معدلات تدفق الأنهار في إنجلترا تسجّل أدنى نقطة منذ عام 2002
حذّر خبراء البيئة من أنّ معدلات تدفق الأنهار في إنجلترا سجلت هذا الصيف أدنى مستوى لها منذ 21 عامًا، وأنّها قد تكون أسوأ بكثير في العام المقبل مع تأثيرات وخيمة على الحياة البرية والبيئية.
الأنهار في إنجلترا تتجه نحو الجفاف!
وأظهرت الدراسة التي أجرتها جمعية (WCL) المعنية بحماية الحياة البرية والريفية والتي استندت إلى تقرير حالة المياه الشهرية الصادر عن وكالة البيئة في يوليو أنّ هذا العام كان الأكثر جفافًا على الإطلاق، ما يُعرّض الطبيعة والناس لخطر نفاد المياه ويستدعي خطة شاملة وطموحة لتأمين إمدادات مياه نظيفة ووفيرة.
كما أشار التقرير إلى انخفاض معدلات تدفق 88 في المئة من الأنهار البريطانية إلى أدنى مستوى لها في تموز/يوليو المنصرم، إلى جانب انخفاض مستويات خزانات المياه في بعض المواقع في المملكة المتحدة إلى نحو 64 في المئة من سعتها المعروفة وانخفاض مستوى المياه الجوفية في تُلثي المواقع جراء انحباس الأمطار.
وتوقعت الدراسة أنّ يزداد الوضع سوءًا في العام المقبل، إذ إنّ انخفاض مستوى المياه في البحيرات والأنهار سيؤدي إلى تدمير الحياة البحرية وفقدان الثروة السمكية والزراعية.
ومن جهة أخرى دقّ نشطاء في مجال حماية البيئة ناقوس الخطر مؤكدين أنّ انخفاض تدفق الأنهار سيقلل من كمية الأوكسجين المذاب في المياه ويزيد من نسبة تركيز الملوثات والرواسب الناجمة عن الزراعة ومياه الصرف الصحيّ، ما سيؤدي إلى موت الأسماك واللافقاريات.
وبهذا الصدد قال علي مورس مدير سياسة المياه في (Wildlife Trusts) ورئيس تحالف (Blueprint for Water): إنّ المملكة المتحدة فقدت على مدار المئة عام الماضية 90 في المئة من مساحاتها الرطبة الغنية بالحياة البرية، وأحواض القصب، والفينات، ومستنقعات الخث والتي كانت تساعد في رفع مستويات الأنهار والمياه الجوفية من خلال امتصاص مياه الأمطار.
تفاقم أزمة المناخ في السنوات القادمة!
هذا وحذّرت دراسة جديدة أجراها مكتب الأرصاد الجوية من أنّ موجة الحرّ الشديد التي اجتاحت جميع أنحاء أوروبا هذا الصيف ستصبح “أمرًا عاديًا” في السنوات القادمة.
كذلك حذّر خبراء البيئة في بريطانيا من أنّ الجفاف قد لا يكون لهذا العام فقط ولكنّه قد يكون بداية دورة جفاف مدتها ثلاث سنوات، مستشهدين بموجات الجفاف التي ضربت البلاد 3 مرات في العقدين الماضيين (في 2004 و2010 و2017).
وبهذا الصدد دعا مارك أوين رئيس قسم المياه العذبة في شركة (Angling ) الحكومة البريطانية إلى وضع خطة واسعة النطاق لمواجهة موجات الحرّ وحالات الجفاف المحتملة في عام 2023 وما بعده، وإلى زيادة الإمدادات من خلال إنشاء خزانات مياه إضافية.
وعلى الرغم من تساقط الأمطار الغزيرة في أجزاء من شرق إنجلترا وجنوب شرقها في الأيام الأخيرة والتي ساهمت جزئيًّا في انخفاض نسبة جفاف التربة، فإنّ الخطر لا يزال يحدق بالحياة البرية والبيئية وفقًا لما أفاده السير جيمس بيفان الرئيس التنفيذيّ لوكالة البيئة.
وحثّ بيفان شركات المياه والناس على فهم قيمة المياه الأساسية واستخدامها بحكمة، مشيرًا إلى أنّ هذا الصيف كان بمثابة جرس إنذار لكيفية استعداد البلاد لظروف الطقس القاسية وكيفية تحقيق أقصى استفادة من الموارد المائية.
جدير بالذكر أنّ حالة من الجفاف أُعلنت رسميًّا في أجزاء من جنوب ووسط وشرق إنجلترا هذا الشهر، ما أجبر شركات المياه على فرض حظر على استخدام الخراطيم في ري الحدائق أو غسل السيارات أو ملء أحواض السباحة.
انخفاض مستوى الأنهار في إنجلترا (يوتيوب: سكاي نيوز)
اقرأ أيضًا:
مجاري الأنهار في بريطانيا خطيرة لهذا السبب
جفاف منابع نهر التايمز لأول مرة في التاريخ بسبب موجات الحر
انقطاع المياه عن بعض مناطق بريطانيا تزامنا مع إعلان حالة الجفاف
الرابط المختصر هنا ⬇