لندن تشهد مسيرة كبرى لدعم فلسطين يوم السبت بالتزامن مع ذكرى مؤثرة
يتأهب عشرات الآلاف من المتظاهرين للمشاركة في مسيرة ضخمة، السبت المقبل، متجهين إلى السفارة الأمريكية في لندن؛ للمطالبة بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها. وتأتي هذه التظاهرة في وقت يترنح فيه اتفاق وقف إطلاق النار، مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية باستئناف القصف، ودعوات أمريكية تثير المخاوف من تفجر الأوضاع، في ظل استمرار الحراك الشعبي المطالب بإنهاء المجازر بحق الفلسطينيين.
مسيرة ضخمة تحمل دلالات تاريخية
وتصادف هذه المسيرة الذكرى الثانية والعشرين لأكبر احتجاج شهده تاريخ بريطانيا، عندما خرج الملايين في مظاهرة حاشدة عام 2003 رفضًا للغزو الأمريكي البريطاني للعراق. ويُتوقع أن تكون تظاهرة السبت من بين الأضخم، وبخاصة في ظل ما يعتبره المحتجون تواطؤًا بريطانيًّا ودوليًّا مع جرائم الحرب الإسرائيلية.
وتأتي الاحتجاجات عقب تصريحات تصعيدية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي هدّد باستئناف القصف على غزة، مدعومًا بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال: “فلينفجر الجحيم”، بعد اتهام إسرائيل لحركة حماس بتعطيل اتفاق تبادل الأسرى بسبب ما وصفته الحركة بـ”انتهاكات إسرائيلية” للاتفاق.
تصعيد أمني واستهداف للمتضامنين مع فلسطين
وتكتسب هذه المسيرة أهمية إضافية لكونها الأولى بعد حملة قمع غير مسبوقة تعرض لها المتظاهرون المؤيدون لفلسطين. ففي تظاهرة الـ18 من يناير الماضي، حظرت شرطة العاصمة البريطانية (Met Police) المسيرة من الوصول إلى مقر هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، واعتقلت كريس نينهام، نائب رئيس حملة “أوقفوا الحرب” (Stop the War) خلال الاحتجاجات، ووجهت له تهمة بموجب قانون النظام العام.
ولم يتوقف التصعيد عند هذا الحد؛ إذ وُجّهت التهم أيضًا إلى بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين (PSC)، ما اعتبره ناشطون محاولة لقمع قيادة الحراك المناصر للقضية الفلسطينية والتضييق على حق التظاهر السلمي.
شعارات واضحة ومطالب صريحة
ويشارك المتظاهرون في المسيرة الوطنية الرابعة والعشرين منذ بدء العدوان على غزة، حاملين مطالب صريحة، وهي:
• وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
• إنهاء العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية.
• وقف الغارات الإسرائيلية المتواصلة على الشرق الأوسط.
• وقف الدعم العسكري البريطاني لإسرائيل.
• إنهاء التدخل الأمريكي في قطاع غزة.
منصة تجمع أصواتًا بارزة في النضال والتضامن
وتحظى مسيرة فلسطين بمشاركة نخبة من الشخصيات البارزة في العمل الحقوقي والسياسي، أبرزهم:
- حسام زملط: السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة.
- إياد برناط: الناشط الفلسطيني المعروف، ورئيس اللجنة الشعبية في قرية بلعين، والذي قاد على مدار 20 عامًا النضال السلمي ضد جدار الفصل العنصري. ظهرت قصته في الفيلم الوثائقي المرشح للأوسكار (Five Broken Cameras).
- زارا سلطانة: النائبة في البرلمان البريطاني عن دائرة كوفنتري ساوث.
- جيريمي كوربين: النائب عن دائرة إزلينغتون نورث وزعيم حزب العمال السابق.
- مايكل روزن: الشاعر والكاتب والمقدم الإعلامي المعروف بمواقفه المؤيدة لحقوق الفلسطينيين.
- أوين جونز: صحفي بريطاني.
- جينين حوراني: ناشطة فلسطينية وصاحبة الحضور البارز في السرد القصصي.
- إيدي دمبسي: الأمين العام المساعد لنقابة عمال السكك الحديدية (RMT).
- ليندسي جيرمان: منسقة حملة “أوقفوا الحرب”.
- بن جمال: مدير حملة التضامن مع فلسطين.
الموعد والمكان
تنطلق المسيرة يوم السبت الـ15 من فبراير عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا من شارع وايتهول (Whitehall)، متجهة إلى مقر السفارة الأمريكية في حي “ناين إلمز” (Nine Elms).
تصعيد في الشارع وتوتر في المشهد السياسي
هذا ويتوقع مراقبون أن تشكّل هذه التظاهرة علامة فارقة في الحراك الشعبي البريطاني الداعم لفلسطين، وبخاصة مع تصاعد الغضب تجاه مواقف الحكومة البريطانية المتهمة بمواصلة دعمها العسكري لإسرائيل، وتجاهلها لمطالب وقف العدوان على غزة.
وتبقى الأنظار معلقة على شوارع لندن، حيث سيتردد صدى الهتافات المنددة بالعدوان، في مشهد يعكس اتساع رقعة التضامن العالمي مع فلسطين، وإصرارًا على أن يبقى صوت الشارع حاضرًا في وجه الظلم والقمع.
المصدر: The Canary
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
12°C
