مسلمات يتعرضن للتهديد بالمقص أمام مسجد في ليفربول
شهدت مدينة ليفربول البريطانية حادثًا مقلقًا أثار الخوف بين المسلمين، بعدما تعرّضت ثلاث فتيات مسلمات تتراوح أعمارهن بين 11 و14 عامًا للتهديد بمقص أثناء عودتهن إلى المنزل عقب درس ديني في أحد المساجد.
الحادث وقع يوم السبت الـ4 من تشرين الأول/أكتوبر قرب مسجد عبد الله كويليام في حي كنسينغتون بمدينة ليفربول، حيث كانت الفتيات الثلاث قد أنهين صفًّا تعليميًّا مخصصًا للفتيات داخل المسجد، قبل أن تفاجِئهن امرأة تمسك بمقص وتهدّدهن أثناء طريق العودة إلى المنزل.
تهديد ثلاث فتيات مسلمات بالمقص!
وأكدت شرطة ميرسيسايد أنها تلقت بلاغًا في الساعة 1:50 ظهرًا يفيد بتعرّض مجموعة من الفتيات للتهديد من قبل امرأة في شارع بوالر ستريت، مشيرة إلى أن الفتيات نجحن في الهرب والاحتماء بالمسجد، ولم يتعرضن لأي أذى جسدي.
وأوضحت الشرطة أن الحادث تزامن مع بلاغ آخر في اليوم نفسه، يفيد بأن امرأة حاولت الاعتداء على سيدة أخرى مستخدمة المقص ذاته، غير أن الضحية تمكنت من الإفلات منها بعد أن رمت حقيبتها باتجاه المهاجمة، التي سرقت منها أحد الأغراض قبل أن تلوذ بالفرار.
وذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على امرأة تبلغ من العمر 44 عامًا من ليفربول، للاشتباه في ارتكابها عملية سطو، قبل الإفراج عنها بكفالة ووضعها في المستشفى بموجب قانون الصحة النفسية.
وبهذا الصدد قال الإمام مؤمن خان لصحيفة ليفربول إيكو: إن الفتيات كنّ قرب منازلهن عندما اقتربت منهن المهاجمة، موضحًا: “كنّ في طريق عودتهن بعد حضور درس إسلامي للفتيات، ويبدو أن المرأة كانت تهاجم أي شخص تصادفه. للأسف كانت الفتيات في طريقها، فشعرن بالخوف وركضن عائدات إلى المسجد لطلب الأمان، ثم ألقت الشرطة القبض على المهاجمة لاحقًا”.
وأشار إلى أن الحادث وقع قرب مدرسة نيوهام الابتدائية، وأن الفتيات كنّ برفقة وصي أثناء الحادث.
خوف بين الأهالي وتحقيقات مستمرة
وبعد ساعات من الحادث، قالت إحدى الأمهات، التي تبلغ من العمر 34 عامًا وكانت تشارك في ورشة نسائية داخل المسجد وقت وقوع الاعتداء: إن المعلمة كانت “مصدومة وترتجف” عندما أخبرتهن بما حدث.
وأضافت الأم لصحيفة إيكو: “قالت لنا المعلمة إنها كانت تُدرّس الفتيات طوال الصباح، وبعد مغادرتهن ركضت ثلاث منهن عائدات إلى المسجد وهنّ يصرخن بأن امرأة تطاردهن بمقص”.
وأوضحت السيدة أن الفتيات يحضرن الدروس الدينية أسبوعيًّا منذ مدة طويلة “ويعدن عادةً إلى منازلهن بأمان تام”، لكنها أشارت إلى أن الحادث جعلها تشعر بالخوف على نفسها وعلى غيرها من النساء المسلمات في المنطقة.
وأضافت: “كنت قد خططت لأن أعود إلى منزلي في أولد سوان سيرًا على الأقدام أو بالحافلة بعد الورشة، كأول نشاط لي بمفردي منذ أن أصبحت أمًّا. لكن بعد سماعي بما حدث، شعرت بالقلق الشديد ولم أعرف كيف سأعود بأمان”.
“بدأت أتصل بأصدقائي وعائلتي بقلق كبير لأجد طريقة آمنة للعودة، ولم أرغب حتى في طلب سيارة أوبر خوفًا من المجهول”.
شرطة ميرسيسايد قالت: إنها تواصل التحقيق في الحادث وتدعو أي شاهد أو من لديه لقطات كاميرات مراقبة إلى التواصل معها، مؤكدة أن “سلامة المجتمع هي أولوية قصوى”.
ترى منصة العرب في بريطانيا أن هذا الحادث يعكس تصاعد الشعور بعدم الأمان بين المسلمين في المدن البريطانية، لا سيما النساء والفتيات اللواتي يواجهن في أحيان كثيرة تهديدات بدوافع عنصرية أو نفسية تُغلف بالكراهية الدينية.
وتؤكد المنصة أن استهداف فتيات صغيرات أمام مسجد يجب أن يكون ناقوس خطر يدفع السلطات البريطانية إلى مراجعة إجراءات حماية دور العبادة والمناطق المحيطة بها، وإعادة النظر في الخطاب الإعلامي والسياسي الذي يُسهم أحيانًا في تأجيج مشاعر الكراهية ضد المسلمين.
المصدر: Liverpool Echo
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
