مسلمو برادفورد يعربون عن قلقهم بشأن مشروع قانون الموت الرحيم

يشكل المسلمون في مدينة برادفورد، نحو 30.5 في المئة من السكان وفقًا لتعداد 2021، ويُثار الجدل بشأن مشروع قانون الموت الرحيم الذي قدمته النائبة كيم ليدبيتر في البرلمان البريطاني.
ويسعى المشروع المقترح إلى تعديل القانون للسماح بتطبيق الموت الرحيم، وهو ما أثار قلقًا كبيرًا في المجتمع المسلم الذي يرى أن هذه الفكرة تخالف تعاليم الإسلام.
المجتمع المسلم في برادفورد يعبر عن مخاوفه من مشروع قانون الموت الرحيم

وأوضح رشاد بخاري، الرئيس التنفيذي لمجلس مساجد برادفورد، أن الموت الرحيم “ليس جزءًا من الثقافة الإسلامية”، حيث يؤمن المسلمون بأن الحياة أمانة من الله ولا يحق لأحد إنهاؤها. كما عارضت هذا القانون أيضًا وزيرة العدل شبانة محمود، معتبرةً أن الموت “ليس خدمة تقدمها الدولة”.
وتتجاوز المخاوف الجانب الديني لتشمل تأثيرات أخرى على الرعاية الصحية. إذ لفتت جميلة حسين، استشارية الطب التلطيفي في مستشفيات برادفورد التعليمية، الانتباه إلى التفاوتات الكبيرة في الوصول إلى خدمات الرعاية التلطيفية. وأشارت إلى أن أكثر من 100,000 شخص في المملكة المتحدة يحتاجون إلى هذه الرعاية ولكنهم لا يحصلون عليها، وأن المجتمعات الفقيرة والأقليات العرقية هم الأكثر تضررًا.
وعبرت حسين عن قلقها من أن السماح بالقانون قد يدفع بعض الأفراد إلى الخوف من تلقي الرعاية التلطيفية، ولا سيما في ظل انعدام الثقة بالنظام الصحي الذي تفاقم بعد وباء كوفيد-19.
الجمعية الطبية الإسلامية البريطانية تعارض مشروع قانون الموت الرحيم

وفي هذا السياق أكدت نادية خان، وهي استشارية أخرى في الرعاية التلطيفية وعضو في الجمعية الطبية الإسلامية البريطانية، أن المجتمع الطبي الإسلامي يعارض بشدة مشروع القانون، داعيةً إلى تحسين خدمات الرعاية التلطيفية بدلًا من التفكير في تشريع الموت الرحيم. وأشارت إلى أن الوباء أدى إلى فقدان الثقة بالنظام الصحي بين المجتمعات المهمشة، ما يزيد من المخاوف بشأن توسيع التشريع ليشمل الموت الرحيم.
ولم تقتصر المخاوف على المجتمع المسلم فقط؛ إذ أعربت مجموعات أخرى، مثل مجتمعات الروم والكاريبيين السود، عن صدمتها من مناقشة مثل هذا القانون في المملكة المتحدة، حيث رأى بعض الناس أن السماح بالقانون قد يدفعهم إلى نقل أحبائهم إلى خارج البلاد؛ خوفًا من تطبيق الموت الرحيم عليهم.
وفي سياق آخر أشار محمد عجيب، العمدة السابق لبرادفورد، إلى أن الفئات الفقيرة قد تكون الأكثر عرضة للاستغلال في حال السماح بهذا التشريع، معتبرًا أن القانون المقترح يشكل خطرًا كبيرًا على الفئات المهمشة. وأضاف فيصل إلياس، عضو مجلس برادفورد: إن القضية تمس بأعصاب الناس لأنها تفتح الباب أمام تساؤلات بشأن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى استغلال الأفراد في اتخاذ قرارات بشأن إنهاء حياتهم.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇