهبة” بسبب مظهرها المحتشم.
لم تكن هذه التصرفات الأولى من نوعها، حيث أظهرت التحقيقات أن المعلم المذكور اعتاد على توجيه تعليقات مهينة ومسيئة لطلابه. ففي حادثة أخرى، قال لأحد الطلاب: “بعد 10 سنوات عندما نلتقي مجددًا، ستكون لديك 9 أطفال من 9 آباء مختلفين.” كما كان يطلق على بعض الطلاب في الممرات والأروقة المدرسية أوصافًا مثل “الشقراء الغبية”، “البشع”، و”فتاة كرة القدم”.
سلوكيات غير مهنية داخل وخارج المدرسة
لم تقتصر تصرفات هولاند على الفصل الدراسي، بل امتدت إلى خارج أسوار المدرسة. ففي حادثة منفصلة، شوهد وهو يقود سيارته خارج المدرسة قبل أن يتوقف بجوار صبي وفتاة كانا يسيران معًا في طريق العودة إلى المنزل. خاطب الصبي قائلًا: “هل هذه صديقتك؟”، وعندما أجاب الطالب بـ”نعم”، رد هولاند ساخرًا: “كان يمكنك أن تجد خيارًا أفضل.” ثم انطلق بسيارته مبتعدًا.
وفي موقف آخر داخل المدرسة، عندما قال أحد الطلاب إن زميله يشبه إحدى شخصيات أفلام جيمس بوند، رد هولاند متهكمًا: “تقصد ‘جاوز’؟”، في إشارة إلى الشخصية الشريرة “Jaws” ذات المظهر المخيف في سلسلة الأفلام الشهيرة.
تحقيقات لجنة السلوك المهني
أثارت هذه التصرفات تحقيقًا رسميًا من قبل وكالة تنظيم التدريس (TRA)، التي راجعت سلوك المعلم بناءً على شكاوى متعددة حول تصريحاته غير اللائقة تجاه الطلاب. وبعد فحص شامل للحالات التي تورط فيها بين آذار/ مارس وكانون الأول/ ديسمبر 2022، خلصت اللجنة إلى أن تصريحاته “لم تكن بدوافع عنصرية أو جنسية، لكنها كانت غير حساسة وغير ملائمة.”
ورغم خطورة هذه التصرفات، توصلت اللجنة إلى أن المعلم “كان يحاول بناء علاقة طيبة مع الطلاب، لكنه أخطأ في تقدير طبيعة تعليقاته”. وأضاف التقرير أن “تصرفات هولاند لم تكن ناتجة عن نية خبيثة، بل جاءت نتيجة لسوء تقدير وسلوك غير مدروس.”
قرار اللجنة: لا حظر على التدريس
على الرغم من إقرار اللجنة بأن تصرفات هولاند كانت غير مهنية وغير مقبولة في بيئة تعليمية، فقد قررت عدم منعه من التدريس، معتبرة أن نشر نتائج التحقيق يعد كافيًا “لإرسال رسالة واضحة إليه حول المعايير السلوكية التي يجب الالتزام بها.”
وجاء في بيان اللجنة، التي ترأستها سارة بوكسي: “إن إصدار أمر حظر التدريس ليس قرارًا مناسبًا أو في المصلحة العامة، حيث لم يظهر هولاند نية متعمدة لإيذاء الطلاب.”
وأضاف البيان أن هولاند، الذي يمتلك خبرة تفوق 15 عامًا في التدريس، كان لديه سجل مهني جيد قبل هذه الواقعة. وأشاد بعض زملائه بمستوى أدائه الأكاديمي، حيث وصفه أحدهم بأنه “معلم محترف يتمتع بقدرة على جذب انتباه الطلاب وإيصال المفاهيم الرياضية المعقدة بطريقة مميزة.”
المدرسة تحت المراقبة
لم تكن هذه الواقعة الوحيدة التي أثارت الجدل حول “أكاديمية جريت آشتون”، حيث كشف تقرير صادر عن هيئة الرقابة التعليمية (Ofsted) في عام 2023 أن مستوى التعليم، والسلوك، والإدارة في المدرسة بحاجة إلى تحسين.
وأشار التقرير إلى أن “غالبية الطلاب الذين تحدثوا إلى المفتشين يشعرون بالأمان داخل المدرسة، لكنهم أفادوا بأن تصرفات بعض الطلاب تجعل البعض الآخر يشعر بعدم الأمان في بعض الأحيان.”
ردود فعل غاضبة ومطالبات بالتشديد
أثارت هذه الواقعة ردود فعل غاضبة داخل المجتمع، حيث طالب العديد من أولياء الأمور والناشطين في مجال التعليم بضرورة فرض عقوبات أشد على المعلمين الذين يتورطون في مثل هذه التصرفات. ورأى البعض أن عدم فرض حظر على هولاند يمثل تساهلًا مع سلوكيات غير مهنية قد تؤثر سلبًا على بيئة التعليم.
في المقابل، دافع البعض عن قرار اللجنة، مشيرين إلى أن “المعلم لم يكن لديه سجل سابق من سوء السلوك، وأنه من الممكن أن يكون قد تعلم من أخطائه.”
المصدر: التلغراف
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇