مسلمو حزب العمال ينتقدون تنصل ستارمر من تصريحات لامي عن غزة

واجه رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، انتقادات حادة من قبل شبكة العمال المسلمين (LMN)، وهي منظمة تعنى بتعزيز مشاركة المسلمين البريطانيين في حزب العمال، وذلك بعد تراجعه عن تصريحات وزير الخارجية، ديفيد لامي، التي أكد فيها أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة يمثل “انتهاكًا للقانون الدولي”.
تصريحات لامي في البرلمان

(Anadolu Agency)
في جلسة برلمانية يوم الاثنين، قال وزير الخارجية ديفيد لامي إن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل خرقًا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أن نقص المساعدات الإنسانية لأكثر من 15 يومًا أمر “غير مقبول ومثير للقلق”. وأضاف: “إسرائيل لها الحق في الدفاع عن أمنها، لكننا نجد أن استمرار منع دخول المساعدات أمر لا يمكن التغاضي عنه”.
تراجع ستارمر عن موقف وزير الخارجية
لكن بعد أقل من 24 ساعة، خفف المتحدث الرسمي باسم ستارمر من حدة هذا الموقف، موضحًا أن الحكومة البريطانية ترى أن “أفعال إسرائيل في غزة في خطر واضح من انتهاك القانون الدولي”، دون التأكيد على أن هذه الأفعال تشكل خرقًا فعليًا.
استياء واسع في الأوساط السياسية
أثار تراجع ستارمر عن تصريحات لامي موجة من الغضب في الأوساط السياسية البريطانية، حيث وصف شبكة العمال المسلمين التراجع بأنه “صادم” و”مخزٍ”. وجاء في بيانها:
“الهجمات الوحشية التي شنتها إسرائيل على المدنيين الأبرياء في غزة تعكس تجاهلًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني. لا يمكن لحكومة بريطانية ذات ضمير أن تستمر في اعتبار إسرائيل حليفًا أو أن تحافظ على أي علاقة عسكرية أو اقتصادية مع حكومة تتجاهل باستمرار وعن قصد القانون الدولي.”
كما شددت الشبكة على أن ديفيد لامي كان محقًا في تصريحاته، معتبرة أن “محاولات التراجع عن هذا الموقف أمر يبعث على الصدمة والخزي”.
تصاعد الغضب داخل البرلمان
داخل البرلمان، اعتبر النائب المستقل أيوب خان أن موقف الحكومة “مخزٍ”، متهمًا إياها بـ”التضليل المتعمد”. وقال لموقع ميدل إيست آي:
“هذا النمط من الخطاب، والامتناع عن الإدانة الصريحة للأفعال الإسرائيلية، في ظل عدم فرض أي عواقب حقيقية، قد شجع الحكومة الإسرائيلية على مواصلة عمليات القتل والتدمير والتجويع والتهجير في غزة.”
بدوره، وصف النائب المستقل عدنان حسين تصريحات لامي بأنها “اعتراف متأخر لكنه مرحّب به”، داعيًا الحكومة إلى تبني موقف أكثر وضوحًا يتماشى مع موقف وزير الخارجية بدلًا من تقويضه.
انتقادات من منظمات حقوقية

لم تقتصر الانتقادات على الأوساط السياسية، بل امتدت إلى المنظمات الحقوقية، حيث قال مجلس التفاهم العربي البريطاني إن محاولة الحكومة التراجع عن تصريحات لامي “تقوض مصداقيتها في احترام القانون الدولي، وتكشف عن خلاف واضح بين رئيس الوزراء ووزير خارجيته”.
كما وصفت حليمة بيجوم، الرئيسة التنفيذية لمنظمة أوكسفام، موقف الحكومة بأنه “مروع بكل المقاييس”، داعية إلى إدانة ما وصفته بـ”الجرائم الإسرائيلية بأشد العبارات، ووقف التواطؤ البريطاني في هذه الأزمة الكارثية”.
تصعيد إسرائيلي جديد في غزة
جاءت هذه التطورات السياسية في أعقاب عدوان إسرائيلي واسع النطاق على غزة، حيث قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 400 فلسطيني صباح الثلاثاء، منهية اتفاقية وقف إطلاق النار مع حركة حماس. واستهدفت الغارات مناطق يقطنها نازحون فلسطينيون، ما جعلها واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء الحرب.
موقف الحكومة البريطانية تحت المجهر
يعتبر تراجع ستارمر عن تصريحات وزير خارجيته تحولًا مهمًا في موقف الحكومة البريطانية تجاه الحرب في غزة، حيث أنها لم تتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي من قبل. ويرى مراقبون أن هذا التراجع قد يؤدي إلى المزيد من الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة حزب العمال، وسط مطالبات متزايدة باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
المصدر: ميدل إيست آي
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇