مرشحًا لمنصب نائب زعيم حزب الخضر.. مؤذن علي يتحدى اليمين ويدعم غزة

أعلن مستشار حزب الخُضر في مدينة ليدز، مؤذن علي، ترشحه رسميًا لمنصب نائب زعيم الحزب، مؤكدًا في حملته الانتخابية عزمه على تمثيل المجتمعات العاملة متعددة الخلفيات العرقية والاجتماعية، والتصدي لصعود اليمين المتطرف، ومطالبته بإجراء تغييرات بنيوية شاملة تراعي العدالة الاجتماعية والمناخية في آنٍ معًا.
علي، البالغ من العمر 43 عامًا، والممثل عن حي جيبتون وهارهيلز، الذي كان سابقًا معقلًا لحزب العمال، صرّح بأن صورة حزب الخُضر كحزب “الطبقة المتوسطة” يجب أن تتغير، لأن الواقع الاجتماعي في بريطانيا أكثر تنوعًا وتعقيدًا، مضيفًا:
“علينا أن نمثل بريطانيا الحقيقية، بريطانيا المتنوعة التي تواجه تهديدًا متصاعدًا من قِبل اليمين المتطرف.”
وقال إن الدعم الذي تلقّاه من سكان جيبتون، “وهو حي تقليدي من الطبقة العاملة البيضاء”، ومن حي هارهيلز متعدد الأعراق، يعكس وحدة التحديات وتلاقي المصالح، مؤكدًا:
“نحن لا نلعب لعبة الهويات. مشكلاتنا واحدة، وتستدعي حلولًا موحدة.”
مناصرة غزة رغم التهديدات
في أيار/مايو 2024، عندما عبّر علي علنًا عن دعمه لغزة في خطاب فوزه بالانتخابات المحلية، تعرض لسيل من التهديدات، لكنه أصرّ على موقفه، قائلًا: “لا أندم على ذلك.”
وفي تموز/يوليو من العام نفسه، تعرّض لحملة تضليل من قِبل الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، الذي اتهمه زورًا بالمشاركة في أعمال الشغب التي اندلعت في حي هارهيلز، رغم أن علي كان من بين الذين تدخلوا لوقف أعمال العنف والحرائق.
وأشار علي إلى أن “تحوّل نافذة أوفرتون نحو اليمين” أسهم في خلق “مناخ من الخوف”، خاصة في الأحياء الفقيرة التي تقوم على التضامن المجتمعي، حيث “يراقب الناس بعضهم بعضًا ويهتمون ببعضهم البعض.”
من تنظيم القواعد إلى بناء حركة شعبية
يعتمد علي في رؤيته السياسية على ما يسميه “تنظيم المجتمع القاعدي”، وهو النموذج الذي طبّقه عمليًا من خلال تنظيم فعالية “مدينة الانتماء” في ليدز في أعقاب اضطرابات 2024، مؤكدًا رغبته في توسيع هذه التجربة على مستوى المملكة المتحدة، وبناء “حركة يقودها الناس”، حسب وصفه.
وقال علي: “العديد من المشكلات التي تواجهها المجتمعات البيضاء من الطبقة العاملة، تواجهها كذلك الأقليات العرقية والمجتمعات الريفية. تكلفة المعيشة، وتغير المناخ، والفقر، وسوء الخدمات الصحية، وصعوبة الوصول إلى التعليم الجيد – هذه مشكلات عامة وليست فئوية. وإذا تطلّب الأمر أن يدفع الأغنياء أكثر قليلاً، فليكن ذلك.”
علي، الذي يعمل أيضًا محاسبًا ومدرّسًا لزراعة البيرماكلتشر، إلى جانب نشاطه على منصة يوتيوب، هو ثالث مرشح يعلن دخوله سباق المنافسة على منصب نائب زعيم حزب الخضر، إلى جانب كل من أنطوانيت فرنانديز وتوماس دو، بينما يتجه زاك بولانسكي، النائب الحالي، إلى الترشح لزعامة الحزب.
الخضر في مواجهة الإصلاح: صراع على جيل الشباب والأقليات
يتزامن إعلان علي ترشحه مع سعي حزب الخُضر إلى ترسيخ حضوره كبديل سياسي في ظل تقدم حزب “الإصلاح” اليميني المتطرف بقيادة نايجل فاراج، حيث بات الطرفان متقاربين في عدد المستشارين المحليين، إذ يمتلك الخُضر 859 مستشارًا وأربعة نواب في البرلمان، بينما يمتلك حزب الإصلاح 824 مستشارًا وخمسة نواب موزعين في إنجلترا وويلز واسكتلندا.
وقد حقق حزب الخضر نتائج لافتة في الانتخابات العامة لعام 2024، خاصة في أوساط الشباب، حيث حصل على 19% من أصوات الفئة العمرية بين 18 و24 عامًا، ليحلّ في المرتبة الثانية بعد حزب العمال، متفوقًا على حزب الإصلاح الذي حصل على 8% فقط. كما ارتفعت نسبة تأييد الحزب بين الأقليات العرقية بنسبة 9%، ما يعكس تجاوبًا متزايدًا مع خطابه التقدمي.
رأي منصة “العرب في بريطانيا – AUK”
ترى منصة “العرب في بريطانيا – AUK” أن ترشّح مؤذن علي لمنصب نائب زعيم حزب الخضر يشكّل خطوة مهمّة في اتجاه تعزيز التمثيل السياسي للأقليات، وتوسيع الخطاب السياسي البريطاني ليشمل هموم المجتمعات المهمّشة والمتنوعة عرقيًا وثقافيًا.
كما تؤكد المنصة على أهمية المواقف الشجاعة التي يتبنّاها علي، لا سيّما في ظل تصاعد الخطاب اليميني وازدياد التهديدات التي يتعرض لها النشطاء المدافعون عن حقوق الإنسان وحق الفلسطينيين. وتدعو المنصة إلى دعم الأصوات التي تمثل ضمير المجتمعات المحلية وتسعى إلى العدالة الاجتماعية والمناخية، باعتبارها ضرورة ملحّة في المشهد السياسي البريطاني الراهن.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇